كشف أمس رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز بأن حجم استهلاك الأسر الجزائرية في رمضان يزداد بـ 30 بالمائة منذ مطلع هذا الشهر الكريم، بسبب سلوكات الاستهلاك المعتادة، داعيا بالمناسبة إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير نظرا لخصوصية هذا الشهر.
وذكر حريز بأن دراسة حديثة حول حجم الاستهلاك في رمضان توصلت إلى أن معدل زيادة استهلاك الأسر الجزائرية خلال شهر الصيام تصل إلى 30 بالمائة، مشيرة إلى أن الجزائريين يشترون يوميا 48 مليون خبزة، و لا يستهلكون منها سوى ثلاثة أرباع فيما يرمون 12 مليون المتبقية في المزابل.
وبحسب ذات الدراسة - يضيف المتحدث - فإن معدل استهلاك الفرد الجزائري الواحد من المشروبات والعصائر خلال شهر رمضان يبلغ 3 لترات في اليوم الواحد.
وعن الحملة الوطنية التي أعلن عن الانطلاق فيها، خلال استضافته في منتدى المجاهد، " لترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير"، ذكر حريز، بأنها تهدف إلى تحسيس المواطن بأهمية تحديد احتياجاته الاستهلاكية وترتيب أولوياته حسب مداخليه، والتزام حدود إمكانياته، وعدم الإسراف في الشراء بالشكل الذي قد يفتح الباب للندرة الاستهلاكية، مؤكدا على ضرورة أن يشمل ترشيد الاستهلاك " الطاقة الكهربائية والماء والهاتف ".
من جهته أشار نائب رئيس فدرالية المستهلكين، حسان منور، الذي كان بصدد الإجابة عن سؤال للنصر، بأن هذه الحملة ستعتمد على الاتصال المباشر بالمواطنين من خلال توزيع المطويات وكذا عن طريق الاتصال بالأئمة لكي يُضَمّنوا دروسهم ومواعظهم،  تقديم النصح والإرشادات للمصلين عن أهمية ترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير، و كل مظاهر الإسراف في اقتناء المشتهيات.
من جهة أخرى دعا المتدخلان خلال ذات المنتدى إلى ضرورة تجنب شراء المواد سريعة التلف التي تعرض في الشارع على غرار اللحوم والبيض ومشتقات الحليب والعصائر وغيرها من المواد والحلويات التي تباع على الرصيف باعتبار أن استهلاكها من شأنه أن يعرض الصحة العمومية إلى الخطر جراء انتشار الميكروبات والجراثيم.
كما تمت دعوة مصالح الأمن والدرك إلى ضرورة تطهير الأرصفة والفضاءات العمومية من " التجارة الفوضوية التي خلقت مشاكل كثيرة على الطرقات من شدة الزحمة التي تتسبب فيها وتعريض حياة مستعملي الطرقات إلى الخطر"، وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلى أن معطيات رسمية تشير إلى أن 40 بالمائة من المواد الغذائية والخضر والفواكه لا تمر على أسواق الجملة، ما يفتح الباب أمام المضاربة بأسعارها.
كما ألقى حسان منور، باللائمة على السلطات العمومية لعدم إتمام برنامج الأسواق الجوارية الذي من شأن جعل المواطنين يستعيضون عن اللجوء إلى الأسواق الموازية لاقتناء ما يحتاجونه.
وأثناء تطرقه للحديث عن بعض الصعوبات التي تعترض عمل الفدرالية التي تضم حاليا حوالي 33 جمعية ولائية، أشار زكي حريز إلى أن  الفدرالية كلما تحاول أن تربط علاقات مع الوسط التربوي من أجل نشر الثقافة الاستهلاكية الصحيحة في أوساط التلاميذ تواجه بصعوبات في الحصول على الرخصة من الجهة الوصية ولائيا أو وطنيا.            ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى