توقعت نقابات التربية تسجيل نتائج مقبولة في امتحانات شهادة البكالوريا، باستثناء مادة الرياضيات الخاصة بشعبة العلوم، ورأت بأن حظوظ النجاح ستكون أفضل لدى شعبتي تقني رياضي ورياضيات، لكنها عبرت عن قلقها من قلة الأساتذة المكلفين بالتصحيح، جراء رفض 50 بالمائة منهم قبول استدعاءات مديريات التربية.
تنطلق اليوم عملية التصحيح الرسمي لأوراق امتحانات شهادة البكالوريا عبر 71 مركزا يتوزعون على 48 ولاية، بعد يومين تم فيهما الاتفاق على الحلول النموذجية و تشكيل لجان التصحيح. و يتكفل بهذه المهمة 55 ألف أستاذ، سيعكفون على مدار حوالي أسبوع كامل على تصحيح الآلاف من النسخ، اعتمادا على الأجوبة النموذجية التي تم إعدادها يومي السبت والأحد، وكذا على سلم التنقيط الذي أعده ديوان المسابقات والامتحانات.
 ووفق تأكيد المكلف بالإعلام بالوزارة لمين شرفاوي، فإن التصحيح النموذجي تضمن الاتفاق على الإجابات المحتملة التي يمكن أن يقدمها التلاميذ والنقاط التي تقابلها، بما سيضمن وفق تقديره الإنصاف في التقييم، وتساوي فرص النجاح لدى التلاميذ الممتحنين، وبدّد المتحدث قلق الأولياء وتلاميذ الأقسام النهائية بخصوص صعوبة امتحان مادة الرضيات، موضحا بأن ورقة الأسئلة تم عرضها على أستاذين مختصين، في حين رأى رئيس نقابة السنابست مزيان مريان، بأن النتائج التي سيتم تسجيلها
ستكون متباينة من شعبة إلى أخرى، لكنه توقع بأن يتراجع مستوى الأداء في شعبة العلوم الطبيعية، جراء الصعوبات التي تلقاها التلاميذ أثناء معالجة أسئلة الرياضيات، التي لم تكن صعبة وفق تقييمه، ولكنها كانت طويلة نوعا ما، وتتطلب منحها وقتا أوسع، بما يمكن الممتحنين من الإجابة عليها في أريحية، مؤيدا فكرة إدراج أسئلة صعبة لتعويد الطالب على بذل مزيد من الجهد، بدل الاعتماد على الأسئلة المباشرة، معتقدا بأن امتحان الرياضيات لهذه السنة سيخدم الطلبة الذين سيجتازون
امتحانات شهادة البكالوريا السنة المقبلة، لأنه سيؤدي حتما إلى رفع المستوى، وعبر مزيان مريان عن تفاؤله بالنتائج التي سيحققها تلاميذ شعبتي تقني رياضي ورياضيات، على أساس عدم تلقيهم أي صعوبات تذكر، في حين ستكون النتائج متوسطة بالنسبة لشعبة الآداب، دون أن يستبعد تسجيل معدلات من قبل المتفوقين تصل إلى 17 من عشرين.
وصاحب انطلاق تصحيح أوراق البكالوريا إشكالية قلّة عدد الأساتذة المصححين، وهو ما نفاه ممثل الوزارة جملة وتفصيلا، مؤكداعلى أن ما تم تداوله مؤخرا هو مجرد إشاعات فقط، وأن الوزارة جندت 55 الف مصححا ووفرت لهم جميع الظروف الملائمة، في حين أكد رئيس نقابة «الكلا» عاشور إيدير بأنه خلال يوم السبت الذي شهد انطلاق إعداد الأجوبة النموذجية، فوجئت مديريات التربية بعدم التحاق حوالي 50 في المائة من الأساتذة المكلفين بالتصحيح، جرّاء تزامن العملية مع شهر رمضان وأن أغلب من تم استدعاؤهم هنّ أستاذات لديهن التزامات أسرية، لذلك رفضن الامتثال لاستدعاءات الوزارة وأبلغن مديريات التربية بذلك مسبقا كي تتخذ احتياطاتها، غير أن قلّة التنسيق بين المديريات الجهوية لديوان الامتحانات والمسابقات وكذا مديريات التربية، أظهر العجز الواضح في الأساتذة المصححين خلال اليوم الأول، مما اضطر الوزارة إلى الاستعانة بأساتذة آخرين لسدّ العجز، وإتمام العملية في وقتها المحدد، في وقت توقعت مصادر نقابية بأن تنتهي 80 في المائة من عملية التصحيح في غضون خمس أيام، رغم ارتفاع عدد المرشحين الذي تجاوز 800 ألف.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى