على المواطنين اتخـــاذ موقف من الأخبـــار الكاذبــــة

الجزائر مستهدفة بسبب وقوعها بمنطقة تغطيها أزيد من 3 آلاف قناة فضائية
دعاالمدير العام للإذاعة الجزائرية، شعبان لوناكل،، أمس الاثنين،  المواطنين إلى اتخاذ موقف من وسائل الإعلام التي تنشر أخبارا كاذبة، وأوضح بأنه لا يمكن بناء قطاع الإعلام دون التركيز على جانب أخلاقيات المهنة، والابتعاد عن التهويل والإثارة.
وأشار المسؤول، خلال محاضرة ألقاها بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة في دورة تكوينية مفتوحة للتعرف على وسائل الإعلام بعنوان للمواطن الحق في معلومة موثوقة، إلى أن المتلقي يشارك الفاعلين في قطاع الإعلام بمختلف أنواعه في تحمل المسؤولية المهنية والأخلاقية تجاه الأخبار المنشورة، بعد التطور التكنولوجي الكبير الذي أصبح يسمح له بالتفاعل مع وسائل الإعلام من خلال أدوات الاتصال، على غرار الرسائل النصية والالكترونية أو الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنيت حيث شدّد على ضرورة أن يقوم المواطن برد الفعل إزاء المعلومات غير الصحيحة الواردة عن طريق الإعلام وأن يسعى إلى تصحيحها، معتبرا بأن نشر خبر كاذب مساس بحق المواطن في الحصول على معلومات دقيقة.
وأوضح المحاضر بأنه لا يمكن بناء إعلام جيد دون التركيز على جانب أخلاقيات المهنة، مشيرا إلى استحالة استيراد نموذج إعلامي جاهز من بلدان أخرى لتجسيده بالجزائر، حيث أكد على ضرورة إنشاء منظومة إعلامية خاصة بنا، في ظل احترام مبدأ الدفاع عن مصلحة البلاد الذي اعتبره من مهام الإعلام، منبها إلى أن عدم احترام النقطة المذكورة هو ما خلق الصعوبات التي يواجهها القطاع اليوم. وأضاف بأن تطوير قطاع الإعلام في الجزائر حاليا أصبح يسير نحو النوعية، فيما أعاب على بعض وسائل الإعلام الانسياق وراء التهويل والإثارة، فضلا عن «التعامل مع قضايا هامة على أنها فرعية، والتركيز بدل ذلك على المناوشات السياسية بالرغم من أنها ثانوية»، ما يجعل حسبه الإعلام غائبا عن المعركة التي ينبغي أن يكون سباقا إلى خوضها، و لفت ذات المسؤول إلى أن وجود عدد كبير من المؤسسات الإعلامية التي تبتعد عن الاحترافية ليس بالأمر الجيد.
من جهة أخرى، اعتبر شعبان لوناكل في رده على سؤال أحد الصحفيين حول المضمون الديني الإعلامي الذي بات يستغل للتفرقة من أطراف خارجية، بأن الجزائر «مستهدفة بسبب وقوعها بمنطقة تغطيها أزيد من 3 آلاف قناة فضائية، منها أكثر من ألف قناة تعمل بأجندات مختلفة وتمويل من أطراف لضرب استقرار المجتمعات حسبه، منبها بأن عددا كبيرا من الجزائريين يتفاعلون مع هذه القنوات. كما أوضح بأنه يجب مواجهة الأفكار الدينية المذكورة عن طريق مختلف وسائل الإعلام والتواجد بقوة في مختلف الوسائط الإلكترونية، وأشار إلى الوضعية السيئة التي وصلت إليها عدد من البلدان العربية وحتى دول الجوار، فضلا عن المشاكل التي عاشتها الجزائر بسبب استهداف الروابط الاجتماعية على غرار أحداث غرداية.
وتطرق متدخلون خلال النقاش الذي أعقب المحاضرة، إلى الوضعية الاجتماعية والمهنية التي يعيشها صحفيون عاملون بمؤسسات لا تقدم لهم جميع حقوقهم، ما يمنعهم من ممارسة مهمتهم بشكل احترافي، كما أشار لوناكل إلى أنه يجب خلق علاقة مبنية على الثقة بين المواطنين ووسائل الإعلام، في رد على سؤال طالبة إعلام تحدثت عن صعوبة الوصول إلى بعض الأخبار الخاصة بالجزائر ما يجعل المواطن يتجه إلى وسائل إعلام أجنبية، فيما اختتم المحاضر كلمته بضرورة الحذر من تقديم نظرة سوداوية عن الوضع الراهن للجزائر، فضلا عن عدم المساهمة في إفقاد الشباب للأمل.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى