صرحت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو التي تجري زيارة عمل إلى الجزائر أمس الإثنين بالعاصمة أن الجزائر وفرنسا تربطهما علاقات صداقة قوية.  وقالت السيدة هيدالغو للصحافة عقب الإستقبال الذي خصها به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن العلاقات التي تجمع بين الرئيس بوتفليقة و نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند علاقات قوية قائمة على ثقة كبيرة، مما سمح بتحقيق تقدم في مسائل عدة بشكل ملموس.
 و أشارت المسؤولة إلى أنها سلمت للرئيس بوتفليقة «رسالة صداقة و مودة من فرنسا و من السلطات الفرنسية العليا».
و فيما يخص التعاون الثنائي، أوضحت السيدة هيدالغو، أنها استعرضت مع رئيس  الدولة الشراكة القائمة بين مدينتي باريس والجزائر.   و صرحت قائلة «لقد باشرنا شراكة هامة باتجاه الشبيبة تتميز ببعد ثقافي  يرتكز على السينما والموسيقى».
 كما استعرضت السيدة هيدالغو التعاون في مجال تكوين المهندسين و تسيير النفايات و ترميم البنايات القديمة و التراث.
وبالإضافة إلى هذا تطرقت المسؤولة إلى ترشح باريس لتنظيم الألعاب الأولمبية
من جهة أخرى، قالت آن هيدالغو أن تجربة الجزائر العاصمة خلال العشرية السوداء في مواجهة التطرف واستئصاله تهم كثيرا سلطات بلدية باريس والسلطات الفرنسية التي واجهت في المدة الأخيرة عمليات إرهابية كبيرة، لأنه في الوقت الذي كانت فيه العاصمة تقاوم وتواجه الإرهاب كانت تهتم أيضا بتحسين المحيط المعيشي للمواطن.
وأكدت رئيسة بلدية باريس في لقاء صحفي لها مساء أمس بمطار هواري بومدين الدولي في ختام زيارتها للجزائر أن هدف زيارتها للجزائر إعادة بعث بروتوكول تعاون وقع بين ولاية الجزائر وبلدية باريس سنة 2003 يخص التهيئة العمرانية وتحسين المحيط المعيشي في المدن، و أوضحت أن الأمر يتعلق بالذهاب بعيدا لتلبية حاجيات كلا من الجزائر العاصمة وباريس في العديد من المجالات. وتحدثت آن هيدالغو في هذا الصدد عن إعطاء أهمية كبرى للشباب والاهتام بتلبية حاجياته، و الاهتمام بالتهيئة العمرانية للمدن، وقالت أنها التقت صبيحة أمس مجموعة من الشباب بالمعهد الثقافي الفرنسي في العاصمة وأنه يجب توسيع التعاون بين المدينتين في مجالات السينما والموسيقى والفنون الأخرى وجعل الثقافة نقطة ارتكاز في التعاون بين المدنيتين.
كما قالت المتحدثة أنها لاحظت أن الجزائر العاصمة عرفت تحولات عمرانية كبيرة ولها خيارات استراتيجية كبيرة ومساحات معتبرة، وقد تقرر رفقة والي العاصمة توسيع العمل في هذا المجال وتقوية ودعم هذه التحولات العمرانية في الجزائر العاصمة بالتعاون مع المدرسة الفرنسية للمهندسين بباريس التي يمكنها ضمان تكوين مهندسين جزائريين في مجالات التهيئة العمرانية وغيرها، كما قالت أن بين النقاط التي تم التطرق لها مع المسؤولين الجزائريين تطوير استعمال الدراجات الهوائية في العاصمة كما هي الحال في باريس وتخصيص ممرات خاصة بها، وذلك من شأنه التقليل من الازدحام المروري الذي يعتبر من النقاط السوداء في المدن الكبيرة.
وفي السياق، تحدثت عن ضرورة بعث النشاطات الليلية وقالت أن والي الجزائر العاصمة مهتم كثيرا بهذا الجانب وبتجربة العاصمة باريس. وردا عن سؤال متعلق بفحوى لقائها مع رئيس الجمهورية وما إذا كانت زيارتها ذات طابع سياسي انتخابي ردت بالقول أنها غير مرشحة للانتخابات الرئاسية و اهتمامها منصب على المدن وما تقدمه للمواطن وإطار معيشته، مشيرة أنها تحدثت مع الرئيس عن التحديات الكبيرة التي تواجه المدن والحضائر في عالم اليوم، و البحث عن كيفية إعطاء الأمل للقاطنين بها و تقديم حلول واقعية للمشاكل المطروحة في المدن، وذلك برأيها لب السياسة بل أكثر من السياسة.              

م- عدنان

الرجوع إلى الأعلى