أبدت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ قلقها بسبب تزامن تصحيح أوراق امتحانات البكالوريا مع شهر رمضان، مقترحة بأن تنطلق العملية في الصباح الباكر، وتنتهي عند منتصف النهار يوميا، مع تأخير الإعلان عن النتائج إلى غاية 20 جويلية، بحجة عدم الضغط على الأساتذة المصححين.
تلتقي الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ برئاسة خالد أحمد هذا الأسبوع بمسؤولين بوزارة التربية الوطنية، لطرح قضية تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا خلال شهر رمضان، إذ يرى الأولياء بأن تزامن العملية مع شهر الصيام وكذا فصل الحر، يمكن أن يؤثر على تركيز الأساتذة، خاصة النساء، بالنظر إلى التزاماتهن الأسرية، وإمكانية عدم احترامهن للتوقيت الذي تحدده الوزارة، وفق تقدير خالد أحمد، بسبب التعب والإرهاق، خاصة وأن التصحيح يأتي مع نهاية موسم دراسي مثقل بالتعب والمجهود الفكري. واقترح المتحدث في تصريح للنصر، بأن تعيد الوصاية النظر في الجدول الزمني لعملية التصحيح، كأن تنطلق العملية على الساعة السابعة والنصف صباحا، وتنتهي عند الساعة منتصف النهار، بغرض عدم الضغط على المصححين، حتى وإن استدعى الأمر تأخير الإعلان عن نتائج البكالوريا، كأن تكون مثلا يوم 20 جويلية المقبل، والمهم بالنسبة للأولياء، هو أن يتم تصحيح أوراق الممتحنين بتأن، حتى يحصل كل واحد من المترشحين على العلامة التي يستحقها، سواء كانت جيدة أم سيئة، لأنها في النهاية ستعكس مستواه الفعلي، ويطرح أولياء التلاميذ أيضا فكرة تخصيص الفترة المسائية للأساتذة الرجال لإتمام عملية التصحيح، أي ما بعد الفطور، إن امكن ذلك.
ومن بين انشغالات الأولياء ضرورة مرافقة الأساتذة الجدد المكلفين بالحراسة، بحجة عدم خضوعهم لتكوين في هذا المجال، وإمكانية ممارستهم لتصرفات تعسفية في حق التلاميذ المترشحين، أو الضغط عليهم حين القيام بالحراسة، مما قد يشتت تركيزهم، ويجعلهم يجرون الامتحان في جو من القلق والضغط، فضلا عن ضرورة إيجاد حل ناجع للغش الإلكتروني، باستعمال أجهزة التشويش لقطع الاتصال عبر شبكة الأنترنيت وكذا الهواتف النقالة، وعدم تكرار ما حدث السنة الماضية، حيث كانت مواضيع الأسئلة تسرب من داخل المراكز نصف ساعة بعد فتح أظرفة الأسئلة، وهي الفكرة التي أيدتها نقابات التربية، من بينها نقابة الكنابست، حيث يرى المنسق الوطني للتنظيم مسعود بوديبة أن استعمال أجهزة التشويش أضحى ضرورة بعد الذي حدث السنة الماضية، وأن الإجراء من شأنه أن يحول دون وقوع أي عمليات تسريب لمواضيع الأسئلة، وبالتالي سدّ كافة المنافذ أمام أي تصرف قد يؤدي إلى التشكيك في الأساتذة الحراس، وكذا إبعاد الشبهة عنهم، لكنه بدّد كافة المخاوف التي أظهرها الأولياء بخصوص إمكانية تأثير شهر الصيام على تركيز الأساتذة المصححين، مذكرا بأنها ليست المرة الأولى التي تصحح فيها أوراق البكالوريا في رمضان، حيث جرت العملية في نفس الفترة السنة الماضية، دون ان تقع أي مشاكل تذكر، موضحا بأن التصحيح يتم خلال الفترة الصباحية، وهي جد مناسبة للقيام بهذه المهمة التي تتطلب الدقة والتركيز. بالمقابل، لا تزال المواقف متباينة حول استعداد وزارة التربية الوطنية لإشراك النقابات ومنظمات أولياء التلاميذ كملاحظين أثناء تنظيم الامتحانات الوطنية، على غرار ما تم اثناء تنظيم مسابقة توظيف الأساتذة، بغرض إضفاء المزيد من المصداقية والشفافية على هذه الامتحانات، فقد أبدت بعض النقابات تحفظا على الإجراء، من بينها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وكذا السنابست، إذ يرى التنظيمان أن الإجراء يتطلب من النقابات تجنيد العدد الكافي من الملاحظين على مستوى كافة مراكز الإجراء، وهو ما لا يمكن تحقيقه، فضلا عن الشق المتعلق بالمسؤولية التي تقع على الملاحظين في حال حدوث أي خلل، أو تجاوزات، وهو ما لا تريد التنظيمات النقابية أن تقع فيه، مبدية ثقتها الكاملة في الأساتذة الحراس الذين تعينهم الوزارة.
 لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى