أجهزة التشويش بمراكز الإجراء أفشلت محاولات الغش والمترشحون يستسهلون أسئلة اليوم الأول
  تجريد كل التلاميذ والمؤطرين من أجهزة الهاتف النقال
انطلقت أمس الثلاثاء، عبر مختلف أنحاء الوطن امتحانات شهادة التعليم المتوسط للسنة الدراسية 2015 - 2016 بمشاركة قرابة 560 ألف مترشح، في ظروف وصفت بالعادية ووفق إجراءات حراسة مشددة، حيث تمّ تجريد كل التلاميذ والمؤطرين من أجهزة الهاتف النقال واللوحات الإلكترونية. كما تم تزويد العديد من مراكز الإجراء بأجهزة تشويش بهدف منع حدوث أي محاولة للغش، وهي الإجراءات التي لم تؤثر على نفسية التلاميذ الذين رحّب أغلبهم بها، معبرين عن استسهال غالبيتهم لأسئلة اليوم الأول التي قالوا أنها لم تخرج من المقررات الدراسية.
واستفيد من المعاينات التي أجراها مندوبو مراسلو النصر عبر عديد ولايات الوطن، أن السلطات المعنية حرصت على اتخاذ كل الترتيبات من أجل إجراء هذه الامتحانات في ظروف عادية، حيث قال بهذا الصدد والي العاصمة عبد القادر زوخ  في تصريح للصحافة عقب فتح أظرفة الامتحانات ابتداء بمادة اللغة العربية على مستوى متوسطة عبد المجيد مزيان من إقليم مديرية التربية للجزائر شرق، أن جميع الوسائل متوفرة من جميع المناحي على غرار الأمن ووسائل النقل و الإطعام.
وبخصوص الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع الغش، أكد مدير التربية للجزائر شرق اليمين مخالدي في تصريح للصحافة، أنه تم تزويد متوسطة عبد المجيد مزيان باعتبارها كذلك مركزا لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا بأجهزة تشويش بهدف منع حدوث أي محاولة للغش على غرار سائر مراكز ولاية الجزائر.
من جهة أخرى، نفى مدير التربية للجزائر وسط نور الدين خالدي في ذات السياق ما تم تداوله عن تسريب موضوع امتحان اللغة العربية في صبيحة أمس، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية اتخذت كل الإجراءات لمنع عملية الغش بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال ووزارة الدفاع الوطني ممثلة في القيادة العامة للدرك الوطني، بوضع أجهزة تشويش على الهواتف الذكية لأول مرة بمراكز الإجراء، وقال مصرحا للصحافة ‹› إن كل مراكز الإجراء مربوطة بنظام معلوماتي فعال يسمح لمصالح الدرك ومصالح وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال بالكشف عن الغش بصفة دقيقة من خلال معرفة موقع تسريب الأسئلة وصاحب فعل الغش،  قبل أن يتم تبليغ مديريات التربية المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ‹›.
إلى ذلك، أكد عدد من التلاميذ الذين التقينا بهم خلال الفترتين الصباحية والمسائية أن أسئلة اليوم الأول وهي اللغة العربية والعلوم الفيزيائية ( في الصبيحة ) وأسئلة مادتي التربية الإسلامية والمدنية في الفترة المسائية كانت ‹› سهلة وفي متناول التلميذ متوسط المستوى››، غير أن التلميذة بشرى التي التقينا بها رفقة زميلتيها نوال وحسناء لدى خروجهن من مركز إجراء بوسط مدينة عين البنيان في الفترة المسائية، ذكرت بأن زملاء لها من متوسطة أخرى لم يتلقوا درس ‹› الغلول ‹› في التربية الإسلامية الذي دار نص سؤال حوله، (  الغلول فهو الأخذ من الغنيمة من قبل قسمها عن طريق الخفية والسر )، فيما لم يشتك أحد من محدثينا خلال فترة الصبيحة سواء في الحراش أو وسط العاصمة أو في الشراقة من أي صعوبة في الأسئلة.
لا أحرار في قسنطينة
وفي ولاية قسنطينة سادت اليوم الأول من امتحانات شهادة التعليم الأساسي أجواء عادية، دون أن يتم تسجيل أية حوادث غش أو تجاوزات، كما عبر التلاميذ عن ارتياحهم للأسئلة التي كانت في متناولهم، خصوصا ما تعلق بمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، في حين صرّح البعض الآخر أن مادة الفيزياء كانت طويلة نوعا ما، رغم تأكيدهم أن الأسئلة كانت ضمن المقرر.
وأحصت مديرية التربية لولاية قسنطينة أزيد من 14 ألف مرشح لنيل شهادة التعليم الأساسي، بينما لم يتم تسجيل هذه السنة أية مرشح حر عدا 134 نزيلا بمؤسسة إعادة التأهيل ببوالصوف، حسبما كشف عنه مدير التربية، عقب الإشراف على انطلاق الامتحانات بثانوية يوغرطة، مؤكدا أنه تم تسخير إمكانات مادية وبشرية هامة لضمان راحة تامة للمرشحين.
من جهتهم، ذكر مترشحون ببعض المراكز في ولاية قالمة بأن أسئلة اللغة العربية و العلوم الفيزيائية كانت سهلة و في متناول المستوى المتوسط حيث جاءت أسئلة المادتين من المقرر السنوي و خاصة في مادة العلوم الفيزيائية، حيث طرحت أسئلة سهلة حول المحاليل الكيميائية و الانعكاس الضوئي و الحركة و المقاومة ونفس الشيء بالنسبة لأسئلة اللغة العربية التي دارت حول العلم الوطني.
وتميز اليوم الأول من امتحان ‹› البيام ‹› بقالمة بتنظيم جيد داخل مراكز الإجراء و خارجها و قد تم تجنيد وسائل كبيرة لنقل تلاميذ المناطق النائية إلى مراكز الامتحان كما تم أيضا توفير وجبات غذائية للمرشحين و كل الظروف لمساعدتهم على التركيز.
و ما ميز سير الامتحانات في يومها الأول، بولاية برج بوعريريج هو التركيز على العامل النفسي للتلاميذ الممتحنين من خلال توفير جميع الظروف المساعدة على إجراء الامتحانات، بما في ذلك توحيد الوجبات المقدمة لهم في مراكز الإطعام، و فرض رقابة صارمة على المواد المستعملة في الوجبات.
" صفر " غيابات في الطارف
 وبولاية الطارف ، جرت امتحانات ‹› البيام ‹› في يومها الأول في ظروف وصفت بالحسنة جدا بدليل عدم تسجيل أي حالة غش أو غيابات أو إغماءات في أوساط التلاميذ المرشحين، الذين تحدث الكثير منهم على سهولة الأسئلة التي امتحنوا فيها والتي قالوا أنها كانت في متناول الجميع ولم تخرج عن المقررات الدراسية، فيما أكد مدير التربية للولاية في تصريح للنصر أن» الامتحانات تجري في ظروف جد عادية دون تسجيل أي حادث يذكر››.
 كما جرت الامتحانات في اليوم الأول بمراكز ولاية ميلة الـ 50 في ظروف عادية وقد أشرف وزير الأشغال العمومية رفقة والي ميلة على إعطاء إشارة انطلاقها بالولاية.
وجرت الامتحانات أيضا في ولايتي باتنة و سطيف في ظروف عادية ودون تسجيل إغماءات أو تجاوزات أو محاولات غش، وهو نفس الوضع الذي شهدته مراكز الإجراء بولايات سوق أهراس وتبسة وبسكرة و وهران وكذا بولاية سكيكدة أين أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري سيد أحمد فروخي إشارة انطلاقها رفقة الوالي في متوسطة ساكر حسين ونفس الأجواء تم تسجيلها في تيزي وزو، أين تمت تهيئة كل الظروف المناسبة.
و أعرب عدد من المترشحين الذين قابلتهم النصر، على مستوى مركزي عبان رمضان و لالة فاطمة انسومر بوسط مدينة تيزي وزو، عن ارتياحهم الكبير لسهولة أسئلة المواد التي امتحنوا فيها، مثلهم مثل التلاميذ الذين التقى بهم مراسل النصر في خنشلة الذين أعربوا عن ارتياحهم للظروف التي جرت فيها الامتحانات وسهولة أسئلة اليوم الأول، فيما لاحظنا غياب مظاهر محاولات المساعدة على الغش في محيط مراكز الإجراء وذلك بسبب الإجراءات المتخذة لوضع حد نهائي لظاهرة الغش.
وأبدىعدد من التلاميذ الممتحنين في مركز متوسط عمر المختار بحي واد القبة بعنابة، بدورهم ارتياحا كبيرا لطبيعة أسئلة اليوم الأول، فيما أكد الأمين العام لمديرية التربية عبد الحفظ لقريعي، أن الامتحان جرى في ظروف تنظيمية حسنة لم تسجل فيها أي تجاوزات في مراكز الإجراء، وسط أجواء عادية وظروف نفسية جيدة للتلاميذ.
ع.أسابع / ع.بودبابة / المراسلون

الرجوع إلى الأعلى