•لم تكن تفتح الباب للغرباء
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء عند وصولنا أمس إلى منزل السيدة “ج.ح” التي وجدت مقتولة داخل منزلها بشارع زعبان بوسط مدينة قسنطينة، أين وجدنا الأبناء و الزوج في جو من الحزن و الأسى و هم ينتظرون قدوم باقي أفراد العائلة، الذين كانوا في المستشفى من أجل تسوية الوثائق الإدارية لدفن الضحية اليوم.
بدا عمي موسي إيدير، الذي استقبلنا بمنزله، متماسكا و راضيا بقضاء الله و قدره، وهو يحدثنا بصوت خافت يحمل الكثير من علامات الحزن  والقهر، عن الظروف التي سبقت حادثة قتل رفيقة حياته و أم أولاده الستة البالغة من العمر 67 سنة و التي تنحدر أصولها من ولاية خنشلة، حيث علق قائلا «إنها جريمة نكراء.. قتلوها بدون ذنب و هي التي كانت تحضر بفرح لزفاف ابنتها»، قبل أن يستطرد «لقد غادرت المنزل على الساعة الثامنة صباحا و أوصيتها كالعادة بأن لا تفتح لأي غريب الباب، لكن بعد ساعة من مغادرتي للمنزل اتصلت بي ابنتي و قالت بأن والدتها لا ترد على الهاتف، لكنني طمأنتها بأن الأمر يتعلق على الأرجح بعطب تقني أصاب هاتفها، أو أنها لم تنتبه لرنينه» يقول محدثنا.
وأضاف زوج الضحية و هو يذرف الدموع، بأنه عاد إلى المنزل على الساعة الحادية عشرة صباحا و انتابته شكوك بوجود شيء ما، بعد أن حاول هو الآخر ربط اتصال بها لكن الهاتف كان يرن دون مجيب، ليحاول دخول المنزل من شرفة الجيران لكنهم منعوه من ذلك، قبل أن يستنجد بالحماية المدنية و الشرطة، لكسر الباب الذي كانت جميع أقفاله مفتوحة باستثناء “القفل اليدوي»، ليجدوا زوجته أمام عتبة الباب و هي غارقة في دمائها، بعد أن تعرضت لثلاث طعنات على مستوى القلب، كما أكد أن عناصر الشرطة لاحظوا وجود نقطتين من الدم أمام المدخل فوق الرخامة البيضاء.
و أكد محدثنا بأن المجرم قصد المنزل بنية السرقة لكن عراك و استماتة زوجته في الدفاع عن حرمة المنزل و منعها له من استباحته، أدت به إلى طعنها كمحاولة منه للدخول، لكنه لم يستطع و فرّ هاربا بعد أن حدث أمر ما، كما ذكر بأنها أغلقت الباب و هي مصابة بجروح مميتة، لكنه أكد بأن زوجته من الممكن جدا أن تكون قد عرفت المجرم بحكم أنها لا تفتح الباب للغرباء. و ذكر مصدر أمني على إطلاع بملف القضية، بأنه لم يتم إلى حد الساعة تحديد هوية المجرم، كما أن كاميرات المراقبة لم ترصد العملية، نظرا لعدم تغطيتها لذلك المكان، كون الكاميرات الموجودة بالمنطقة موجهة في اتجاه واحد ولا توفر مراقبة لكل الزوايا، لكنه أكد وجود سبل ودلائل أخرى من شأنها أن تكشف عن هوية المجرمين، فيما ذكر المكلف بالإتصال بالمديرية الولائية للأمن بأن التحقيق مفتوح في القضية، دون أن يقدم أي تفاصيل أخرى.
 لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى