اعتبر رئيس الفاف محمد روراوة أحداث العنف التي تم تسجيلها في بعض الملاعب في إفتتاح الموسم الحالي للرابطة المحترفة الأولى من عواقب نقص الوعي لدى المناصرين، و عدم تعودهم على المعطيات الجديدة التي تجرى فيها مباريات البطولة الوطنية، خاصة بعد تنفيذ قرار سحب رجال الأمن تدريجيا من الملاعب.
روراوة و خلال إجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أمس بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى أكد بأن الفاف ملزمة بإحترام القرار الصادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، و القاضي بتقليص عدد أعوان الشرطة المكلفين بتغطية مباريات كرة القدم، و ذلك وفقا للإتفاق المبرم بين مختلف الهيئات.
رئيس الفاف ذهب إلى حد التأكيد على أن الخطوط العريضة لمشروع السحب التدريجي لرجال الأمن من الملاعب كانت قد وضعت في سنة 2013، و المديرية العامة للأمن الوطني قررت المرور إلى مرحلة التنفيذ الميداني قبيل إنطلاق الموسم الجاري، و بالتالي فإننا ـ كما قال ـ « مجبرون على إحترام مواقف كل الأطراف التي نتعامل معها، و قد زكينا الفكرة لما كانت مشروعا، و عليه فلا يمكننا تسجيل أي تحفظ في هذا المجال».
من هذا المنطلق أوضح روراوة بأن الإتحادية ليس لها أي ضلع في هذه القضية، و مطلب أغلب رؤساء الأندية بتعليق القرار إلى إشعار آخر، و إعادة رجال الأمن إلى الملاعب موجه بالأساس إلى المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغاني هامل، من دون أن تكون هناك تزكية من الفاف لهذا المطلب، «مادمنا قد وافقنا على القرار عند صدوره، و كان المرور إلى مرحلة التنفيذ بإستشارة كل الهيئات المعنية بتنظيم المباريات».
على صعيد آخر أشار رئيس الفاف إلى أن القوانين المعمول بها واضحة و صارمة، و تلقي بكامل المسؤولية في تنظيم المباريات على الفريق المحلي، و عليه فإن كل ناد مجبر على توفير كافة الظروف الكفيلة بضمان السير الحسن للمقابلة، كما أن التعليمات التي وجهتها الإتحادية إلى الأندية تحتم عليهم تسخير أكبر عدد ممكن من أعوان الملاعب، و ذلك لتعويض تواجد رجال الشرطة في المدرجات، و لو أن الإشكال ـ يضيف روراوة ـ «يكمن في عدم تأقلم الجمهور الجزائري مع مثل هذه التدابير، لأن الأنصار تعودوا على تكفل أعوان الأمن بالجانب التنظيمي، خاصة في المدرجات، الأمر الذي جعلنا نصطدم بصعوبة في تنفيذ هذا القرار في بدايته، لكن و مع مرور الجولات ستتحسن الأمور، و يتعود الجمهور على متابعة المباريات في غياب رجال الأمن».
وبخصوص مظاهر العنف و الشغب التي تشهدها أغلب الملاعب أكد روراوة بأن إسراع رؤساء الأندية و الوسط الكروي الجزائري في تعليق ذلك على مشجب قرار سحب أعوان الشرطة غير منطقي، لأن أعمال الشغب كانت تحدث خلال المواسم السابقة في وجود عناصر الأمن، و هذا ناتج
 ـ حسبه ـ عن عدم تشبع المناصر الجزائري بالثقافة الرياضية، و تقاليد الروح الرياضية، ليخلص إلى القول بأن الفاف اتفقت مع المديرية العامة للأمن على زيادة عدد رجال الشرطة في محيط الملاعب التي تحتضن مباريات هامة، على أن يبقى أعوان الأمن خارج أسوار الملاعب، يتأهبون للتدخل في حال حدوث أي طارئ، لكن تواجدهم ـ كما صرح ـ «مجددا في المدرجات لتنظيم المناصرين أمر جد مستبعد، لأننا بصدد تنفيذ قرار دخل حيز التطبيق، و عدد أعوان الأمن سيرتفع في قادم اللقاءات، إلا أن الفرق مجبرة بدورها بلعب دور كبير في هذه القضية، و ذلك بتحسيس الأنصار، و توعية أعوان الملاعب بالمهمة الأساسية الموكلة لهم».                       

ص / فرطـــاس

الرجوع إلى الأعلى