المشاركون ترحموا على روح الضحية أميرة و أكدوا تضامنهم مع عائلتها

نُظمت صبيحة أمس بقسنطينة و العاصمة و وهران، وقفات ترحم على روح أميرة مرابط، الشابة التي أحرقها رجل بمدينة الخروب يوم 29 أوت الفارط، حيث كان الجميع رجالا و نساء في الموعد، حاملين الورود و الشموع تلبية لدعوة التضامن مع أسرة الفقيدة، التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، و عبر المشاركون في هذه الوقفات عن إدانتهم لكل أشكال العنف ضد المرأة.
فبقسنطينة عرفت الوقفة التضامنية مشاركة ما يزيد عن 40 شخصا غالبيتهم نساء، ارتدوا قمصانا تحمل صورة الفقيدة التي توفيت متأثرة بحروقها في مصلحة المحروقين بمستشفى قسنطينة في 5 سبتمبر الجاري، و قد حملوا لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالعنف الذي تتعرض له النساء في المجتمع، كما طالبوا بتوقيف القاتل و محاسبته، قبل أن يقفوا دقيقة صمت ترحما على روحها الطاهرة قرأوا بعدها بيانا خط باسم والدة الضحية يذكر بالحقوق القانونية و الدستورية للمرأة في المجتمع الجزائري، و يستذكر بعض الحوادث التي انتهكت خلالها هذه الحقوق و راحت ضحيتها نساء أخريات،  قبل أن يعمدوا بعد ذلك إلى إشعال الشموع تعبيرا منهم عن حزنهم على مصير الفتاة البريئة وهو ما لم يستسغه بعض المارة باعتباره تقليدا غربيا، فطالبوهم بالاكتفاء بالدعاء لها و قراءة الفاتحة على روحها و إطفاء الشموع، ليندلع نقاش حاد بين الطرفين انتهى دون مشاكل.
و تزامنت وقفة قسنطينة مع خروج العشرات من النساء من مختلف المستويات الثقافية و الفئات العمرية إلى ساحة البريد المركزي بقلب العاصمة، حاملات الورود و الشموع أيضا،  حيث وقفن بدورهن وفقة ترحم على روح أميرة مرابط التي أحيت حزن الكثيرات ممن تعرضن قبلها لاعتداءات جسدية و أخرى جنسية في منازلهن وفي أماكن أخرى، مشيرات إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة.
 الوقفة الاحتجاجية التي دامت حوالي ساعة، كانت فرصة عبرت خلالها النساء عن قلقهن تجاه المضايقات التي تتعرض لها المرأة سواء في محيط العمل أو في الشارع، مشيرات إلى أن الطريقة التي تجرأ من خلالها الجاني على الاعتداء على الضحية أميرة خير دليل على ذلك، وطالبن بالإسراع في توقيفه  وتسليط أقصى العقوبات عليه.
وبوهران خرج صحفيون و حقوقيون و نساء من مختلف الفئات للاحتجاج على ما وصفوه بالعنف الاجتماعي الذي تتعرض له المرأة الجزائرية، إذ اختاروا المسرح الجهوي عبد القادر علولة كمنبر لهتافاتهم التي تعالت، منددة بما حصل لأميرة، و المطالبة بالقبض على الجاني المتواجد في حالة فرار و معاقبته بصرامة ليكون عبرة لغيره.
 المشاركون في الوقفة قرأوا البيان المشترك الذي ألقي بوقفتي قسنطينة و العاصمة معبرين من خلاله عن مخاوفهم من استفحال ظاهرة العنف في المجتمع و بالأخص ضد المرأة، و مؤكدين بأن الشارع و الفضاء العمومي الجزائري لم يعد آمنا بالنسبة للنساء اللواتي أصبحن يتعرضن لمختلف المضايقات و الاعتداءات لدرجة بات معها الشارع أشبه بجهنم كما عبروا.
وقفة أمس تعد الثانية من نوعها بعد وقفة تنديد و تضامن سابقة كان قد دعا لها ناشطون في نوفمبر 2015، بعد حادثة دهس سائق سيارة أجرة لفتاة بالمسيلة لأنها رفضت تحرشه بها، وهي الحادثة التي هزت الجزائريين و حركت مواقع التواصل الاجتماعي بقوة، في محاولة لوقف العنف الممارس ضد النساء و المطالبة بشديد العقاب على كل شخص يتجرأ على إيذاء سيدة أو فتاة بريئة، لتكون أميرة آخر مأساة من هذا النوع تشهدها الجزائر.
نور الهدى ـ ل/ ب  هـ/ ب

الرجوع إلى الأعلى