أعلنت مصالح الحماية المدنية عن حالة التأهب القصوى تحسبا للاحتفال بالمولد النبوي، عن طريق تسخير الموارد البشرية والمادية اللازمة لمواجهة أخطار الحرائق والحوادث الناجمة عن استعمال الألعاب النارية، مع إطلاق حملة تحسيسية واسعة عبر وسائل الإعلام، تستهدف الأطفال والأولياء لتجنب اقتناء هذه المواد المحظورة قانونا. كما حذرت من جهتها رئيسة الجمعية الوطنية للتوعية ضد الحروق، بهلول نسيمة من المكونات الكيميائية الخطيرة للمفرقعات التي يجهل في كثير من الأحيان مصدرها مما يحول الكثير من الحروق إلى أنواع من سرطان الجلد.
وأكد الملازم برناوي نسيم  من المديرية العامة للحماية المدنية، خلال ندوة صحفية، بمناسبة إطلاق حملة وقائية تحسيسية حول أخطار استعمال المفرقعات والألعاب النارية والشموع بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، قيام مصالح الحماية المدنية بإعلان حلة التأهب من الدرجة الأولى، و التي تتضمن تجنيد كافة الوسائل المادية وتجهيز العتاد اللازم، وكذا تسخير الأعوان ومضاعفة عددهم، وتوسيع انتشارهم عبر كافة أنحاء المدن والمناطق الكبرى وكذا الأحياء الشعبية المعروفة بكثرة الحركة، مضيفا في رد على سؤال للنصر، أنه سيتم أيضا استحداث فرق متنقلة للتدخل في بعض الأحياء التي لها تقاليدها في إحياء هذه المناسبة الدينية على غرار أحياء باب الوادي والقصبة وباش جراح بالعاصمة، جراء الاستعمال المفرط للألعاب النارية، فضلا عن تسخير فرق أمام مداخل المستشفيات ومحطات توزيع الوقود، وكذا مراكز جمع النفايات، التي يتم استهدافها باستمرار من قبل بعض الشباب عن طريق رمي الألعاب النارية، مما يؤدي إلى نشوب حرائق بها.وبرر الملازم بالحماية المدنية هذه الإجراءات المكثفة، رغم أن الأمر يتعلق بإحياء مناسبة دينية، بتسهيل تدخل الأعوان في الوقت المناسب، بفضل انتشارهم المحكم في عديد المناطق، إلى جانب ضرورة حماية المؤسسات الإستراتيجية على غرار المستشفيات، معلنا عن تسخير وحدات خاصة على مستوى الطرقات تحسبا لوقوع حوادث مرور، لكون معظم الأسر تفضل يوم المولد التنقل إلى أقاربها لإحياء المناسبة في جو عائلي، مما يؤدي إلى كثافة في حركة السير.
 كما ستعمل مصالح الشرطة على تأمين الطرقات، وفق تأكيد عميد الشرطة  مجيد سعيدي، عن طريق وضع تشكيلات، وتكثيف الدوريات عبر محاور الطرق لتنظيم حركة المركبات، إلى جانب تدعيم تواجد عناصر الأمن في الأسواق الشعبية ومحطات المسافرين، مع حظر المتاجرة بالألعاب النارية، تنفيذا للتعليمة الأخيرة للوزير الأول عبد المالك سلال، عن طريق التنسيق العملياتي مع الجمارك والدرك وكذا وزارة التجارة، مع البحث عن الرؤوس التي تقف وراء الترويج لهذه المواد المحظورة التي تشكل خطرا على سلامة الفرد وكذا الممتلكات، كاشفا أنه إلى غاية 6 ديسمبر الجاري تم القيام بـ 350 تدخلا، أسفرت عن مصادرة 4 ملايين وحدة من المفرقعات والألعاب النارية.وأفاد من جانبه، المراقب العام بمصالح الجمارك السيد مناد رزقي، أن مصالحه قامت بحجز 55 مليون وحدة من المفرقعات والألعاب النارية، مع تسجيل 120 مخالفة تتعلق بالاستيراد غير المشروع للألعاب النارية، مؤكدا أن شبكات التهريب تقوم باستقدام هذه المواد الخطيرة بكميات قليلة، وكذا عبر الحدود البرية، بواسطة إخفائها داخل الحاويات وسط مواد غير محظورة، مع تقديم تصريحات كاذبة، موضحا أن المعضلة الحقيقية التي تواجهها الجمارك هو التهريب عبر المنافذ غير الرسمية،  كاشفا عن حجز سلع مهربة مؤخرا عبر الحدود الليبية.ونبهت من جهتها رئيسة الجمعية الوطنية للتوعية ضد الحروق، السيدة «بهلول نسيمة» التي شاركت في إطلاق الحملة التحسيسية، للمكونات الكيميائية الخطيرة للمفرقعات التي يجهل في كثير من الأحيان مصدرها، مما يحول الكثير من الحروق إلى أنواع من سرطان الجلد، موضحة أن هدف الجمعية هو توعية المواطنين بخطورة الألعاب النارية، وبضرورة تغيير سلوكات الأفراد والعودة إلى الاحتفال الديني بالمولد النبوي الشريف، داعية إلى ضرورة القيام بدراسات اجتماعية للبحث عن أسباب جنوح الأطفال إلى العنف أثناء اللعب، في حين نبه من جهته العقيد بالحماية المدنية  عاشور فاروق، إلى ضرورة الحيطة والحذر حين إشعال الشموع، التي تعد الهاجس الأكبر لمصالحه خلال هذه المناسبة، ونصح بوضعها في مكان معزول وإطفائها قبل النوم، نظرا لتسببها في اندلاع الكثير من الحرائق. ودعا الأولياء إلى مراقبة أبنائهم خشية ارتكابهم تصرفات طائشة، موضحا أن أكبر عدد من الحوادث تسجل ليلة المولد ما بين الساعة الخامسة والعاشرة مساء، محذرا من الاستعمال المكثف للمفرقعات، لما لها من مخاطر كبيرة على سلامة مستعمليها، وأيضا على سلامة الممتلكات، مذكرا  بمنع استعمال الألعاب النارية عن طريق مرسوم صدر في شهر أوت من سنة 1963.           
لطيفة/ب

 

الرجوع إلى الأعلى