تجري إدارة المؤسسة العمومية للتلفزيون مفاوضات ماراطونية وشاقة لضمان بث مقابلات الفريق الوطني الجزائري وغيرها من المقابلات الخاصة بدورة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي ستنطلق يوم السبت
 المقبل بالغابون.
 وأمام  قلق الجمهور الكروي العريض مع بداية العد التنازلي لانطلاق أكبر تظاهرة رياضية قارية، تبدي إدارة التلفزيون تفاؤلا واضحا بخصوص التوصل إلى اتفاق لشراء حقوق بث مقابلات الفريق الوطني ومقابلات الدورة قبل انطلاقها، و بهذا الخصوص صرح الرئيس المدير العام للتلفزيون توفيق خلادي بأن ما يقال في وسائل الإعلام حول هذا الموضوع غير صحيح، و أوضح في تصريح "للنصر" أمس أن "المفاوضات جارية لشراء حقوق البث وأن النتائج ستظهر خلال اليومين القادمين"، مبديا في هذا الشأن تفاؤلا واضحا بالتوصل إلى اتفاق يرضي الجمهور الجزائري، ودعا إلى عدم استباق الأمور.
 من جهته قال مصدر مطلع بالمؤسسة العمومية للتلفزيون أن المفاوضات التي يجريها التلفزيون في هذا الصدد صعبة وشاقة مع الأطراف المعنية ، لكن التلفزيون الجزائري "كان دائما في الموعد عندما يتعلق الأمر بمثل هذه التظاهرات الكروية والرياضية الكبرى، ولن يخيب آمال جمهوره العريض"، وأضاف ذات المصدر الذي رفض الكشف عن هويته قائلا" أنا متفائل ونتائج المفاوضات ستظهر في ظرف يومين أو ثلاثة".  
 وتجري إدارة التلفزيون الجزائري منذ أيام مفاوضات مع قنوات المجموعة القطرية " بين سبور" التي اشترت حقوق بث مقابلات كأس أمم إفريقيا بالكامل الخاصة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وحسب مصادر متابعة للموضوع فقد طلبت المجموعة القطرية ما قيمته 20 مليون دولار من أجل التنازل عن حقوق بث كل مقابلات دورة كأس أمم إفريقيا لأي بلد يريد ذلك، وهو مبلغ كبير ومعتبر خاصة في الظروف الحالية.
وليست هي المرة الأولى التي تفرض مجموعة " بين سبور" منطقها على الدول الإفريقية لما يتعلق الأمر بمقابلات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، وفي كل مرة تجد بلدان شمال إفريقيا نفسها ضحية منطق الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي لا يهمها في هذا الشأن سوى الربح، و تحقيق المزيد من المداخيل على حساب الجمهور الكروي الكبير في القارة السمراء.
 وكانت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم قد باعت حقوق بث جميع مقابلات دورة كأس إفريقيا وجميع منافساتها لفرع المجمع الفرنسي " لا غاردير" حتى سنة 2028، هذا الأخير يتكفل بعد ذلك بإعادة بيع الحقوق لزبائنه حسب توزيعهم الجغرافي، وبما أن دول المغرب العربي ومنها الجزائر مصنفة جغرافيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن مجموعة " بين سبور" هي التي اشترت حقوق البث للمنطقة المذكورة.
 لكن هذه الأخيرة تفرض مبالغ كبيرة على الدول الراغبة في شراء حقوق البث منها بشكل غير مقبول، وهو ما يفرض صعوبات كبيرة على دول المغرب العربي زائد مصر حتى تتمكن من ضمان بث مقابلات الكان لجمهورها، بالنظر للتكاليف الكبيرة التي يتطلبها أمر شراء الحقوق من مجموعة " بين سبور".
ويعلق الجمهور الرياضي الجزائري آمالا كبيرة لمتابعة مباريات رفقاء رياض محرز على القناة الأرضية الوطنية، وبالتالي تجنيبهم تكاليف شراء أجهزة الاستقبال الخاصة بقنوات "بين سبور".                  
إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى