تتأهب الجزائر و السعودية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية هامة في إطار توجه البلدين من أجل رفع حجم استثماراتهما المشتركة إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة، و  تم الاتفاق في خطوة ملموسة أمس، على تجسيد أربعة مشاريع شراكة بين شركات خاصة من البلدين في مجالات الطب و السياحة و التصدير سيتم التوقيع عليها يوم غد على هامش اللجنة المشتركة الجزائرية-السعودية الـ12.
 و يتعلق المشروع الأول بإنشاء شركة مختلطة في الجزائر بين شركة ايريس المتخصصة في الصناعة الإلكترونية والكهرومنزلية وشركة المرجان السعودية وهذا في مجال خدمات الصيانة و المتابعة التقنية للفنادق والإقامات الفندقية و السياحية.
أما المشروع الثاني فيتعلق بإنشاء مؤسسة في الجزائر لتصدير الخضر و الفواكه بالشراكة بين شركة مشروبات نافع و الشركة السعودية أغات. و في قطاع الصحة سيتم توقيع مذكرتي تفاهم بين مركز التشخيص الطبي و شركة القصبي السعودية  تتضمن الأولى شراكة في مجال الأجهزة الطبية و الثانية تسيير المؤسسات الاستشفائية بواسطة الحلول المعلوماتية.  و سيتم التوقيع على هذه الاتفاقيات غدا الخميس على هامش اللجنة المشتركة الجزائرية-السعودية الـ12 حسب ما أوضحه رياض عمور نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة المنظمة لاجتماع مجلس الأعمال بين البلدين مناصفة مع مجلس غرف التجارة السعودية.
و حضر أشغال هذا الاجتماع حوالي 50 رجل أعمال يمثلون عديد المجالات لاسيما التجارة و السياحة و الصناعات الخفيفة و الخدمات و البناء بهدف خلق «مشاريع شراكة مربحة لمؤسسات البلدين و رفع حجم الاستثمارات إلى مستويات أعلى و أرقي بما يعكس قوة العلاقات السياسية بين الجزائر و السعودية» حسب السيد عمور.
وشدّد المتحدث على ضرورة رفع كل العقبات و العراقيل التي تحول دون تجسيد الشراكات بين الطرفين لافتا إلى أهمية تسهيل دخول رجال الأعمال إلى البلدين.
وفي هذا الخصوص، جدد رئيس مجلس الأعمال عن الطرف السعودي رائد المزروع مطلبه بفتح خط بحري مباشر يربط الجزائر بالسعودية لتسهيل المبادلات التجارية بين البلدين و خفض التكاليف اللوجستيكية للبضائع المصدرة و المستوردة بين البلدين.  و يرى المسؤول السعودي بأن حجم التعاون الاقتصادي لا يزال ضئيلا بين الجزائر و السعودية حيث لا يتجاوز حجم الاستثمارات المليوني دولار رغم الإمكانيات الكبيرة التي يحوزها البلدان في مختلف المجالات على غرار الفلاحة و الصناعة و الطب و السياحة. و عبر في هذا السياق عن استعداد المستثمرين السعوديين لولوج السوق الجزائرية معتبرا أن تجربة السعودية في عديد المجالات تعد «ملائمة جدا» لواقع الجزائر نظرا لتشابه اقتصادي البلدين.
كما دعا المستثمرين الجزائريين إلى الاستثمار في السعودية و المساهمة بخبرتهم في تنويع الاقتصاد السعودي.
 أما رئيس المجلس عن الطرف الجزائري عز الدين عدول فدعا الطرف السعودي إلى خلق شراكة و استثمارات «حقيقية و فعالة»  في الجزائر لاسيما في الصناعات التحويلية و السياحة و الخدمات المصرفية.  و بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر و السعودية في 2016 حوالي 654 مليون دولار بميزان تجاري لصالح السعودية.
  و تطمح الجزائر و السعودية إلى رفع هذه المبادلات و كذا الاستثمارات إلى حوالي 15 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة.
ق و

الرجوع إلى الأعلى