التحالــف الإســلامــي في سـبــاق ضد الساعـة لإعـداد قـوائـم تـوافـقيــة
تتواصل التحضيرات الحثيثة والاستعدادات لخوض غمار تشريعيات 4 ماي المقبل، على مستوى الأحزاب الإسلامية  الثلاثة المتحالفة ، جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة وحركة البناء الوطني ، المشكلة للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء من أجل إعداد قوائم مشتركة لها القدرة على التنافس والفوز .
وتراهن هذه الأحزاب الإسلامية التي قررت التحالف في إطار الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ، على أن تكون رقما فاعلا ومهما في الخارطة السياسية في البرلمان المقبل،  لذلك استنفرت قياداتها وقواعدها و مناضليها ومؤسساتها المختلفة من أجل التحضير الجيد لهذا الموعد الانتخابي المصيري و شكلت لجنة مشتركة تعكف على استقبال ملفات الترشح لهذه الأحزاب من الولايات للبتّ فيها والفصل في قوائم المترشحين من خلال معايير واستراتيجية تركز على إعداد قوائم انتخابية منافسة ، ويتم حاليا توزيع الخارطة الانتخابية على الأحزاب المشكلة للتحالف حيث يتواصل العمل على مستوى المحلي والمركزي في انتظار ضبط القوائم النهائية على مستوى 48 ولاية وفي الخارج ولحد الآن وصلت نسبة الأعمال المنجزة إلى أكثر من 90 بالمئة في انتظار المرحلة الأخيرة المتمثلة في إعداد القوائم المركبة من طرف هذه الأحزاب خاصة وأن لها تجربة تتمثل في تكتل الجزائر الخضراء في 2012 والتي استفادت منها  -كما تقول- وتحاول تجنب السلبيات التي تعترضها في ظل وجود طموحات للمترشحين للدخول لهذا المعترك الانتخابي والفوز بمقعد في البرلمان المقبل و قد كثفت هذه الأحزاب من لقاءاتها على المستوى المركزي والمحلي من خلال مختلف اللجان إلي تشكلت لهذا الغرض ، حيث تسعى لضبط القوائم النهائية للترشيحات من خلال الحوار والتوافق، بعيدا عن الخلافات التي تنشأ في مثل هذه الحالات .
 و في هذا الإطار أوضح الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي ، أن عمل حركته لا ينقطع أبدا عن هذا الموعد الانتخابي منذ سنوات حيث يتواصل العمل لكي تكون جاهزة في مستوى التحضير لهذه المحطة، مشيرا إلى تشكيل حركته للجنة الوطنية التحضيرية للانتخابات واللجان الولائية أيضا، حيث يوجد هناك عمل مركزي وعمل محلي ولائي و هو حاليا في مراحل متقدمة جدا، حيث تأسست لجان ولائية و لجان الترشيحات على مستوى المجالس الشورية الولائية وتم استقبال الملفات ، وستقوم  هذه اللجان حسب المتحدث، بدراسة  ملفات الترشح وفق المعايير المتضمنة في اللائحة الوطنية المصادق عليها في مجلس الشورى الوطني بتاريخ 4 نوفمبر،  وستقدم عملها للمجالس الشورية الولائية للفصل فيها ، سواء بالتزكية أو بالانتخاب ، مشيرا إلى  اللقاءات اليومية لأعضاء المكتب الوطني خاصة في فترة المساء حيث يتم متابعة أعمال اللجان الولائية وكذا الترشيحات و القضايا المتعلقة بالإجراءات القانونية ،خاصة ما تعلق بكيفية المشاركة  وتوجد على مستوى الحزب قاعة عمليات لمتابعة كل الأعمال سواء ما تعلق على مستوى حركة النهضة أو الاتحاد.
 كما أشار الأمين العام للحركة  في لقاء معه بمقر الحزب بالعاصمة ، إلى العمل الذي تشرف عليه اللجنة المديرة المشكلة في إطار التحالف الثلاثي والتي كانت قد أعدت خريطة انتخابية وطنية على أساس معايير سياسية وتنظيمية ومعايير الكفاءات الموجودة في الأحزاب السياسية، وقال أنه من الطبيعي جدا أن يحرص كل حزب سياسي على ترؤس مجموعة من الولايات التي يرى نفسه قادرا على ترؤس القائمة فيها لما يزخر به من كفاءات ومن تنظيم، ولكن الأمر يناقش في إطار اللجنة والتحالف و يتم الفصل كما أضاف بالحوار والنقاش والتوافق باستحضار كل المعطيات السياسية والتنظيمية حتى تكون مجموع القوائم المشكلة من تحالف النهضة والعدالة والبناء ذات مصداقية ولها القدرة على التنافس والفوز، موضحا أن  العمل مركز حاليا على إعداد القوائم وبعد 5 مارس سيكون هناك عمل قانوني وبعدها الدخول في جو الحملة الانتخابية، حيث أكد في هذا الصدد، على ضرورة تكافؤ الفرص في الوسائل المادية والمعنوية وعدم استعمال وسائل الدولة في الحملة الانتخابية، واعتبر نفس المتحدث، أن تطهير القائمة الانتخابية مهم جدا ومعرفة هذه الهيئة الناخبة وتوزيعها في الولايات وفي الخارج هو حجر الزاوية في العملية الانتخابية، مبرزا في السياق ذاته، أن الحركة تأمل أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة ذات مصداقية تفرز خارطة سياسية معبرة عن الواقع السياسي الجزائري ، مؤكدا  على ضرورة أن تكون المنافسة السياسية شريفة على أساس البرامج التي تتطرق إلى الواقع والرهان الوطني وتقديم الكفاءات النزيهة و الكفوءة ذات الأيادي النظيفة، وأن يكون الخطاب مسؤولا بعيدا عن السبّ والشتم والتجريح في الأشخاص والمؤسسات وعبر عن أمله في أن تساهم الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات في شفافية الاقتراع. و قال أن الحكم على هذه الهيئة ومساهمتها في تكريس نزاهة الانتخابات سيكون بعد العملية الانتخابية، مضيفا أن  الجو العام مازال يحتاج إلى رسائل إيجابية أكثر لطمأنة الرأي العام و الطبقة السياسية لدفع المواطن للذهاب إلى صناديق الاقتراع وممارسة حقه وواجبه. وأكد ذويبي على ضرورة تحصين الجزائر وتقوية الجبهة الداخلية والتعاون مع كل أطياف الطبقة السياسية على تحقيق هذا الهدف الكبير والذي يعتبر قاسما مشتركا بين السلطة والمعارضة، خاصة في ظل الظرف الإقليمي الراهن. واعتبر نفس المتحدث، أنه لا يمكن أن تكون سلطة قوية من غير معارضة قوية ، فقوة الأحزاب والمجتمع المدني وقوة الإعلام في إطار المسؤولية الكاملة،  هي قوة للدولة الجزائرية، معتبرا أن  كثرة الأحزاب السياسية وضعف الطبقة السياسية هو كذلك من أسباب العزوف  وقوة الأحزاب السياسية وتجميعها ببرامج وبأفكار جديدة هو الذي يقضي على هذه الظاهرة .
من جانبه، أوضح القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف في تصريح للنصر، أن العمل مازال متواصلا لخوض غمار التشريعيات، حيث يتم  حاليا توزيع الخارطة الانتخابية الوطنية على الأحزاب المشكلة للتحالف، فيما لم يتم ضبط القوائم، موضحا في نفس السياق، أن دراسة  أسماء المترشحين وترتيبهم وملفاتهم لم تتم ، مؤكدا أن التنسيق موجود والقوائم تعد من طرف الأحزاب الثلاثة ويرى نفس المتحدث أن أحزاب الاتحاد ستكون لها كلمتها في الانتخابات المقبلة.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى