أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس السبت، أن الشعب الجزائري «غير مستعد أن ينساق وراء النداءات والمناورات الهدامة التي تصل إليه من وراء البحار وعبر مختلف وسائل الاتصال». و دعا الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقررة يوم 4 ماي القادم.
وفي رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18  فيفري من كل سنة، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية،  محمد علي بوغازي، قال الرئيس بوتفليقة:
"إن شروط النجاح في ربح معركة المستقبل هو الحفاظ على المكتسبات التي أنجزتها الأجيال المتعاقبة، وإننا واعون بأن شعبنا بكل شرائحه وخاصة شبابه يتميز بروح وطنية راسخة مسقية بتضحيات شهدائنا الأمجاد، ومن ثمة فإن شعبنا غير مستعد أن ينساق وراء النداءات والمناورات الهدامة التي تصل إليه من وراء البحار وعبر مختلف وسائل الاتصال".
و أضاف الرئيس بوتفليقة قائلا "لقد أثبت شباننا وشاباتنا أنهم جد واعين لمخاطر المرحلة بتجاوز أوهام المشككين والمروجين للفوضى، والمعتمين على المنجزات الحقيقية لهذا الشعب. فلم يعد من الممكن تضليلهم، وهم محصنون ثقافيا وعقائديا وسياسيا، ومدركون لمسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم، ومستعدين أكثر من أي وقت مضى للذود عن الوطن وصون مكتسباته وترقيتها وتطويره".
ولفت رئيس الدولة إلى أن "ما يعتري العالم من أزمات اقتصادية وإيديولوجية واهتزازات جيو سياسية لها تأثير مباشر على مختلف الدول ولا سيما النامية منها مثل الجزائر، يوجب علينا تظافر الجهود ورص الصفوف لاستغلال أفضل للقدرات المحترمة إن لم أقل المعتبرة لبلادنا في جميع المجالات».
وأوضح أن «الإنجازات الهائلة التي حققتها البلاد في ظرف وجيز من قهر شبح البطالة وترقية الشبكة التربوية والتعليمية وتشييد ملايين السكنات وعشرات الآلاف من المنشآت الصحية والتربوية وكذا إنجاز بنية تحتية هامة في جميع القطاعات، لهي كلها دلائل عما يمكن للجزائر تجسيده كذلك غدا".
و تابع قائلا: "فبترشيد نفقاتنا وتحسين حوكمة بلادنا وتجسيد مختلف الإصلاحات المبرمجة وكذا تعزيز أكثر لقيمة العمل المبجل حتى في ديننا، ستنتصر الجزائر على الأزمة التي تواجهها حاليا من جراء تقلبات الأسواق الدولية وستصل بعون الله غدا إلى مصف الدول الناشئة، تحقيقا من خلال ذلك لحلم شهدائنا الأمجاد واستكمال تجسيد بيان ثورة أول نوفمبر المظفرة".
و لدى تطرقه إلى أهمية الاستحقاق القادم في ترسيخ المسار الديمقراطي بالبلاد، دعا رئيس الجمهورية، الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة.
و قال الرئيس بوتفليقة في هذا الخصوص أنه "وفي الوقت الذي نحتفي به اليوم بأمجاد بلادنا في اليوم الوطني للشهيد، يستعد شعبنا للذهاب لاستحقاق انتخابي آخر بغية انتخاب ممثليه في المجلس الشعبي الوطني، فأغتنم هذه السانحة لأناشد بنات وأبناء بلادي لاستعمال حقهم واختيار ممثليهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بقوة، وفي كنف الضمانات التي أقرها الدستور والقانون لاحترام خيارهم الحر والسيد".
وشدد رئيس الجمهورية على أن "استرجاع سيادتنا الوطنية واكتساب حقنا في تسيير شؤون بلادنا، وكذا حرية قرارنا الفردي والجماعي في من ينوب عن شؤوننا هي كلها ثمرات تضحيات جسام تبلورت خاصة في مليون ونصف مليون شهيد الذين سقطوا من أجل أن تحيا الجزائر ومن أجل أن يعيش أبناؤها فضائل الحرية والاستقلال".
وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن "المنظومة المؤسساتية التي تجسدت فيها قيم الحرية وسيادة الشعب المنبثقة من كفاحنا التحريري عرفت عبر الإثراءات الدستورية المتتالية تعزيز طابعها الديمقراطي".   
ق و

الرجوع إلى الأعلى