التحضير لدفتر شروط جديد يخص صناعة قطع غيار السيارات
كشف وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، أن مشروع الشراكة بين وكيل السيارات «سوفاك» والشركة الألمانية «فولكسفاغن» سيشرع ابتداء من جوان المقبل في إنتاج السيارات في الجزائر، حيث سيتم إنتاج أربعة أنواع من السيارات تحمل علامة المصنع الألماني بتكلفة تقدر بـ 170 مليون  دولار. وقال بأن عدة مشاريع شراكة هي قيد المناقشة بين البلدين.
 كما أعلن عن التحضير لدفتر شروط يحدد كيفيات الإستثمار في مجال صناعة قطع غيار السيارات والتي تستقطب العديد من المستثمرين.
كشف وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب، أمس، بأن مصالحه بصدد التحضير لدفتر شروط جديد يحدد شروط و كيفيات الإستثمار في مجال صناعة قطع غيار السيارات بالجزائر. وذلك بعد تنظيم نشاط وكلاء السيارات، و صرح بوشوارب في ندوة صحفية مشتركة مع نائب وزير الاقتصاد و الطاقة الألماني يووف كارل باكماير، على هامش الاجتماع السادس للجنة المختلطة الجزائرية الألمانية، أن «هناك دفتر شروط جديد يتم التحضير له حاليا و سيحدد بوضوح و يوجه الاستثمارات المقبلة في صناعة قطع غيار السيارات».
وبحسب وزير الصناعة والمناجم، فان إعداد دفتر الشروط الخاص بالاستثمار في قطاع غيار السيارات يعد المحطة الثانية بعد دفتر الشروط المحدد لشروط الإستثمار في تركيب السيارات في الجزائر، وأشار في السياق ذاته إلى أن صناعة قطع الغيار في الجزائر تستقطب حاليا العديد من المستثمرين على غرار مشروع الشراكة بين وكيل السيارات «سوفاك» و الشركة الألمانية «فولسفاغن» التي ستنطلق ابتداء من جوان المقبل في إنتاج السيارات في الجزائر.
و كشف في هذا الصدد، أن الشريكين يطمحان إلى توسيع نشاطهما إلى صناعة قطع الغيار للسيارات التي سيتم تركيبها في مصنع غليزان الذي سينتج -بالذكر- أربعة أنواع من السيارات تحمل علامة المصنع الألماني بتكلفة تقدر ب 170 مليون  دولار.
وكشف عبد السلام بوشوارب، بأن عديد المشاريع المشتركة بين البلدين يتم حاليا مناقشتها و التوقيع عليها في الأشهر المقبلة دون إعطاء تفاصيل عن طبيعة هذه المشاريع.  كما أعلن بوشوارب، عن تنصيب فوج عمل مختلط لإجراء تقييم سنوي لمدى تطبيق  توصيات اللجنة المشتركة الجزائرية الألمانية، وقال وزير الصناعة والمناجم بأنه تقرر عقد اجتماعات هذه اللجنة -التي أنشأت في 2011- مرة كل سنتين  مع تنصيب فوج عمل مختلط يجتمع كل سنة لتقييم مدى تطبيق توصيات هذه اللجنة.
و عبر الوزير في هذا السياق عن ارتياحه لنجاح هذا اللقاء الذي أعطى فرصة لمناقشة كل القضايا الاقتصادية بين الجزائر و ألمانيا لاسيما في المجال الصناعي وكذا معالجة المشاكل التي كانت تعرقل تطور المشاريع الثنائية مما سيسمح بتحقيق  «قفزة نوعية» في علاقات الشراكة بين البلدين،مؤكدا بأن ألمانيا «تبقى شريكا تقليديا بالنسبة  للجزائر خاصة في القاعدة الصناعية الميكانيكية و كذا في البتروكيمياوت» معبرا عن  أمله في تطوير هذه العلاقات أكثر فأكثر مستقبلا.
و في رده على سؤال للصحافة بخصوص إمكانية إعادة تفعيل مشروع «ديزيرتيك»  للطاقة الشمسية بالجزائر أوضح الوزير بأن الجزائر ستطلق قريبا مناقصة وطنية و دولية  لإنتاج 4.000 ميغاواط من الكهرباء بالطاقة الشمسية وفق دفتر شروط جديد، مشيرا إلى  أن المؤسسات الألمانية بإمكانها المشاركة في هذه المناقصة.  وقال في هذا الخصوص» بإمكان المؤسسات الألمانية المشاركة في هذا البرنامج  و لكن بالنظرة الجديدة (...) وفقا لما سيمليه دفتر الشروط الجديد».
و من جانبه جدد نائب الوزير الألماني رغبة حكومة بلاده في دعم استثمارات  الطرف الألماني في الجزائر مضيفا بأن المؤسسات الألمانية مستعدة لمرافقة المؤسسات  الجزائرية في رفع إنتاجيتها في العديد من القطاعات لاسيما في مجال الهياكل القاعدية  و الطاقة.  و قال في هذا الخصوص» قدمنا اقتراحا للحكومة الجزائرية لتوسيع قاعدة الخدمات  التي يمكن لألمانيا تقديمها إلى مجالات أخرى خصوصا البني التحتية و المشاريع الطاقوية  و هو ما سيعود بالفائدة على البلدين».
 ودعا بوشوارب، خلال الاجتماع السادس للجنة المختلطة الجزائرية-الألمانية، إلى المزيد من الاستثمارات الألمانية المنتجة في الجزائر مؤكدا بأن ألمانيا تعتبر شريكا اقتصاديا «هاما» لتطوير الصناعة في الجزائر. و أن «الجزائر ترى في ألمانيا شريكا اقتصاديا هاما و لذلك ندعوه إلى المزيد من الاستثمارات و التواجد في السوق الجزائرية».
كما أشار الوزير إلى «الجدية التي ميزت الاجتماعات المغلقة بهدف الوصول إلى نتائج ملموسة تفتح للعلاقات الاقتصادية الثنائية آفاقا واسعة».  و قال في هذا الخصوص « إن الجدية و الصراحة اللتان ميزتا الأعمال دليل بأن العلاقات الثنائية بين البلدين على السكة الصحيحة و تتعمق أكثر فأكثر من دورة إلى أخرى لتشمل أوجه جديدة من التعاون».
من جانبه وصف نائب وزير الاقتصاد و الطاقة الألماني- يووف كارل باكماير- الجزائر بالبلد «الصديق» الذي تجمعه مع ألمانيا شراكة مثمرة معتبرا بأن أشغال اللجنة ستفضي إلى مشاريع إستراتيجية مفيدة للطرفين من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل. كما عبر المسؤول الألماني عن رغبة بلاده في المساهمة في تنويع الاقتصاد الجزائري عن طريق خلق عدة صناعات جديدة و توفير مناصب الشغل و تكوين الشباب الجزائري.  و من أهم القطاعات التي تهم الجانب الألماني الشراكة في قطاعات الطاقة و مشاريع التطوير الصناعي و كذا مشاريع الهياكل القاعدية
وأكد المسؤول الألماني بأن العديد من المؤسسات الألمانية ترغب في ولوج السوق الجزائرية لاسيما «بعد تحسن مناخ الإستثمار بطريقة جيدة في الفترة الأخيرة». و أضاف بأن «هدف الشراكة التي نطمح إليها هو تلبية حاجيات البلدين في مختلف المجالات من خلال تحقيق مشاريع مشتركة سويا».
و على هامش الاجتماع تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة الألمانية هنكل و شركة أسميدال لإنتاج مبيدات الحشرات. كما وقع وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب والوزير الألماني على محضر اجتماع اللجنة المشتركة
 السادسة.                                      
 أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى