الحملـة الانتخـــابية تنتهـــي اليــوم
يسدل الستار اليوم على الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية المقررة الخميس المقبل، ليركن بذلك مسؤولو الأحزاب السياسية للراحة ثلاثة أيام استعدادا ليوم الحسم.
وقد حاول قادة الأحزاب السياسية والمترشحين طيلة ثلاثة أسابيع من التجوال شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، من خلال التجمعات والمهرجانات الشعبية والعمل الجواري مخاطبة المواطن على وجه العموم والناخب بوجه خاص، وبشكل مباشر حول الاستحقاق الانتخابي المقرر الخميس المقبل.
وخلال الأسبوع الثالث من الحملة الانتخابية توجهت الأحزاب السياسية وكل المترشحين إلى مخاطبة المترددين، ومحاربة العزوف، بعدما تبين لها من خلال الأسبوعين السابقين أنها لم تستطع إيصال خطابها السياسي كما يجب لجميع فئات المجتمع، ولم تفلح في إقناع الكثير من الذين مازالوا مترددين، وبعدما تبيّن أيضا أن العزوف لا يزال يشكل عائقا أمام العملية الانتخابية برمتها.
 ومن هذا المنطلق كثف منشطو التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية في كل مرة من الدعوة إلى الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم الرابع ماي القادم وممارسة الحق الانتخابي بغض النظر عن اختيار كل واحد، وهي الطريقة الوحيدة لحث الناس على الانتخاب وتفادي هاجس المقاطعة والعزوف، على الرغم من وجود بعض الأحزاب كانت تدعو فقط للتصويت لصالح مترشحيها.
كما عرف الأسبوع الثالث والأخير من الحملة الانتخابية أيضا انتباه الكثير من مسؤولي الأحزاب إلى مواضيع وجوانب أهملت في الأسبوعين الأولين، مثل حرية الإعلام والصحافة وحرية التعبير بصورة عامة، وكذا حقوق المرأة وغيرها، هذا فضلا عن المواضيع التي نالت حصة الأسد منذ البداية مثل الحفاظ على استقرار البلاد والمكتسبات الاجتماعية والسياسية للبلد. وركز البعض كذلك على الجانب الاقتصادي كثيرا على غرار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، الذي أسهب في الحديث عن المواضيع الاقتصادية وبخاصة الأجور في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية، وأعطى هذا الأخير أيضا حيزا مهما لعقوبة الإعدام، حيث كرر موقف حزبه الداعم لاعتماد عقوبة الإعدام بالنسبة لخاطفي وقاتلي الأطفال.  
وبغض النظر عن المهرجانات الشعبية الكبيرة التي واصل قادة الأحزاب السياسية تنشيطها عبر مختلف أرجاء  الوطن كثف المترشحون ومتصدرو القوائم أيضا من العمل الجواري في الأسبوع الثالث من الحملة الانتخابية، وهو ما ظهر بشكل جلي في العاصمة والمدن الكبرى على وجه الخصوص، حيث صارت الأحياء الشعبية والمقاهي مزارا مفضلا للكثير من المترشحين، بل وهناك أحزاب سياسية رمت منذ البداية بكامل ثقلها في العمل الجواري على غرار التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي قام رئيسه محسن بلعباس بعمل جواري كبير في العاصمة والمدن المجاورة فاق بكثير المهرجانات الشعبية الكبرى التي نشطها، نفس الشيء بالنسبة لمترشحي تحالف حركة مجتمع السلم وتحالف النهضة – العدالة والبناء والآفلان، كما بدا أمس في أكبر شوارع العاصمة. من ناحية أخرى، لم تسجل الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية القادمة تجاوزات تذكر، لفظية كانت أم قانونية، عدا تلك التي سجلت في الأسبوع الذي سبقه، والتي تمثلت في التراشق بين الأمين العام للآفلان وغريمه أمين عام الأرندي، وفضل قادة الأحزاب السياسية استغلال الأسبوع الأخير لتكثيف الترويج لمترشحيهم وبرامجهم عوض الاهتمام بالمعارك الكلامية.
 وعلى العموم حافظت الحملة الانتخابية التي ستضع أوزارها اليوم على الهدوء الذي ظهرت به منذ الأيام الأولى، لكنها في ذات الوقت لم تستطع الوصول إلى درجة الحرارة التي كانت تميز مثل هذه الاستحقاقات في سنوات سابقة وهو شيء أخاف الكثير من الأحزاب السياسية والمترشحين في واقع الأمر. كما لم تسجل الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات من جهتها أي تجاوزات تذكر في الأسبوع الأخير، عدا تلك المتعلقة بالإشهار العشوائي للملصقات وهي عادية في مثل هذه المناسبات.
 إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى