وكلاء أسواق الجملة يطالبون بفرض رقابة صارمة على تجار التجزئة لمنع المضاربة
عرفت أسواق العاصمة وضواحيها أمس في أول أيام رمضان، انهيارا غير مسبوق في أسعار الخضر والفواكه، ما أثار ارتياحا في أوساط المواطنين غير أن هذه الوفرة قد طرحت أزمة تسويق لمختلف المنتوجات الموسمية القادمة من مختلف أنحاء الوطن، في أسواق الجملة بسبب عدم تناسب العرض الكبير مع الطلب المحدود نتيجة تشبع الأسواق وهو ما وقفت عليه النصر في جولة ميدانية بسوق الكاليتوس شرقي العاصمة.
وعزا محمد مجبر رئيس مكتب ممثلي أسواق الجملة للخضر والفواكه، انخفاض الأسعار ‹›في مختلف أسواق الجملة عبر الوطن›› إلى الفائض الكبير في مختلف المحاصيل الخاصة بالموسم الجاري ( ربيع – صيف 2017) وقال : ‹›إن الوفرة التي تشهدها أسواق الجملة عبر الوطن سيما في أسواق الجملة لكل من الجزائر العاصمة (الكاليتوس) والبليدة ( بوفاريك و بوقرة ) وتيبازة ( الحطاطبة ) وبومرداس (خميس الخشنة )، قد خلقت لنا كوكلاء، أزمة حقيقية في تسويقها باعتبار أن هذه الوفرة لم نشهد لها مثيلا خلال الـ 15 سنة الأخيرة، وهو ما انعكس على أسعارها››، مضيفا ‹› إن النسبة الكبيرة وغير المسبوقة أيضا في انخفاض الأسعار وبشكل كبير ومحسوس في أول يوم من شهر الصيام على خلاف ما جرت عليه العادة، خلال السنوات الماضية، لم تتوقف على الخضر بل طالت الفواكه الموسمية أيضا، من كرز ومشمش وخوخ، وبمستوى لم تشهده الأسواق من ذي قبل››.ولم يخف مجبر خلال تنشيطه ندوة صحفية في مقر مكتب تنظيمه في سوق الكاليتوس بمعية الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، مخاوفه من كساد جزء معتبر من المنتوجات المختلفة المكدسة في مخازن الوكلاء، على غرار البصل والمشمش والخوخ، بسبب الخلل القائم – حسبه في شبكة التوزيع- مشيرا في هذا الصدد إلى أنه على الرغم من الحركية الكبيرة التي تشهدها سوق الجملة في تسويق المنتوجات منذ الفجر إلى غاية مساء كل يوم، إلا أن الوفرة الكبيرة للمنتوجات الموسمية من خضر وفواكه جعلت الفائض منها يتعرض للكساد والتلف كالبصل الذي استقر ثمنه في حدود 25 دينارا للكيلو غرام الواحد، و المشمش التي يتم تسويق كميات كبيرة منها في آخر كل يوم لأصحاب مصانع العصير أو المربى بـ 20 دينارا للكيلوغرام الواحد، فيما ذكر بأن الخوخ الذي يتعرض بسرعة للتلف أيضا لا يجد أحيانا من ينقذه من أصحاب مصانع التحويل.وفي تقدير رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين فإن أزمة التسويق القائمة حاليا راجعة إلى ‹› العجز الكبير حاليا في الأسواق الجوارية ‹› وهو العجز الذي قدره بما لا يقل عن 800 إلى 1000 سوق.
يجب تسقيف هوامش الربح
وفي رده عن سؤال للنصر حول الفرق المحسوس و الكبير بين الأسعار المطبقة في سوق الجملة وتلك المعمول بها في بعض أسواق التجزئة التي تصل أحيانا إلى 300 و400 بالمائة سيما في بعض الأحياء بالجزائر العاصمة التي توصف بالراقية على سبيل الذكر،  أرجع محمد مجبر السبب إلى ‹› نقص الأسواق الجوارية ما يفسح المجال للمضاربين لشراء كميات قليلة من سوق الجملة والمضاربة بأسعارها›› ودعا في هذا الصدد إلى ‹› فرض رقابة صارمة على محلات التجزئة وإجبار أصحابها على إشهار الأسعار، مبرزا في ذات الصدد بأن تجار أسواق الجملة يتعاملون بالفوترة لذلك من السهل على أعوان الرقابة اكتشاف الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع، وردع المضاربين.واقترح المتحدث تسقيف هوامش الربح في إطار إجراءات الحكومة لتنظيم الأسواق، باعتبار أن هذا الإجراء في تقدير رئيس مكتب وكلاء أسواق الجملة ‹› كفيل بحماية القدرة الشرائية للمواطن من جهة ومحاربة جشع بعض التجار››.
وفي خلال الجولة الميدانية إلى داخل سوق الجملة للكاليتوس تم إطلاعنا على الأسعار المطبقة بالنسبة لمختلف المنتوجات حيث تراوح سعر البطاطا حسب النوعيات بين 30 و40 دينارا والطماطم 25 دينارا والقرعة ( الجريوات) 40 دينارا وسلطة الخس 30 دينارا والخيار 35 دينارا والفلفل (حلو وحار ) بـ 40 دينارا والجزر (الزرودية ) 30 دينارا والباذنجان 25 دينارا. أما الفواكه فجاءت أسعارها لدى مختلف الوكلاء الـ 80 بسوق الكاليتوس حسب النوعيات بالنسبة للمشمش بين 40 إلى 70 دينارا والخوخ من 25 إلى 200 دينار الكرز 150 دينارا فما فوق بحسب النوعيات أيضا بين العادي والملكي والبطيخ الأحمر ( الدلاع ) بين 25 إلى 35 دينارا والبطيخ الأصفر بين 50 دينارا للكانطالو و 60 دينارا لبوشبكة ( نوع من الكانطالو) و100دينار للبطيخ الأصفر، والفراولة 120 دينارا.تجدر الإشارة إلى أنه علاوة على الشاحنات الصغيرة التي يدخل أصحابها بأعداد كبيرة للسوق لشراء مختلف المنتوجات فقد أحطنا علما بأن ما لا يقل عن 25 شاحنة كبيرة الحجم تتراوح حمولتها بين 10 أطنان و15 طنا تخرجا يوميا من سوق الكاليتوس وحده من أجل تزويد الولايات الأخرى سيما ولايات الجنوب بمختلف المنتوجات والمحاصيل الفلاحية. ويتوقع وكلاء سوق الجملة بالكاليتوس أن يستمر سعر البطيخ الأحمر ( الدلاع) في الانخفاض خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سيما مع بدء دخول منتوج منطقة الشمال باعتبار أن المنتوج الحالي يتوقف على ذلك القادم من جنوب غرب البلاد على غرار المنيعة وأدرار.
ع. أسابع

الرجوع إلى الأعلى