الجزائر لا تستقطب سوى  0.2 بالمائة  من السياح في العالم
أوضح أمس السبت الخبير الاقتصادي والوزير السابق للإحصائيات والاستشراف بشير مصيطفى بأن مداخيل الجزائر من السياحة لا تمثل سوى 0.2مليار دولار، وهي مداخيل ضئيلة جدا مقارنة بما تزخر به الجزائر من إمكانيات سياحية هامة.
وكشف الخبير الاقتصادي مصيطفى في ندوة نظمت صباح أمس بفندق نسيب بشاطئ النخيل بسطاوالي بالجزائر العاصمة عن إطلاق اليقظة السياحية لمبادرة صناعة الغد التي يقودها من أجل النهوض بهذا القطاع، مضيفا بأن تحريك الاقتصاد الوطني لا يكون إلا من خلال تحريك عدد من القطاعات المتوقفة حاليا ومنها قطاع السياحة، مشيرا في ذات السياق إلى  أن حظ الجزائر من السياحة العالمية لا يمثل سوى 1بالمائة، بحيث من مجموع 800مليون سائح في العالم الجزائر لا تستقطب سوى 0.2بالمائة منهم فقط، وبذلك فهي تحتل المرتبة 138عالميا، كما يقدر عدد السياح بالجزائر سنويا ب1.5مليون، رغم أنها تملك مؤهلات سياحة كبيرة مقارنة بدول الجوار الذين يحتلون مراتب متقدمة، ومنها تونس التي تقدر مداخليها من السياحة سنويا حسب نفس المتحدث ب02مليار دولار، كما تتوفر على هياكل استقبال تقدر ب230ألف سرير، على عكس الجزائر التي تتوفر على 90ألف سرير فقط، ولهذا تعرف الأسعار في الجزائر ارتفاعا مقارنة بدول أخرى.
أما عن حصة السياحة الجزائرية من الصادرات فلا تمثل حسب الخبير مصيطفى سوى 3.9بالمائة  كما أن النشاطات السياحية في سوق التشغيل لا تمثل سوى 6.5بالمائة، وهي نسبة ضئيلة جدا على حد تعبيره.
وعن الحلول المقترحة للنهوض بهذا القطاع والتي تضمنتها مبادرة اليقظة السياحية، أوضح مصيطفى بأن الجزائر تملك 59مفتاحا للنهوض بهذا القطاع الهام والاستراتيجي والذي يمكن أن يعول عليه كاقتصاد بديل للنفط ، مضيفا بأن هذه المفاتيح التي تشمل 06 ميادين تحمل الحل لكل مشاكل قطاع السياحة، ومن بين هذه الحلول تحدث عن تحسين صورة الجزائر السياحية والاستثمار فيها، مشيرا إلى أن الجزائر لا يزال ينظر إليها على أنها وجهة نفطية فقط، والصحراء الجزائرية هي منبع النفط فقط، في حين لم تسوق الصورة السياحية الهامة التي تزخر بها هذه الصحراء، كما اقترح نفس المتحدث دعم الدولة للعائلات للسياحة الداخلية من أجل تشجيعها، إلى جانب التكفل بالتمويل السياحي  مثل باقي القطاعات الأخرى وتحرير العقار السياحي، واقترح مصيطفى في هذا الجانب إطلاق بنك وطني للسياحة، بالإضافة إلى الخروج من الفنادق إلى فكرة الأقطاب السياحية وتحسين الخدمات وهياكل الاستقبال، كما تحدث في نفس السياق عن تشجيع السياحة الدينية خاصة مع ما تملكه الجزائر من مواقع دينية هامة خاصة الزوايا والطرق الصوفية التي يمكن أن تدر للجزائر 01مليار دولار سنويا، مشيرا في هذا الإطار بأن الزاوية التيجانية يصل عدد زوارها إلى مليون زائر  سنويا عبر فروعها في العالم، ويمكن للجزائر أن تستثمر في ذلك بما أن هذه الطريقة تتواجد في الجزائر.
على صعيد آخر أكد بشير مصيطفى بأن إخراج الجزائر من هشاشة النمو يقتضي تحريك 11قطاعا اقتصاديا متوقفا حاليا، ومنها الصناعة التي تمثل حاليا نسبة 5.5بالمائة، والفلاحة التي تمثل 9.5بالمائة، أما السياحة فتمثل 3بالمائة، في حين قطاعات الطاقة، التجارة والأشغال العمومية والبناء تمثل نسبة 80بالمائة، وبذلك فإن أغلب القطاعات راكدة وتحتاج إلى تحريك لدفع عجلة النمو.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى