اقتراح استحداث أقسام خاصة للتكفل بالراسبين في شهادة البكالوريا
 طالبت نقابات في قطاع التربية الوطنية الوزارة بالتكفل بالراسبين في امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان الماضية، بإدماجهم في أقسام عادية، أو استحداث أقسام خاصة لتلقي دروس في المواد الأساسية، فيما عبرت من جهتها منظمة أولياء التلاميذ عن قلقها بشأن مصير هذه الفئة، التي تمثل نسبة حوالي 43 بالمائة من مجموع الطلبة الذين أجروا امتحانات البكالوريا، مقترحة منحهم فرصة ثانية.
ورفض رئيس المنظمة خالد أحمد الأخذ بعين الاعتبار عامل السن عند دراسة ملفات الطلبة الراسبين في شهادة البكالوريا، مقابل اعتماد معايير أخرى تتعلق بالسلوك الحسن خلال العام الدراسي، وبالمعدل المحصل عليه في شهادة البكالوريا، مقترحا على وزارة التربية الوطنية قبول كل من حصل على معدلات تتراوح ما بين 7 و9.9 من عشرين، على أن يوجه من حققوا أقل من ذلك إلى قطاع التكوين المهني، الذي يمنح فرصا عدة للتخصص في أنشطة حرفية مختلفة، مع تمكينهم من الحصول على شهادة تقني سامي تسمح لهم بولوج عالم الشغل، أو إنشاء مؤسسات مصغرة.
وفسر ممثل أولياء التلاميذ اختلاف مستويات التكفل بالطلبة الراسبين في امتحانات البكالوريا على مستوى المؤسسات التعليمية، بتباين إمكانيات التأطير وكذا المرافق، لذلك تضطر بعض الثانويات إلى إنشاء أقسام خاصة لتفادي الاكتظاظ،  مقترحا لمواجهة هذا الإشكال، أن تفتح هذه الأقسام أبوابها لاستقبال الطلبة المعيدين ابتداء من الساعة الخامسة مساء، وكذا أمسيات أيام الثلاثاء، مع إمكانية استغلال الفترة الصباحية لأيام السبت في حال اقتضت الضرورة.
 ودعا في ذات السياق، رئيس نقابة السنابست «مزيان مريان» إلى ضرورة استحداث جسور ما بين قطاعي التربية الوطنية والتكوين المهني، بإحالة الراسبين في البكالوريا الذين لا تتوفر فيهم شروط الإعادة مباشرة إلى إحدى معاهد أو مراكز التكوين المهني، للتخصص في المجالات التي يرغبون فيها، نظرا لنقص الإمكانيات سواء من ناحية الهياكل أو التأطير لإعادة إدماج الجميع في قطاع التربية، مضيفا بأن هذا الإجراء سيرسم الطريق أمام الطلبة الراسبين، لاختيار إحدى المهن ويجنبهم طريق الانحراف، ويطمئن الأولياء بشأن مستقبل أبنائهم.
 وسجل المتحدث نقصا فادحا من حيث عدد العمال المهنيين في مجالات متعددة، مقترحا استغلال الورشات التابعة للثانويات التقنية التي تم غلقها في السنوات الأخيرة بعد إلغاء التعليم التقني، لفائدة المتربصين في قطاع التكوين المهني، موضحا بأن نقابته طرحت الفكرة على وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، وهي حاليا قيد الدراسة لاتخاذ قرار بشأنها، محذرا من مغبة عدم التكفل بالمتسربين من المدارس، لأن ذلك سيضاعف الآثار السلبية للظاهرة.
واشترط من جهته رئيس نقابة الساتاف بوعلام عمرة الانضباط والسلوك الحسن لتمكين الطلبة الراسبين من إعادة اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا، لأنه لا يمكن وفق تقديره إعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية من جديد  أمام طلبة غير منضبطين تسببوا في الموسم الدراسي الماضي في إحداث مشاكل أو فوضى،  لكنه قلل من شأن شرط السن، مقترحا أن تدمج هذه الفئة من الطلبة في أقسام عادية في حال سمحت الظروف بذلك، مذكرا بأنه خلال مشواره المهني مكن طلبة معيدين من الحضور لمتابعة الدروس مع باقي الطلبة، وأن كثيرا منهم نالوا الشهادة، بفضل الدعم والتشجيع، لأن الفشل قد يكون في كثير من الأحيان محفزا على النجاح.
وناشد بوعلام عمورة وزارة التربية لإعادة فتح الثانويات التقنية، واستغلالها من قبل قطاع التكوين المهني، لاستقبال تلاميذ السنة الرابعة متوسط، الذين يخفقون في مواصلة الدراسة في التعليم الثانوي العام، بهدف التخصص في حرف أو مهن معينة، شرط أن تمتد فترة التكوين على مدار ثلاث سنوات كاملة، يحصل علي إثرها الطالب على شهادة معترف بها، تسمح له باقتحام عالم الشغل، موضحا أن تكوين الشاب لمدة ستة أشهر أو سنة في حرفة أو مهنة معينة، لا يمكن أن تجعل منه إنسانا ناجحا ومتمكنا في مجال تخصصه.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى