• "أناب" لا تحتكر سوق الإشهار وحصتها فيه لا تتجاوز 18 بالمائة
أشاد وزير الاتصال جمال كعوان أمس بالاحترافية والموضوعية التي تميزت بها وسائل الإعلام العمومية في تغطياتها لمجريات الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر الجاري، مؤكدا بأن "تغطية وسائل الإعلام العمومي للحملة كانت متميزة".
وفي ندوة صحفية نشطها في أعقاب إشرافه على تدشين المقر الجديد لشركة التوزيع السريع التابعة للوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، قال كعوان " إن تغطية وسائل الإعلام العمومية السمعية البصرية والمكتوبة أدت عملها بكل مهنية واحترافية وبكل موضوعية"، معربا في هذا الصدد عن ارتياحه لهذا الأداء، مسجلا بأن الإعلام الخاص قد تجاوب بدوره إلى حد ما مع ذات الحملة ولكن ليس بنفس القدر الذي أدته الصحافة العمومية، فيما أشار إلى أن طلبات الاعتماد التي تقدمت بها الصحافة الأجنبية لتغطية المحليات لم تكن بنفس الحجم الذي اعتادت أن توليه للانتخابات التشريعية والرئاسية.
وفي ذات السياق أبدى وزير الاتصال أسفه لانتشار فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقدّمة، كما قال، صورة سوداوية عن الجزائر، مضيفا أن الظاهرة تتكرر عشية كل موعد انتخابي، غير أنه شدد على أن انتشار مثل هكذا فيديوهات دليل على حرية التعبير في الجزائر، مضيفا أن المواطن واع وله القدرة في المقارنة بين ما تحمله هذه الفيديوهات وحقائق الميدان، وأشار من جهة أخرى إلى أن أصحاب هذه الفيديوهات يسعون إلى التربح، كونهم يتلقون أموالا من الموقع الذي يبثها.
وفي رده عن أسئلة النصر حول موعد تنصيب سلطة الضبط للصحافة المكتوبة، وأيضا عن موعد تفعيل صندوق دعم الصحافة، أوضح وزير الاتصال، أنه يجري حاليا وضع كل الترتيبات لأجل ذلك، مشيرا إلى أن تفعيل صندوق دعم الصحافة سيتم خلال العام الداخل 2018، مؤكدا بأن كل هذه الآليات لا رجعة فيها باعتبار أنها تدخل في برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومخطط عمل الحكومة.
الهيكلة الجديدة للصحافة العمومية قيد التحضير
وفي إجابته عن سؤال آخر للنصر حول " الهيكلة الجديدة للصحافة العمومية"، أشار وزير الاتصال إلى أن التحضيرات جارية، وقال " لقد وصلنا في عملنا في إطار الهيكلة الجديدة للصحافة العمومية إلى مرحلة حل مجمع الصحافة والاتصال، وستأتي بعده مرحلة تصفية هذا المجمع قبل الذهاب إلى إنشاء 3 مجمعات وهي مجمع الصحافة العمومية ومجمع المطابع ومجمع النشر والاتصال".
وفي رده عن سؤال حول الوفد الذي انتقل إلى وزارة الاتصال من لجنة مساندة مديرة الفجر حدة حزام خلال إضرابها  عن الطعام أوضح كعوان بأن هذا الوفد قد انتقل إلى الوزارة وتم استقباله، وقال " إن هذا الوفد قد تقدم بلائحة وقمت بالاطلاع عليها وأهم ما استوقفني من بين ما تضمنته هو الحديث عن كرامة الصحافة"، مضيفا " أنا مقتنع بأن كرامة الصحفي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل كرامة الصحافة وأنه لن تكون هناك كرامة للصحافة ما لم تصن كرامة الصحافيين" وأعرب في هذا الصدد عن أسفه، لعدم احترام الكثير من الناشرين لكرامة صحفيي مؤسساتهم سواء في الأجور أو في التكوين أو التغطية الاجتماعية وفي أمور أخرى متعلقة بالمسار المهني للصحفي. وأشاد الوزير في ذات الوقت بالمؤسسات الصحفية التي سارعت للتكفل بصحافيي جريدة "لاتريبين "، حفاظا على كرامتهم بعد أن أعلنت صحيفتهم إفلاسها، وتوقفها عن الصدور.
جريدة الفجر لحدة حزام تحصلت على 76 مليارا من الإشهار وهي مدينة للمطابع بـ  10 ملايير
وفي ذات السياق حرص ممثل الحكومة على الإجابة وبحزم حول الجدل المثار حول الإشهار العمومي، و " أين يذهب "وعن الذين ذهبوا إلى حد القول بأنه "أصبح يستعمل كورقة ضغط" وقال " أنا أعرف أين يذهب الإشهار العمومي الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار التي كان لي الشرف في تسييرها قبل أن أصبح عضوا في الحكومة».
وأعطى كعوان مثالا بأن جريدة " الفجر" لصاحبتها حدة حزام، تحصلت على 76 مليار سنتيم من أموال الإشهار العمومي في 8 سنوات من بينها 4 ملايير تحصلت عليها خلال الـ 7 أشهر الأولى من السنة الجارية، مبرزا بأن مديرة الفجر، مدينة للمطابع بحوالي 10 ملايير سنتيم، كما أنها لم تسدد مبلغ كراء مقر يوميتها في دار الصحافة الطاهر جاووت في مدة 13 سنة، سوى كراء شهر واحد فقط.
وقال وزير الاتصال " إن مآل أموال الإشهار العمومي، واضح فهي تذهب في وجهة معروفة ومحددة ووفق التنظيم المعمول به من قبل"، مفندا أن تكون هذه الأموال تستعمل كوسيلة ضغط، فالدولة تقدمه كدعم غير مباشر للصحافة، شأنه شأن ورق طباعة الجرائد الذي يحظى بدوره بالدعم منذ سنة 1995 إلى اليوم" وقال " إن الأزمة الاقتصادية الحادة، كان أثرها واضحا على تدفق الإشهار العمومي، وجريدة الفجر تأثرت بهذه الأزمة مثل غيرها من الجرائد الوطنية".
وخلال تأكيده على أن " أناب " لا تحتكر الإشهار، أوضح ممثل الحكومة بأن الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، هي وكالة واحدة من بين 4000 وكالة متخصصة، وحصتها ( أي أناب ) من سوق الإشهار لا تتجاوز الـ 18 بالمائة، فقط، متسائلا " لماذا لا يسائلون أحد متعاملي الهاتف النقال عن طريقة تسييره وكيفية منحه للإشهار الذي قد يفوق حجمه، حصة " أناب " في السوق.
وبخصوص ما تردد حول " تراجع الحكومة عن قرار فتح المجال لاعتماد 7 قنوات تلفزيونية موضوعاتية، خاصة جديدة"، أوضح كعوان أن الفاعلين في الميدان السمعي البصري هم من تحفظوا على القرار الأول الخاص بـ «فتح الإعلان عن الترشح لمنح رخص إنشاء خدمات البث التلفزيوني الخاص»، وقال أن الوزارة قررت أخذ بعين الاعتبار مقترحاتهم المشفوعة بمبررات موضوعية وأنه يجري حاليا مراجعة هذا القرار وقال " سيكون القرار الجديد في مستوى تطلعات المهنيين وأيضا في مستوى التطور الذي حققه المشهد الإعلامي السمعي البصري في البلاد".
عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى