العـرش والقبيلــــة ورقــة حـاسمــــة في اختيـــار الـمترشحيـن في المحليـــات
•  السلطة التنفيذية لا دخل لها في العزوف الانتخابي ونسبة المشاركة مرهونة بالأحزاب
يرى المحلل السياسي الدكتور عامر رخيلة، أن القبيلة والعرش ستكون الحاسم الرئيسي في اختيار المترشحين خلال الانتخابات المحلية المقبلة،  مضيفا في هذا الصدد أن المحليات ستفرز تمثيلا قبليا عشائريا ، وأوضح بأن الأحزاب السياسية وبدل أن تحارب هذه الظاهرة فقد اندمجت فيها من خلال اختيار رؤوس القوائم ينتمون إلى عروش وقبائل كبيرة كما أشار إلى أن السلطة التنفيذية لا دخل لها في العزوف الانتخابي، واعتبر أن نسبة المشاركة مرهونة بالأحزاب السياسية التي تشارك في الموعد الانتخابي.
 -النصر :  ماذا  تقولون بخصوص تأثير ودور العرش و القبيلة والعشيرة في اختيار المترشحين في الاستحقاق المقرر اليوم؟
- عامر رخيلة : القبيلة والعرش والحومة والدشرة والدوار هي من العوامل الفاصلة في الاختيار خلال الانتخابات ، هذا واقع اجتماعي موجود في مجتمع  مازال بشكل قبلي وعشائري ولذلك الانتخابات في ظل عدم وجود برامج لأحزاب سياسية تجاوزت هذه المخلفات ومكونات القبيلة والعشيرة، سيبقى العرش والقبيلة هي الورقة الحاسمة في مسألة الانتخابات ، وممكن أن نترقى لنصبح مجتمعا مدنيا متطورا ومجتمع المواطنة، نتجاوز فيه حدود الدشرة والدوار والقرية والقبيلة والعشيرة وعندها يمكن القول أننا مقبلون على مرحلة جديدة في مسار المجتمع ، أما أن الوضع الراهن الآن ما زال قبليا وعشائريا، فالانتخابات تكون معبرة عن واقع المجتمع ، ولذلك ستفرز الانتخابات تمثيلا قبليا عشائريا وهذا طبيعي جدا وحتى الأحزاب السياسية بدلا من أن تحارب هذه الظاهرة هي اندمجت فيها من خلال اختيار رؤوس القوائم لأنهم ينتمون إلى عروش وقبائل كبيرة ومن الناحية القانونية لا توجد أي إشارة إلى هذه النقطة، بحيث لم يعالجها القانون ولن يعالجها لأن المسألة تتصل بمكونات المجتمع.
-النصر : كيف تنظرون إلى برامج الأحزاب والخطاب السائد خلال الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر ؟
-عامر رخيلة : برامج الأحزاب من خلال الخطاب الذي نسمعه هو خطاب خاص بالانتخابات الرئاسية وهذا على مستوى القيادة الحزبية والمتمثلة في رؤساء الأحزاب وهذا الخطاب لا علاقة له بالانتخابات المحلية، ثانيا الانتخابات على المستوى القاعدي وفي الخطاب الجواري نجده يدغدغ مشاعر المواطنين بخصوص حاجياتهم الاجتماعية، فيما يخص الانتماء القبلي والعشائري وهذا إخلال بالبرامج التي تودع على مستوى الولاية مع كل قائمة انتخابية . وبالنسبة للذين يتولون الحملة الانتخابية، للأسف الأحزاب السياسية لم تكون مناضلين مؤهلين للتواصل وللتأثير في الرأي العام وتوجيه الناخبين وهذا التقصير من الأحزاب السياسية التي تصاب بالسبات بين موعدين انتخابيين ، فعندما تنتهي الانتخابات المحلية، الأحزاب السياسية تنام وعندما تأتي الانتخابات الرئاسية في 2019 تبدأ في استنفار قواعدها ومناضليها، هذه الإشكالات تبقى قائمة ما لم تعدل الأحزاب السياسية عن النهج الذي تعتمده اليوم، حيث أنها تجعل من نفسها مجرد آلات انتخابية، تتحرك هذه الآلة مع بداية الحملة الانتخابية وتنطفئ أو تصطف يمينا بمجرد إعلان النتائج.
-النصر :  يتجدد التخوف من العزوف الانتخابي مع كل موعد انتخابي ، ما هي أسباب هذه الظاهرة ومن يتحمل مسؤوليتها؟
-عامر رخيلة : السلطة التنفيذية لا دخل لها في العزوف الانتخابي، نسبة المشاركة مرهونة بالأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات  فإذا تمكنت من أن تعبئ وتجند وتدفع الناخبين للذهاب إلى صناديق الاقتراع يمكن القول عندها أن النسبة المسجلة يعود الفضل فيها للنشاطات الجوارية والعمل الحزبي والحملة الانتخابية الناجحة، إما إذا كانت النسبة محدودة فهذا نتيجة أن الأحزاب لم تكن في مستوى ما كان منتظرا منها في الاحتكاك بالرأي العام وفي إقناع الناخب بالذهاب إلى الصندوق الانتخابي ، لكن العادة التي هي موجودة عندنا دائما هي أن انتخابات المجلس الشعبي البلدي وانتخابات المجلس الشعبي الولائي وبالرغم أنها تجري في يوم واحد وفي نفس المكاتب وفي نفس المراكز ولكن المشاركة في انتخابات المجلس الشعبي البلدي أكثر دائما من نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الشعبي الولائي، لأن المواطن يهمه في المقام الأول أولئك المترشحون  الذين سيديرون شؤونه المحلية والذين سيتعامل معهم يوميا وكذلك من بين أسباب عدم المشاركة الواسعة في انتخابات  المجالس الشعبية الولائية أن كثيرا من البلديات لا تمثل في القائمة الانتخابية التي يتنافس بها الحزب على مستوى الولاية . فنسبة المشاركة ستحددها نسبة اقناع الناخب بالذهاب للصندوق، بما يقدم له من اقتراحات ومن وعود واقعية تدخل ضمن صلاحيات المجلس الشعبي البلدي وليس ضمن القرارات المركزية.
-النصر:  ما ذا تقولون بخصوص أهمية الانتخابات المحلية في  المسار الديموقراطي؟
 - عامر رخيلة : الانتخابات هي فرصة للمواطن لكي يعبر عن مواطنته وهي فرصة للمواطن لكي يمارس حق الاختيار بين القوائم وهي فرصة لكل شاب بلغ من العمر 18 سنة للمشاركة في الانتخابات وهي فرصة للحوار السياسي الذي من شأنه ، ترقية الفكر السياسي عند المواطن.
مراد - ح

 

الرجوع إلى الأعلى