شبكــات تمـــوّل الإرهــــاب بمئــات الـملاييـن من الــدولارات
قال وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أن العودة المتوقعة للمقاتلين الإرهابيين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية من أجل الإستقرار بها ومواصلة تنفيذ أهدافهم الإجرامية الإرهابية من شأنه فرض قيود أمنية جديدة ومضاعفة التحديات أمام البلدان الإفريقية التي تجد نفسها اليوم ملزمة بتظافر جهودها وتشاركها في المساعي الرامية لمكافحة التطرف والإرهاب، موضحا أن داعش قد دعت عناصرها للعودة إلى ليبيا والساحل ومناطق أخرى من القارة، ووفق بعض التقارير الإعلامية مثلما أفاد مساهل، فإنه تم تسجيل تحركات لمقاتلين أجانب في هذا الإتجاه، بينما على الصعيد المحلي حسب المتحدث، فإن الجماعات الإرهابية تقوم  بإعادة تنظيم الصفوف وتجميع الموارد المالية مع الإستعداد لتجنيد الوافدين الجدد الذين يتمتعون بتدريب إيديولوجي وعسكري وقدرة عالية على إستغلال شبكات الأنترنيت خاصة منصات التواصل الإجتماعي للترويج لأفكارهام وأعمالهم الإجرامية.
ركز وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس خلال كلمته التي ألقاها في إفتتاح  المنتدى الإفريقي رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب والذي يعقد بفندق الميريديان بوهران، على تحديد بعض النقاط الأساسية التي تبنى عليها المقاربة الإقليمية لمكافحة الإرهاب في القارة السمراء خاصة في ظل التطورات المستجدة في الآونة الأخيرة ومنها عودة المقاتلين الذين كانوا في صفوف داعش في سوريا والعراق إلى بلدانهم الإفريقية، مشيرا أن قوة هؤلاء الإرهابيين نابعة من الدعم المالي الكبير الذي توفره لهم شبكات الجريمة المنظمة المختصة في تهريب والمتاجرة بالمخدرات وتهريب الأسلحة وغيرها، وأوضح مساهل أن تدفق هذه الأموال في بيئة إجتماعية تتسم بإرتفاع مستويات الفقر وتدهور الوضع التنموي في العديد من البلدان الإفريقية من شأنها توسيع رقعة الجريمة المنظمة في ظل وجود نقاط ضعف إقتصادية وإجتماعية ومؤسساتية التي تؤثر سلبا على الوضع الأمني في منطقة الساحل والعديد من الدول الإفريقية، وهي ذات النقاط حسب مساهل التي تركز عليها الجماعات الإرهابية لتستغل شبكات الأنترنيت لنشر التطرف وتجنيد وتعميق الثغرات من أجل إفشاء التوترات والفرقة والكراهية بين الشعوب التي تطمح للعيش بسلام. وأكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل أنه لا يجب إعتبار التحديات التي يفرضها التطرف العنيف والإرهاب من المسلمات، بل يجب المساهمة في مواجهتها بالتضامن والإتحاد بين الأفارقة تحت لواء منظمة الإتحاد الإفريقي، داعيا الشعوب الإفريقية لتركيز جهودها في تعزيز تنمية بلدانها ورخائها، منوها في الوقت نفسه بإرادة وإستعداد الجزائر وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصفته منسقا إفريقيا لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، لعدم إدخار أي جهد من شأنه تحقيق هدف هذه المهمة. وأشار مساهل لمذكرة رئيس الجمهورية للقمة الأخيرة للإتحاد الإفريقي التي قال أنها تحمل طموحا مشتركا بين كل دول القارة لتعبئة الطاقات ووضع الإستراتيجيات وتنفيذ برامج العمل من أجل حماية إفريقيا وشعوبها من التهديد الإرهابي وآثاره المدمرة.
وقال مساهل أن توصيات منتدى وهران سترفع في أواخر جانفي 2018 للقمة الإفريقية التي ستعقد في أديسا أبابا.
للتذكير، تتواصل اليوم أشغال المنتدى الأفريقي رفيع المستوى حول «الأجوبة الفعالة والمستدامة لمكافحة الأإرهاب: مقاربة جهوية»، بحضور عدة دول إفريقية وممثلين عن منظمات أممية وأوروبية، حيث ستتناول الورشات تتعلق بضرورة تكتيف الجهود والتبادل المعلوماتي الأمني، وكذا دراسة وضعية الشعوب الإفريقية التي تعيش الفقر الذي يعتبر مصدرا يستغل من طرف الإرهاب وغيرها من المواضيع التي سبق وأن تم التطرق لها في أشغال يوم أمس في جلسات مغلقة تناول أثناءها الوزراء والخبراء الأفارقة أبرز التجارب في مكافحة الإرهاب في القارة خاصة التجربة الجزائرية التي نوه بها الأفارقة.
 بن ودان خيرة

اسماعيل شرقي مفوض الإتحاد الإفريقي للسلم والأمن
شبكـات تمـول الإرهـاب بمئـات الملايـين من الدولارات
• أسلحة من ليبيا والشرق الأوسط تهدد إفريقيا    
أكد مفوض الإتحاد الإفريقي للأمن والسلم إسماعيل شرقي أمس، أن لقاء وهران يهدف أساسا للتطرق لمنابع تمويل الجماعات الإرهابية، وهي شبكات قوية ومنظمة وقد تحدث عنها بعض رؤساء الدول الإفريقية بالتفصيل في  لقاء أبيدجان الأخير قبل أيام، حيث أن هذه الشبكات التي تستعمل مئات الملايين من الدولارات في دعم الجماعات الإرهابية، لا تنشط فقط في غرب إفريقيا ولكن أيضا في أوروبا، مبرزا أن بعض الدول الإفريقية تجد نفسها أحيانا في موقف ضعف أمام هذه الآفات والجريمة المنظمة ومنها التي تقتطع أغلفة مالية من ميزانية التربية من أجل مكافحة الإرهاب.
أوضح مفوض الإتحاد الإفريقي للأمن والسلم إسماعيل شرقي أمس على هامش إفتتاح المنتدى الإفريقي رفيع المستوى المتمحور حول” الأجوبة الفعالة والمستدامة لمكافحة الإرهاب: مقاربة إقليمية” والذي تجري فعالياته بفندق الميريديان بوهران، أنه إلى جانب الأرصدة المالية الكبيرة التي تخصصها شبكات الجريمة المنظمة لتمويل الإرهاب، هناك أيضا حركة الأسلحة السوفيستيكية التي تأتي من ليبيا ومن منطقة الشرق الأوسط كذلك، مبرزا أن المنتدى هو فرصة لتبادل الخبرة والتجارب بين الدول الإفريقية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والمرتبط كثيرا بالجريمة المنظمة، وهو أيضا فرصة لتقييم كل المجهودات المبذولة في هذا السياق خاصة عرض التجربة الجزائرية الرائدة ومساعيها  لتخليص القارة من الآفة.
ونيابة عن رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فايق محمت، أعرب اسماعيل شرقي عن شكر المفوضية وتقديرها لمساعي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الجبارة وجهوده الحثيثة في إطار المهمة السامية التي أوكلت له من طرف نظراؤه الأفارقة من أجل قيادة مساعي الإتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب وتطورها العنيف في إفريقيا، وأضاف السيد شرقي في كلمته أن المفوضية تشكر الجزائر حكومة وشعبا على إلتزامها التابث لدعم العمل الإفريقي المشترك وإسهامها المتواصل مع جميع دول الإتحاد الإفريقي لتخليص القارة من آفة الإرهاب والجريمة المنظمة، ويتجلى هذا الإلتزام وفق شرقي في إستضافة الجزائر مؤسستين إفريقيتين محوريتين المندرجتين في إطار الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة وهما المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب وكذا آلية الإتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي “أفريبول” مشيرا أيضا للشراكة مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث “اينيتار”.
وأوضح أن المنتدى ينعقد مباشرة بعد أعمال إرهابية شنيعة شهدتها العديد من الدول الإفريقية منها، مقتل 12 فردا من القبعات الزرق في الكونغو الديموقراطية و مقتل 321 مصليا بمسجد الروضة في مصر، و512 شخصا في موقاديشو وهو هجوم يعد ثالث أوسع الأعمال الإرهابية على مستوى العالم، وقتل 65 شخصا في نيجيريا في هجومين إنتحاريين، وحوادث أخرى تعكس أعمال العنف في القارة الإفريقية، الإرهاب لا يستهدف السلم والأمن الدوليين فقط بل يتجلى أثره على الإقتصاد ويعيق نمو الناتج الإجمالي المحلي للدول المتضررة، معرجا على أن صندوق النقد الدولي أدرج الإرهاب ضمن إحدى المخاطر الرئيسية للتوقعات الإقتصادية، فالأعمال العسكرية والأمنية لها تكلفة كبيرة مما يضاعف الضغط على الحكومات الإفريقية.
 بن ودان خيرة 

الرجوع إلى الأعلى