المستعمـر الجــديد يستثـمـر في "التديـن العــاطفي" للشبــاب
قال الدكتور يوسف بلمهدي الأمين العام لرابطة علماء وأئمة دول الساحل يوم الخميس المنصرم، أن أطرافا تريد  وتسعى لنشر  كل أنواع الجريمة من تجارة سلاح ومخدرات وإرهاب في دول الساحل وتشتد حدة التكالب على المنطقة كلما تم اكتشاف ثروة معينة أو مناجم لمعادن ثمينة، مبرزا أنه في كل مرة يأخذ الإرهاب الذي هو عبارة عن طفيليات يصنعها المستعمر الجديد ويزرعها في المنطقة، شكلا مختلفا مستغلا التدين العاطفي عند الشباب الأحداث الذين ليس لهم تجربة في الحياة ليصنع منهم متطرفين.  
وأضاف الأمين العام لرابطة علماء وأئمة دول الساحل الدكتور يوسف بلمهدي يوم الخميس المنصرم أثناء محاضرة ألقاها بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية بوهران والتي كان عنوانها «شباب دول الساحل والتحديات»، أن أغلب الدراسات التي تناولت ما يحدث في المنطقة والتحديات التي تواجه الشباب فيها، أرجعت الأسباب للمشاكل السياسية والإقتصادية وعدم الإستقرار وهي أوضاع يعيش في خضمها سكان المنطقة ويتعايشون مع ظروف مزرية جدا خاصة في ظل تعدد الزوجات وإرتفاع عدد الولادات وإنتشار الفقر والأمراض وغيرها، وهي تحديات قاسية مثلما وصفها الدكتور بلمهدي وأسباب يستثمر فيها الإستعمار الجديد ليصنع التهديد الأمني الذي تواجهه الجزائر عبر شريطها الحدودي، وهنا ركز المحاضر على ضرورة تكاثف جهود جميع الجزائريين كي يهزم العدو خارج الديار قبل وصوله للعتبة، لدى فالوقاية إلزامية وتتجسد في التدابير والإجراءات التي تقوم بها الدولة الجزائرية بكل أطيافها من أجل إبعاد شبح نار الإرهاب عن المجتمع الذي عانى الكثير من هذه الظاهرة، مشيرا لخطورة الوسائط الفضائية والأنترنيت التي أصبحت طريقة جديدة وسريعة لتجنيد الشباب وجرهم للعنف والتطرف، ودعا المحاضر في هذا السياق كل المؤسسات والمثقفين الجزائريين بأن يكونوا حاضرين في هذه الوسائط لسد الثغرات والفجوات التي يستغلها المستعمر الجديد لهدم المجتمعات، لأن الحضور القوي للأئمة والعلماء والمثقفين من شأنه تحصين الشباب والمجتمع ككل من هذا البلاء، و دعاهم أيضا لتبني خطاب ديني يعتمد على ثقافة السلم والتعايش معا.
من جانب آخر، أعلن الأمين العام لرابطة علماء وأئمة الساحل يوسف بلمهدي، عن إصدار هذه الهيئة لدليل خاص بالمصطلحات الأمنية والفكرية، وهو دليل شارك في إعداده مجموعة من العلماء التابعين للرابطة التي ستعرض العمل على مختصين قبل نشره والتعامل به، مبرزا أن الدليل يتضمن عدة نقاط منها الحديث عن الأخلاق ومعاني الأخوة التي يجب أن يتمسك بها الشاب المسلم، وعن الشبهات التي تثار وتربط الأعمال الإرهابية بالإسلام وغيرها من المحاور التي تصب في خانة توحيد الرؤى لدول الساحل من أجل تحصين الشباب من التحديات الأمنية والفكرية التي تهدده وتستغل أوضاعه لدفعه لمستنقع التطرف والعنف والمخدرات والسلاح. بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى