أقدم الكوميدي البريطاني لي نيلسون ظهيرة أمس على رشق رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتير بأوراق نقدية من فئة الدولار، و ذلك لما كان العجوز السويسري يتأهب لتنشيط مؤتمر صحفي بقاعة المحاضرات التابعة لمبنى الفيفا بالعاصمة السويسرية زيوريخ، و قد عمد لي نيلسون إلى التعبير عن موقفه بهذه الطريقة بإستعمال أوراق نقدية مزورة تجسيدا للموقف البريطاني من قضايا الفساد التي هزت الفيفا، سيما و أن السلطات البريطانية كانت من أشد المعارضين لبلاتير، و طالبت بضرورة رحيله قبيل ترشحه لعهدة خامسة في ماي الماضي.
الكوميدي الذي إشتهر بتسمية لي نيلسون هو في حقيقة الأمر طبيب يدعى سيمون برودكين، دخل القاعة متنكرا في هيئة رجل إعلام، قبل أن يباغت الجميع و يتوجه صوب المنصة التي كان بلاتير جالسا فيها يستعد لإلقاء كلمته، و قد أخرج حزمة من الأوراق النقدية من جيبه و رماها فوق رأس رئيس الفيفا تعبيرا منه عن موقفه من قضايا الفساد التي هزت عرش المنظومة الكروية العالمية منذ أواخر شهر ماي المنصرم، مما أجبر بلاتير على الإنصراف مسرعا و الإنسحاب صوب قاعة مجاورة، مع تأخير مؤتمره الصحفي إلى غاية تدخل وحدات الأمن لإبعاد صاحب هذه «الخرجة» من القاعة و كذا جمع الأوراق النقدية التي كانت مرمية على مقربة من المنصة.
هذا المشهد الذي بثته عديد القنوات التلفزيونية على المباشر جاء ليجسد إنهيار شعبية بلاتير في الوسط الكروي العالمي على خلفية فضائح الفساد و الرشاوى التي تم تفجيرها من طرف وزارة العدل الأمريكية، بعد التحقيقات التي قام بها فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف. بي. آي»، و الذي على ضوء نتائجه الأولية تم إصدار أوامر بالقبض على 14 مسؤولا و متعاملا تجاريا مع الفيفا، من بينهم أعضاء سابقون في المكتب التنفيذي، غالبيتهم من أمريكا الشمالية و الكاريبي.
إلى ذلك فقد جدد بلاتير خلال المؤتمر الصحفي الدفاع عن نفسه و تبرئة ذمته من قضايا الفساد التي هزت الفيفا، و صرح بأنه ليس مسؤولا عن تصرفات و سلوكات كل أعضاء المكتب التنفيذي، كما أكد بأنه يبقى بعيدا عن التحقيقات التي تجريها وزارة العدل الأمريكية بخصوص الملفات التي فتحتها، ليذهب إلى حد القول بأن الفيفا ستكشف عن كامل التفاصيل بشأن الرواتب و المكافآت المالية التي كان يتلقاها أعضاء المكتب و كل الطاقم الإداري، و هذا في محاولة لتنوير الرأي العام، و بالتالي تلميع صورة هذه الهيئة، بعدما شوهتها فضائح الرشوة.
من جهة أخرى أعلن بلاتير بأنه لن يترشح لخلافة نفسه خلال الجمعية العامة الإستثنائية المقررة يوم 26 فيفري 2016 ، سيما و أن قرار إنسحابه المتخذ في 2 جوان الماضي بعد 4 أيام فقط من ظفره بعهدة خامسة على التوالي كان نهائيا ولا رجعة فيه، و عليه فقد حدد المكتب التنفيذي للفيفا في إجتماعه أمس بزيوريخ تاريخ 26 أكتوبر القادم كآخر أجل لإستلام ملفات الترشح، مقابل تزكية بلاتير لمواصلة مهامه كرئيس للفيفا إلى غاية موعد تنظيم الإنتخابات، مما يعني رفض مقترح تشكيل لجنة جماعية تتولى إدارة شؤون الإتحاد الدولي لفترة إنتقالية مدتها 6 أشهر.
بالموازاة مع ذلك تعالت الأصوات المطالبة بضرورة ترشح رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني لخلافة بلاتير، حيث تحدثت بعض المصادر الإعلامية أمس عن حصول بلاتيني على تزكية شفاهية من 115 إتحادا، بعد تصنيفه في خانة مرشح إجماع من طرف 4 كونفدراليات، و هي آسيا، أمريكا الجنوبية، أوروبا و منطقة الكاريبي، لكن المعني بالأمر أرجأ الحسم في قراره إلى غاية دراسة الفكرة بجدية، و يرتقب أن يعلن عن ترشحه الرسمي بعد أسبوعين، لأن بلاتيني رفض دخول السباق كمنافس مباشر لبلاتير في 29 ماي المنصرم، إلا أنه كان مساندا للأمير الأردني علي بن الحسين، و طالب العجوز السويسري بضرورة الرحيل الفوري من رئاسة الفيفا، ليجد نفسه أمام طريق معبد نحو كرسي قيادة أعلى هيئة كروية عالمية، في وقت لم يعلن فيه الأمير الأردني عن ترشحه، ليبقى النجم البرازيلي السابق زيكو الوحيد الذي أعلن الترشح رسميا لإنتخابات رئاسة الفيفا، غير أن كل المعطيات تصب في رصيد الفرنسي بلاتيني لخلافة إبن القارة العجوز جوزيف بلاتير على عرش الفيفا في مهدها بأوروبا.                  

ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى