اكتشاف معمل سري لصنع المتفجرات
 رفعت بلجيكا مستوى التأهب لخطر الإرهاب في العاصمة بروكسل لأقصى درجاته، ما يعني أن المدينة ربما تواجه تهديدا إرهابية وشيكا. وقالت السلطات البلجيكية إن التهديد بالغ الجدية أيضا. وأُغلقت شبكة القطارات ومترو الأنفاق في بروكسل، كما أغلقت المحلات في العاصمة. كما طُلب من المواطنين تجنب مناطق الازدحام، مثل مراكز التسوق والمسارح.وأوصت السلطات بتعليق الفعاليات الضخمة مثل مباريات كرة القدم.
سادت حالة من الرعب سكان العاصمة البلجيكية بروكسل، بعد إعلان السلطات رفع درجة التأهب تحسبا لاعتداءات وشيكة، ودعت السكان إلى البقاء في منازلهم إلا للضرورة، وتفادي التنقلات، وتم إغلاق المحلات والمطاعم، وأغلقت محطات القطارات، فيما أصدرت عدة بعثات دبلوماسية نشريات تحذيرية لحث رعاياها على البقاء في أماكن تواجدهم، وتحولت شوارع العاصمة إلى منطقة «عسكرية» حيث انتشر المئات من عناصر الأمن. 
وقال رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشيل إن سلطات بلاده قررت رفع مستوى التأهب إلى أعلى مستوى بعد أن وصلتها معلومات تفيد بأن مجموعة من الأشخاص يخططون لتنفيذ هجمات «إرهابية» في عدة أماكن بالعاصمة بروكسل خاصة المراكز التجارية ومحطات النقل العمومي. وقال المسؤول البلجيكي، أن رفع مستوى الإنذار مرتبط بخطر هجوم بأسلحة ومتفجرات، مشيرا إلى أن حكومته ستراجع الوضع الأمني.
واتخذت السلطات البلجيكية إجراءات مشددة منها إغلاق محطة مترو الأنفاق، فضلا عن إلغاء حفل موسيقي كبير.ورفض رئيس الوزراء البلجيكي ذكر سبب رفع السلطات لمستوى التأهب في البلاد وإغلاق كل محطات مترو الأنفاق وإلغاء مباريات كرة القدم في مطلع الأسبوع ومطالبة المواطنين بتفادي الأماكن العامة المزدحمة.
وبيّنت «هيئة التنسيق لتحليل التهديدات» التابعة لوزارة الداخلية في بيان أنه «على ضوء تقييمنا الأخير.. تقرر رفع مستوى الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل إلى الدرجة الرابعة، مما يعني أن هناك تهديدا جدّيا جدا»، في حين «يبقى مستوى الإنذار في سائر أنحاء البلاد عند الدرجة الثالثة». وأضاف البيان أن «التحليلات تظهر وجود خطر جدي ووشيك يتطلب إجراءات أمنية محددة إضافة إلى إرشادات تفصيلية للسكان».
ودعت الهيئة سكان العاصمة إلى تجنب «الأماكن المكتظة» مثل «الحفلات الموسيقية والمناسبات الكبرى ومحطات الحافلات والمطارات ووسائل النقل المشترك» والمتاجر الكبرى التي يرتادها المتسوقون بأعداد كبيرة. كما ناشدت الهيئة سكان بروكسل التعاون لتسهيل إجراءات المراقبة والتفتيش. وتم إلغاء حفل غنائي ضخم للنجم الفرنسي جوني هاليداي والذي كان من المقرر إقامته مساء السبت في بروكسيل فى احدى القاعات الكبرى والتي تستوعب ما يصل إلى 15000 شخص.
في سياق متصل، أعلنت شرطة النقل البلجيكية العامة إغلاق كل محطات قطار الأنفاق في بروكسل اليوم السبت بعدما رفعت السلطات حالة الإنذار إلى الدرجة القصوى بسبب «تهديد إرهابي وشيك». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هذه المؤسسة قولها على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إنه «بتوصية من مركز الأزمة في الإدارة العامة الفدرالية الداخلية ستبقى كل محطاتنا للمترو مغلقة اليوم»، مؤكدة أنه «إجراء احتياطي».
وأفادت وسائل إعلام بلجيكية، أن الشرطة عثرت في بروكسل على ورشة سرية لتصنيع المتفجرات ومخبأ ضخم للأسلحة والذخيرة. أثناء عملية المداهمة التي أجرتها الشرطة في حي مولنبيك في بروكسل، مضيفة أن عبوات ناسفة جاهزة ضبطها في المخبأ.
وقبيل قرار رفع حالة التأهب، اتهمت السلطات البلجيكية شخصا ثالثا بتهم إرهاب بعد الاشتباه في علاقته بهجمات باريس. وقال محققو النيابة إن المتهم، الذي لم تعلن أي معلومات عن هويته، قُبض عليه الخميس خلال حملة مداهمات تتعلق بهجمات دامية باريس الأخيرة. وهذا هو الشخص الثالث الذي توجه إليه تهم إرهاب في إطار التحقيقات في هجمات باريس. وتشمل التهم الموجهة لهذا الشخص المشاركة في هجمات إرهابية وفي منظمة إرهابية.
من جانبها قالت وسائل إعلام تركية، إن قوات مكافحة الإرهاب في مدينة أنطاليا ألقت القبض على المواطن البلجيكي من أصول مغربية أحمد دهماني, وهو المتهم بالقيام بعملية الاستطلاع قبل تنفيذ هجمات باريس. وأضافت وسائل الإعلام التركية أن دهماني البالغ من العمر 26 عاما كان قد وصل تركيا قبل يومين وكان يحاول الهروب إلى سوريا. وقالت مصادر صحفية إن رجلين آخرين يحملان الجنسية السورية اعتقلا أيضا للاشتباه في أن تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أرسلهما لضمان عبور دهماني الحدود بسلام.
وتزامنت تلك التهديدات مع صدور شريط جديد لتنظيم «الدولة الاسلامية» يتوعد بتنفيذ هجمات جديدة على فرنسا، ودول اخرى،  وجاء في الشريط المصور الذي نشر تحت عنوان «تهاوت باريس»، تهديدات وجهها التنظيم لفرنسا وللرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ويعرض التسجيل لقطة من فيلم سينمائي يبين «برج إيفل» وهو يهوي على الأرض ويتحطم. وهو ما قد يلمح للهدف المقبل للتنظيم وفق مراقبين. وأظهر الشريط كذلك لقطات من الهجمات السابقة في باريس الأسبوع الماضي وحالة الهلع التي أصابت
لمواطنين.    
ق و

الرجوع إلى الأعلى