قُتل 84 شخصا على الأقل وأُصيب العشرات بعد أن دهست شاحنة حشدا من الجماهير أثناء احتفالات بالعيد الوطني في فرنسا، يوم الباستيل، في مدينة نيس، جنوبي البلاد. واقتحم السائق الشارع المقابل للبحر بسرعة فائقة، ودهس من وجده في طريقه، على مسافة كيلومترين، قبل أن تقتله الشرطة. وقال شهود إن الشاحنة كانت تعرج في سيرها يمينا ويسارا، في محاولة لإصابة أكبر عدد من الناس.
سادت مدينة نيس الساحلية بشواطئها الجميلة حالة من الذهول والرعب بعد الهجوم، الذي قتل فيه سياح مع سكان من المدينة. ودهست شاحنة جمعاً من الناس في نيس كانوا محتشدين مساء الخميس لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، في اعتداء جديد يضرب فرنسا. وفجأة مع انتهاء عرض الألعاب النارية في «متنزه الإنجليز» بدأ آلاف المتفرجين المذعورين يركضون في كل الاتجاهات, بينما كانت «شاحنة مجنونة» تصدم كل من في طريقها فكانت الحصيلة مذبحة قتل فيها أكثر من ثمانين.
فقبل الساعة الـ11 من مساء الخميس كان آلاف الفرنسيين والسياح محتشدين في المتنزه وكان الجو احتفاليا, وخلال ثوان علت أصوات العويل والبكاء وعمت مكان الاحتفال رائحة الموت. وذكر شهود تحدثت إليهم وسائل إعلام فرنسية أنهم ظنوا في البداية أن سائقا فقد السيطرة على سيارته قبل أن يدركوا أن ما يحدث هو هجوم. وتقول شاهدة العيان «ليندا» إنها رأت سائق شاحنة البراد الكبيرة البيضاء وقد كاد يلصق رأسه بالمقود وكان مصمما على القتل.
وسرد سواح ألمان أن الشاحنة كانت تصدم الناس, وانعطف بها سائقها يمينا وشمالا كي يصيب أكبر عدد من الناس الذين كانوا يقفزون نحو جانبي الشارع. ويواصل الصحفي روايته «كانت الأجساد تتطاير في الهواء.. سمعت صراخا وأصواتا لن أنساها. كانت هناك أجساد ملقاة في كل خمسة أمتار, وكانت هناك دماء».
وقال شاهد عيان «سمعت صراخا، وكان الناس يجرون في كل الاتجاهات، لم أعرف ما الذي يجري، كان الأمر غير واقعي، فلم أتحرك، اعتقادا مني أن الأمر فيه مزحة». وأضاف: «رأيت الشاحنة قادمة باتجاهي مباشرة، ولما اقتربت مني، لم أفكر، كل ما فعلته هو الهروب، لأنجو بنفسي». وقال احد المواطنين في عين المكان لوسائل إعلام فرنسية: «كانت الشاحنة تتأرجح في سيرها يمينا ويسارا، لا نعرف أين كانت متجهة، فقتلت زوجتي على بعد متر واحد مني، جرفت الشاحنة كل شيء في طريقها، الأعمدة والأشجار، لم نر شيئا مثل هذا أبدا، بعض الناس حاولوا إيقافها، دون جدوى».
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة عثرت على أوراق تشير إلى أن سائق الشاحنة فرنسي من أصل تونسي. وقال مصدر امني، أن مرتكب الهجوم فرنسي من أصل تونسي، يدعى محمد لحويج بوهلال، في 31 من العمر مقيم في نيس، وكان من متعاطي المخدرات ومرتكبي أعمال العنف، وهو معروف لدى الشرطة الفرنسية في جرائم جنائية. متزوج ولديه ثلاثة أولاد. وأضاف، أنه تم العثور في الشاحنة على قنبلة غير معدة للانفجار وأسلحة مزيفة، وإن منفذ الهجوم استأجر الشاحنة قبل يومين من تنفيذ اعتدائه.

  عرب ومسلمون بين الضحايا

قالت إعلامية إيرانية تقيم في لندن، وكانت تقضي عطلة بالجنوب الفرنسي، إن «عددا كبيرا من المسلمين» هم بين ضحايا «شاحنة نيس» ورأت بنفسها رؤوس بعضهم مغطاة بحجاب وأوشحة أو زي عربي، في إشارة إلى نساء ورجال،  وذكرت الإعلامية أنها سمعت بعض ذوي الضحايا يتحدثون بالعربية، وقالت لصحيفة «غارديان» البريطانية، إنها وجدت إحدى العائلات وقد فقدت الأم «وأفراد عائلتها تحدثوا بالعربية ووصفوها بشهيدة»، نشرت صورتين التقطتهما بهاتفها الجوال.
وكانت أول الضحايا سيدة مُسلمة تدعى فاطمة شريحي حسب ما ذكرت وسائل إعلامية. وحسب ما ذكرت صحيفة «ليكسبرس» الفرنسية فإن الحاجة فاطمة أم لسبعة أبناء كانت مع زوجها وابنها حمزة وأحفادها عندما حدثت العملية الإرهابية. وقال حمزة (28 سنة) الذي بدا متأثرا لوفاة والدته « ما استطيع قوله أن أمي كانت ترتدي الحجاب، ملتزمة بالإسلام الحقيقي وليس ذلك الذي يطبقه الإرهابيون». كما انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لسيدة عربية تصرخ في موقع حادث الدهس في نيس الفرنسية، قائلة «وين بنتي؟ والسيدة التي لم يعرف عنها أية تفاصيل كانت تسير وسط الجثث.

 فرنسا في حالة حرب

و وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الاعتداء بـ»الإرهابي»، وقال إنه لا يمكن إنكار «الطابع الإرهابي» لعملية الدهس التي تمت في مدينة نيس جنوب البلاد، معتبرا أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه بـ «تهديد الإرهاب الإسلامي»، ما أثار استنكار الجالية المسلمة في فرنسا. وهذه أول مرة يربط فيها الرئيس الفرنسي الإرهاب بالإسلام ما ولد مخاوف كبيرة لدى الجالية المسلمة في فرنسا مخافة تعرضهم لاعتداءات عنصرية، خاصة أن هذا الخطاب جاء من المسؤول الأول للبلاد بعدما كان حكرا على اليمين الفرنسي المتطرف.
وأعلن في فرنسا الحداد الوطني لمدة 3 أيام من السبت إلى الاثنين، إثر اعتداء نيس، وأوضح الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس متحدثا من باحة قصر الإليزيه إثر اجتماع أزمة ترأسه هولاند أن مشروع قانون يمدد إلى نهاية أكتوبر حال الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات نوفمبر 2015 في باريس، سيطرح الأربعاء والخميس على البرلمان.
وقال فالس، «نواجه حربا والإرهابيون يعملون على نشر الرعب»، وأضاف أنه تم تنشيط الخلية الوزارية لمواجهة الأزمات وتداعيات الإرهاب. وقال إن أجهزة الدولة مجندة لمساعدة أسر الضحايا، ودعا فالس الفرنسيين إلى «رص الصفوف» في مواجهة «حرب يشنها علينا الإرهاب». وتابع مشددا «إن فرنسا بلد كبير وديموقراطية كبيرة لن تسمح بزعزعة استقرارها». وقال «أرادوا ضرب وحدة الأمة الفرنسية، وبالتالي فإن الرد الوحيد المناسب والمسؤول من فرنسا سيكون ذلك الذي يبقى وفيا لروح 14 يوليو، أي فرنسا موحدة ومجتمعة حول قيمها، سنقف كتلة واحدة، هذا المطلب الوحيد المجدي اليوم».

طوارئ في أوروبا ودول تعزز الإجراءات الأمنية

وأثار هذا الاعتداء ردود فعل دولية، وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة «ما يبدو أنه اعتداء إرهابي مروع»، وقال في بيان: «نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه هذا الاعتداء». وأكد أنّ الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيرًا إلى أنّه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية، وأضاف أن واشنطن مستعدة لتقديم «كل مساعدة يمكن أن يحتاجوا إليها لإجراء التحقيق في هذا الاعتداء وسوق المسؤولين عنه أمام القضاء». 
كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تضامنه مع فرنسا بعد الاعتداء، منددًا بـ«عمل وحشي»، داعيًا إلى مواصلة «مكافحة الإرهاب». وقال بوتين في برقية إلى هولاند إنّ «روسيا متضامنة مع الشعب الفرنسي في هذا اليوم العصيب». من جهتها، أعلنت إيطاليا على لسان وزيرها للداخلية أنجلينو ألفانو، أنّها ستعزز الإجراءات عند معابرها البرية الثلاثة إلى فرنسا.
في السياق ذاته، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الهجوم وقالت إن ألمانيا ستقف بجانب فرنسا في «المعركة ضد الإرهاب». وأضافت على هامش قمة لزعماء آسيا وأوروبا في منغوليا: «جميع من شاركوا في القمة الآسيوية الأوروبية يشعرون بالصدمة نفسها بسبب القتل الجماعي في نيس». ثم تابعت تقول: «ألمانيا تقف بجانب فرنسا في المعركة ضد الإرهاب وتتكاتف مع دول كثيرة أخرى. أنا على قناعة بأنّه على الرغم من كل الصعوبات سنفوز في تلك المعركة».
وأعلن رئيس بلدية لندن صادق خان، أن إجراءات الأمن في المدينة سوف تخضع للمراجعة. وقال خان في تصريحات صحفية: «أود أن أطمئن جميع سكان لندن إلى أننا سنراجع اليوم إجراءات السلامة على ضوء هذا الهجوم، أنا وقائد شرطة المدينة سنفعل كل ما هو ممكن لضمان سلامة سكان لندن». وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيراً للمواطنين البريطانيين في نيس بفرنسا، طالبتهم فيه بإتباع التعليمات الأمنية.  أنيس ن

النصر زارت منزل العائلة بحي الزيادية


سيدة من قسنطينة من بين ضحايا هجوم نيس و حفيدتها أنقذت أمها من الموت
اهتز حي الزيادية بولاية قسنطينة، ليلة الخميس إلى الجمعة، على وقع خبر وفاة سيدة في العقد السابع من العمر، في هجوم مدينة نيس الفرنسية، ويتعلق الأمر بالسيدة زهية فركوس أرملة رحموني.


وتنقلت النصر، أمس الجمعة، إلى منزل عائلة رحموني الكائن بحي الزيادية عمارة «5أ» رقم 141، أين استقبلتنا العائلة التي كانت لا تزال تحت تأثير صدمة فقدان الوالدة خلال الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية، كما تحدثنا مع ابنها عن تفاصيل الحادثة وكيفية تلقيهم للخبر وتفاصيل أخرى، حيث ذكر الابن أن حفيدة السيدة التي قتلت في الهجوم أنقذت أمها (شقيقته) من موت محقق بعد ابتعادها عن جدتها لحظات قبل دهسها من طرف سائق الشاحنة.
وأوضح محدثنا الذي كان شديد التأثر أن والدته التي تعاني من مرض «الزهايمر» توجهت منتصف شهر رمضان إلى فرنسا، أين قضت بضعة أيام بمنزل ابنتها الكبرى المتواجد بالعاصمة باريس، قبل أن تنتقل إلى منزل ابنتها الثانية بمدينة نيس، وذلك من أجل قضاء بضعة أيام معها، وكذا تلقي العلاج بإحدى العيادات، مضيفا، أنه وخلال يوم الحادثة تنقلت والدته صباحا إلى طبيبها المختص، أين أجرت الفحوصات اللازمة.
و في نهاية اليوم اغتنمت الضحية تواجدها بفرنسا لحضور الاحتفالات الرسمية بالعيد الوطني المصادف لتاريخ 14 جويلية رفقة كل من ابنتها وحفيدتها، وتابع محدثنا، أنه في الوقت الذي كانت شقيقته تبحث عن ابنتها التي ابتعدت وسط الحشود المتجمعة بالساحة التي شهدت الاحتفالات، وقعت والدته ضحية الهجوم و  تم دهسها من قبل سائق الشاحنة بعدما لم تستطع الفرار.
 وأضاف محدثنا، أنه وفور الإعلان عن الخبر بالقنوات الفضائية سارع للاتصال بشقيقته التي أعلمته بالخبر، كما قدم لنا صورة من مكان الحادثة أكد لنا أنها جثة والدته و بالقرب منها شقيقته المقيمة بنيس.وقد طالب محدثنا من الخارجية الجزائرية التدخل وتسهيل نقل جثة والدته إلى أرض الوطن ودفنها ببلدها، سيما وأنهم لم يتلقوا لغاية مساء أمس أي معلومات جديدة عن والدته التي لا تزال بمستشفى نيس، أين ينتظر أن تخضع للتشريح الطبي، كما أوضح أنه وبحسب المعلومات التي تلقاها من طرف شقيقته هناك فإن جثة والدته بقيت ملقاة على الأرض طوال تسع ساعات كاملة قبل أن يتم نقلها.     عبد الله بودبابة

امرأة و طفلين جزائريين بين الضحايا
قتلت امرأة جزائرية و لقي طفلان حتفهم في الاعتداء الإرهابي الذي هز أمس الأول الخميس مدينة نيس الفرنسية، حسبما صرح به عبد العزيز بن علي الشريف الناطق باسم وزارة الخارجية لوسائل الإعلام أمس.
و أوضح المسؤول في حديث للتلفزيون الجزائري أن الأمر يتعلق بسيدة في السبعينات من العمر.
وأفاد التلفزيون الجزائري أن الطفلين لعائلة صحراوي المنحدرة من خنشلة.
و أفادت وزارة الخارجية أنه  قد تم «تنصيب خلية بسفارة الجزائر بباريس تعمل مع قنصليتنا بنيس وخلية تسيير الأزمة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية بالجزائر.
و أشار مصدر بالسفارة إلى أن «الأبحاث متواصلة» للتأكد من وجود رعايا جزائريين بين ضحايا الاعتداء.    

   ق.و

الرجوع إلى الأعلى