ترجـيحـات تـضـع  كـليـنـتون عــلى رأس الـبيـت الأبـيــض
توجهت أنظار العالم أمس، صوب العاصمة الأمريكية لترقب اسم الفائز الذي ستفرزه صناديق الاقتراع، بين هيلاري كلينتون لتكون أول سيدة تتولى الرئاسة أو دونالد ترامب الشعبوي حديث العهد في السياسة، وتأمل المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية كلينتون التي تتصدر استطلاعات الرأي أن تدخل التاريخ كأول رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً.
افتتحت صناديق الاقتراع، أمس الثلاثاء، ليختار الأمريكيون رئيسهم الجديد بين المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وبين منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، في انتخابات يراها الكثيرون على أنها الأقوى بتاريخ البلاد بل والأكثر غرابة. ويحتاج المرشح إلى 270 «صوتا انتخابيا» وهي منظومة تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في انتخاباتها باعتبار أن لكل ولاية عددا من «الأصوات الانتخابية» تعتمد على عدد السكان فيها.
ومهما كان الفائز في الانتخابات، فإن النتائج ستكون تاريخية بكل حال من الأحوال. فقد ينتخب الأميركيون كلينتون لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في تاريخ البلاد، أو ترامب، إمبراطور العقار الذي قلب السياسة الأميركية وحقق ما لم يتوقعه الكثيرون. ويعد التصويت محسوما في 43 ولاية معروف توجهها، لكن هناك سبع ولايات متأرجحة قد يكون لها القول الفصل في هذه الانتخابات، وتشمل كلا من فلوريدا وأوهايو وميشغن وأريزونا فضلا عن نورث كارولاينا ونيفادا وآيوا.
واختتمت كلينتون آخر تجمع انتخابي لها صباح أمس، بدعوة الناخبين إلى اختيار رؤيتها «لأمريكا سخية ملؤها الأمل وتكون للجميع”. وتريد كلينتون أن يكون حكمها استمرارية للرئيس الديمقراطي باراك أوباما، ودعت إلى وحدة البلاد وتجاوز الانقسامات الحزبية في آخر ساعات حملتها الانتخابية.
أما الجمهوري ترامب (70 عاماً) الذي يعتبر دخيلاً على السياسة فيأمل أن يحقق مفاجأة كبرى كما حصل عندما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. ووعد عند اختتام حملته أن يلم شمل الأمريكيين خلف حدود آمنة وجعل “الأولوية لأميركا”.
ويلعب الرقم «270» دورا سحريا لأنه يمثل الحد الأدنى من أصوات كبار الناخبين التي يتعين الحصول عليها للوصول إلى البيت الأبيض، أي الغالبية المطلقة من 538 ناخبا كبيرا. وفي 48 ولاية تجري الانتخابات بالغالبية من دورة واحدة ما يعني أن المرشح الذي يتقدم على منافسه يفوز بكل أصوات كبار ناخبي الولاية.
وأبدى الأمريكيون من الأصول العربية تفضيلهم لمرشحة الحزب الديمقراطي، وهم يريدون ضمان عدم وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب «العنصري» إلى البيت الأبيض الذي دعا لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وهاجمهم في أكثر من مناسبة. ورغم أن الجالية العربية تاريخيا لم يكن لها تأثير حقيقي على انتخابات الرئاسة الأمريكية، بسبب عدم تجاوز أعدادهم ثلاثة ملايين نسمة، فضلا عن أن المرشحين للانتخابات لا يهتمون بهم ككتلة تصويتية مؤثرة، إلا أن لديهم تأثيرا حقيقا على مستوى الانتخابات المحلية مثل المجالس البلدية، ولديهم قوة تصويتية في المدن التي يشكلون فيها كثافة، مثل مدينة ديربورن فى ولاية ميشيغان.
وأظهرت آخر استطلاعات التي أجريت تظهر تقدم المرشح الديمقراطية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي لديه قاعدة تصويتية في حدود 40 بالمائة، لكنها قد لا تكون كافية للفوز بمنصب الرئيس، خاصة بسبب العداء الذي أظهره تجاه المهاجرين من أصول اسبانية والذين يشكلون قاعدة انتخابية لا باس بها ويمكن أن ترجح الكفة لصالح كلينتون.
وأظهرت أرقام نشرتها مراكز سبر الآراء في أمريكا، تقدم كلينتون خمس نقاط على ترامب على مستوى بتأييد 44 بالمائة لها مقابل 39 بالمائة للمرشح الجمهوري. أما الاستطلاع الذي أجرته شبكة (إيه.بي.سي نيوز) وصحيفة واشنطن بوست، أظهر أن هيلارى حظيت بتأييد 47 بالمائة من الناخبين المحتملين، بينما حصل ترامب على تأييد 43 بالمائة.
وتوقعت العديد من وسائل الإعلام الأميركية كذلك فوز كلينتون بأصوات كبار الناخبين. فقد توقعت شبكة «أن بي سي» حصول كلينتون على 274 من أصوات كبار الناخبين مقارنة مع 170 صوتا لترامب، وقالت إن الاستطلاعات في الولايات التي تملك أصوات كبار الناخبين الـ94 المتبقية تظهر نتيجة متقاربة بين المرشحين. إلا أن ذلك سيكون كافيا لحصول كلينتون على الأصوات الـ270 الضرورية للفوز بالغالبية.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى