هجومات إرهابية جديـدة تهزّ العاصمــة البريطـانية
قتل ما لا يقل عن 7 أشخاص و أصيب 48 آخرين في اعتداءات إرهابية هزت العاصمة البريطانية ليلة السبت إلى الأحد حيث قام مجهولون كانوا على متن شاحنة صغيرة بدهس المارة على جسر لندن الشهير قبل أن يترجلوا منها ويهاجموا كل من صادفهم بسكاكين في منطقة بورو ماركت القريبة. و تعد هذه الهجومات  الإرهابية الجديدة الثالثة  التي تنفذ في بريطانيا في أقل من ثلاثة أشهر، بعد الهجوم باستخدام سيارة وسكين في ويستمنستر في مارس الماضي وقتل فيه خمسة أشخاص، وتفجير مانشستر قبل أقل
 من أسبوعين ولقي فيه 22 شخصا حتفهم.
وقالت الشرطة أنها قتلت المشتبه بهم الثلاثة بعد 8 دقائق من تلقي بلاغ بوقوع عملية الدهس.
وأضافت في بيان لها أنها تلقت اتصالا عند الساعة 22,08 بالتوقيت المحلي على إثر شهادات تحدثت عن مركبة دهست حشدا على الجسر، وتوجهت الشاحنة الصغيرة بعد ذلك إلى حي بورو ماركيت. وتابعت أن المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الأشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل أصيب بجروح خطيرة.
وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا حافلة بيضاء تسير بسرعة كبيرة على طول جسر لندن قبل أن تُصدم المارة.
وقال أحدهم «رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم أكبر عدد من الناس، وكان الناس يحاولون الهرب منها».
وقال حارس أمن يشرف على عدد من الحانات فى المنطقة لبى بى سى، إنه شاهد طعن أربعة أشخاص من قبل ثلاثة مهاجمين.
وأضاف الرجل، أنه كان فى حانة عندما أبلغه أحد زملائه أن هناك طعنا في حانة قريبة. مشيرا إلى إنه ذهب لتلك الحانة حيث شاهد «الجميع يركض» وكان هناك صراخ.
وأضاف شهود عيان أنهم شاهدوا ثلاثة مهاجمين، كان أحدهم يحمل سكينا كبيرا، يطعنون الناس بما في ذلك فتاة في العشرينات من عمرها.
و في خضم ردود الفعل الدولية، عرض الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب تقديم المساعدة لبريطانيا.
كما تحدث ترامب مع رئيسة الوزراء البريطانية  تيريزا ماي  لتقديم تعازيه  وإبداء «الدعم الكامل» لواشنطن في «التحقيق حول المسؤولين عن هذه الأعمال  الشنيعة وتقديمهم للعدالة» 
من جانبها  أكدت الرئاسة الفرنسية  اليوم وجود فرنسيين بين «ضحايا» اعتداء  لندن  مضيفة أن «فرنسا تبذل كل جهودها لتقديم المساعدة»  وأنه تم «تعزيز»  الاجراءات الامنية ليتمكن الفرنسيون في لندن من التصويت أمس الأحد في الدورة  الاولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية  .
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،  فأعربت عن تضامنها مع الشعب  البريطاني قائلة «إنها شعرت بالحزن والفزع عند علمها بوقوع هذه الهجمات في  لندن»، مؤكدة وقوف بلادها إلى جانب بريطانيا في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله  و  مثل ذلك فعل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو  و  رئيس الوزراء الإسترالي  مالكولم تورنبول اللذان أعربا عن تضامنهما الكامل مع الشعب البريطاني في  مواجهة الإرهاب.
وبدوره   عبر الرئيس الروسي   فلاديمير بوتين  عن تعازيه الخالصة للشعب  البريطاني  مؤكدا أن «الإجابة الموحدة التي يجب أن تكون للرد على هذه الهجمات  هي تكثيف الجهود من أجل مواجهة قوى الرعب التي تنتشر في العالم».
ومن اسبانيا و إيطاليا   عبر رئيس الوزراء الإسباني  ماريانو راخوي، و نظيره  الايطالي باولو جنتيلوني عن دعمهما وتضامنهما مع الشعب البريطاني  حيث  قائل  راخوي في تغريدة على مواقع التواصل الإحتماعي « أتابع بقلق بالغ الهجمات التي  وقعت في لندن، إنها أخبار حزينة،  ونقدم تضامنا ودعمنا للشعب البريطاني  وسلطاته».
نفس المستوى من الإدانة عبرت عنه المفوضة الأوروبية على لسان رئيسها جان كلود  يونكر الذي وصف هجمات لندن ب»المرعبة»  معربا عن تضامنه مع الضحايا و أسرهم. في حين وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرج هذه  الاعتداءات ب «الوحشية» معربا عن تضامنه الكامل مع الشعب البريطاني.
وبدورها  عبرت الدول العربية عن شديد إدانتها لهذه الأحداث العنف هذه  حيث  أكدت كل من مصر و السعودية و الإمارات و قطر  نبذها للعنف و الإرهاب أيا كان  مصدره ومهما كانت الدوافع والأسباب  ورفضها لكافة الأعمال الإجرامية التي تروع  الأبرياء والآمنين وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وبدورها  دعت جامعة الدول العربية إلى تحرك دولي فوري وقوي لكسر شوكة الإرهاب  والتطرف على إثر هذه الهجمات المروعة.
قرار بعدم تأجيل الإنتخابات التشريعية المقررة
 الخميس المقبل
 اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان «الحوادث المروعة» التي وقعت  وسط لندن هي «عمل إرهابي محتمل»  مشيرة إلى أنها ترأست صباح  الاحد اجتماعا للجنة الطوارئ الوطنية (كوبرا) لمناقشة الأحداث التي  تعرضت لها العاصمة لندن.
وتتشكل لجنة (كوبرا) من كبار وزراء الحكومة من الخارجية والدفاع والداخلية،  إضافة إلى قادة الجيش والاستخبارات والشرطة ومستشاري الامن ورؤساء الهيئات  والدوائر الرسمية المعنية. وللمساعدة في التحقيقات الجارية حول الهجوم ناشدت شرطة لندن اليوم المواطنين بارسال أية صور أو مقاطع مصورة من مسرح حادثتي الدهس والطعن على الفور  حيث تم نشر رابط  على الإنترنت يوضح كيفية ارسال الصور والمقاطع المصورة.
من جانبه  قال رئيس بلدية لندن صادق خان   أنه لا يجب أن يتم تأجيل  الانتخابات البريطانية المرتقبة في بريطانيا الخميس المقبل بسبب الهجوم  مشيرا  إلى أن «سكان لندن سيشهدون وجودا متزايدا لرجال الشرطة في المدينة بعد الهجوم  الدامي لكن ليس هناك ما يدعو للذعر»  داعيا الناس لالتزام الهدوء وتوخي  الحذر.
غير أن أكبر حزبين في البلاد   المحافظين و العمال  أعلنا عن تعليق حملاتهما  الوطنية للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثامن من جوان   حيث  أعلن حزب  المحافظين البريطاني  أمس لأحد  على لسان الناطق باسمه  تعليق حملته  الإنتخابية، مشيرا إلى أنه سيتم مراجعة هذا القرار  مع ظهور  تفاصيل جديدة حول الاعتداء. وبدوره  قال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن  في بيان إن «حزب العمل سيعلق حملته الانتخابية حتى المساء بعد التشاور مع  أحزاب أخرى  احتراما للذين قتلوا وللجرحى».                                                                                                                                                                                         ق و

الرجوع إلى الأعلى