شنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية اليوم الأربعاء غارات جديدة على مواقع الحوثيين جنوب اليمن ، يأتي هذا عقب إعلان التحالف أمس الثلاثاء إنهاء عملية "عاصفة الحزم " التي دامت نحو شهر و بدء مرحلة سياسية جديدة سميت بعملية "إعادة الأمل "، غير أن المتحدث باسم العملية العميد الركن أحمد عسيري قال إن القوات ستستمر في استهداف مواقع الحوثيين إذا إقتضى الأمر ذلك، مؤكدا إستمرار الطوق البحري والجوي.

و أفادت مصادر أمنية بأن غارات التحالف إستهدفت مقر اللواء 35 مدرع التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي و الذي سيطر عليه الحوثيون صباح اليوم الأربعاء في شمال تعز بجنوب صنعاء، و مواقع أخرى تابعة لهم بالقرب من السجن المركزي في جنوب غرب المدينة و بمنطقة الهوط بين محافظتي لحج وعدن في جنوب اليمن، موضحة بأن مقر اللواء في شمال تعز سقط في أعقاب معارك عنيفة بين الحوثيين و اللجان الشعبية استخدمت فيها دبابات و أسلحة من جميع العيارات، مشيرا إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل العشرات .

هذا و قد أعلن التحالف أمس الثلاثاء عن إنهاء عملية "عاصفة الحزم " التي انطلقت منذ 26 مارس الماضي بهدف إعادة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي ، و ذلك بطلب من هذا الأخير ، حيث جاء في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية السعودية أن " دول التحالف واستجابة منها لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي تعلن عن انهاء عملية عاصفة الحزم مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية إعادة الأمل"، موضحا بأنه سيتم خلال هذه الأخيرة العمل على سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم" 2216" ، و المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار الوطني الشامل، و استمرار حماية المدنيين و مكافحة الإرهاب، و كذا الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب و تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني ، مضيفا بأن خلال هذه العملية سيتم أيضا التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية و منع وصول الأسلحة جوا وبحرا إليها و إلى حليفهم علي عبدالله صالح .

كما أكدت وزارة الدفاع السعودية في بيان لها أن التحالف نجح في إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من قواعد و معسكرات الجيش اليمني.

بالمقابل رحب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الحليف الرئيسي للحوثيين، بإعلان التحالف العربي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" ، مؤكدا أنه يتطلع إلى استئناف الأطراف اليمنية للحوار، و أن تشكل هذه العملية نهاية تامة لخيارات القوة والعنف وإراقة الدماء ،و بداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء و أن يتساعد الجميع للعودة إلى الحوار.

و قد عقب إعلان التحالف الذي تقوده السعودية الإفراج عن وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي وعن شقيق الرئيس اليمني اللواء الركن ناصر منصور هادي و وكيل جهاز المخابرات في جنوب اليمن وقائد اللواء 119 العميد فيصل رجب ، هذا بعد أن تم إعتقالهم من قبل جماعة الحوثي نهاية مارس الفارط في مواجهات بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بجنوب اليمن ، يذكر أن مجلس الأمن الدولي سبق و أن أصدر مؤخرا قرارا طالب فيه بإطلاق سراح الصبيحي و فرض حظرا على تزويد المقاتلين اليمنيين بالأسلحة.

في المقابل أكد الحوثيون أنهم لن يقبلوا الإنخراط في أي حوار سياسي يتم تحت إشراف الأمم المتحدة إلا إذا قامت قوات التحالف بوقف غاراتها و عمليات القصف الجوي على مواقعهم، من جهته حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران بالمساهمة في تسوية سياسية للأزمة في اليمن .

أسماء .بوقرن

الرجوع إلى الأعلى