الـمثقـف الموسوعي الذي عاش ومات في الظل
رحل نهاية الأسبوع، بمستشفى مدينة الجلفة، الباحث الأكاديمي والشاعر الجزائري المعروف الدكتور حميد ناصر خوجة، (25 جانفي 1953 /16 سبتمبر 2016) وهذا بعد معاناة مع المرض. «كراس الثقافة» يستحضر الراحل، من خلال شهادات بعض الأصدقاء المقربين منه، مِن كُتاب وأكاديميين ونقاد، والذين عايشوه وصادقوه وأحبوه، وهي شهادات يتحدثون فيها عن بعض جوانبه الأدبية والإنسانية وعن بعض ذكرياتهم معه.
نـوّارة لحـــرش

يقول الدكتور حمدي أحمد، أحد أصدقاء الراحل المقربين: «يمثل رحيل الشاعر حميد ناصر خوجة خسارة كبيرة للأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، فقد كان من الأقلام الجادة التي وضعت أسس الجيل الثالث في السبعينات لهذا الأدب إلى جانب يوسف السبتي وحميد تيبوشي والطاهر جاووت وحميد سكيف ورشيد ميموني.. لكنّه ظلّ بعيدا عن الأضواء يشتغل في الخفاء ويعيش في الأطراف إلى درجة الانزواء، ويعود فضل اكتشافه إلى الشاعر الكبير جان سيناك الذي كان يعد ويقدم برنامج (الشعر على كلّ الجبهات) للقناة الإذاعية الثالثة في بداية السبعينات، وقدمه للجمهور العريض من خلال نصوص تلفحها الشمس. الدكتور حمدي أضاف مستذكرا: «في الأسبوع الثقافي القسنطيني العام 1972 كان سيناك يتحدث عنه باعتباره جوهرة لم يتم اكتشاف مكنوناتها، وكان الشاعر يوسف السبتي يهز رأسه مؤكدا ذلك، في هذه الأجواء تعرفتُ على اسم حميد ناصر خوجة الشاب الطموح الذي يصطاد الكلمات النادرة والصور البديعة». ثم يختتم بالقول: «حميد ناصر خوجة الخجول المنزوي الوفي، ويظهر ذلك من خلال وفائه لجان سيناك المغتال في 1974 والذي انفض عنه من كان ولي نعمتهم وظلّ حميد وحده يزيح الغبار عن آثار سيناك جمعًا وتحقيقا وتقديمًا إلى أن صار لا يمكن أن يتم الحديث عن أحدهما دون الآخر.

الشاعر سليمان جوادي الذي عاشر وعاصر الراحل لعمر طويل، قال وهو يعود بذاكرته إلى الوراء: «تمتد علاقتي بالدكتور حميد ناصر خوجة إلى أكثر من ثلاثة عقود، إذ جمعتنا مأدبة عشاء في مدينة عين وسارة ببيت السيد محمد عياد وهو شاعر بالفرنسية أيضا، وحينها كان يشغل منصب رئيس دائرة عين الملح بوﻻية المسيلة، وقد استمرت هذه العلاقة وتوطدت أكثر لما عُينت سنة 1995 مديرا للثقافة بولاية الجلفة حيث كان ناصر خوجة ملحقا بديوان الوالي وقد كان من بين الذين ساندوني وآزروني في مهامي وأسهموا معي في تفعيل الحركة الثقافية وخاصة في النشاطات ذات الطابع اﻷدبي أو الفكري». ويضيف جوادي مسترسلا: «وقد كان يقترح عليّ إقامة بعض الندوات البسيطة التي ﻻ تتطلب تكاليف مادية ولكنّها أخذت صدى طيبا في ما بعد مثل الاحتفالية التي أقمناها بمناسبة المئوية اﻷولى للسينما أو تأبينية الأديب الباحث الجزائري المغترب رابح بلعمري الذي كان صديقنا المشترك وفي هاتين التظاهرتين اعتمدنا اعتمادا كليا على أرشيف ومكتبة ناصر خوجة هذا المثقف النادر المثال المتفتح على كلّ الثقافات والصديق لكلّ الأدباء الجزائريين سواء الذين يكتبون بالفرنسية أو بالعربية، لذا نال احترام الجميع، كيف ﻻ وهو الرجل المتواضع الذي ﻻ يبخل أبدا بتزويد الباحثين والطلبة بما لديه من أفكار وما تختزنه ذاكرته من معلومات وما تعج به مكتبته من أرشيف».
وفي الأخير دعا جوادي إلى جعل مكتبه في متناول القراء والمختصين: «مكتبة ناصر خوجة، على الدولة بالاتفاق مع عائلته أن تسعى إلى وضعها في متناول الباحثين وأنا أقول عن معرفة ودراية خاصة وأنّها مرتبة ترتيبا محكما ساعده في ذلك تكوينه اﻹداري.. كان بيته في نفس حي مقر مديرية الثقافة لهذا كثيرا ما كان يمر على مكتبي قبل الذهاب إلى عمله فأسعد وأستفيد كثيرا من الدردشة مع هذا الرجل العالم الزاهد الذي عوّد نفسه منذ صغره على صوم يومي الاثنين والخميس. أذكر أيضا لما تحوّلت إلى ولاية الطارف وبدأت التفكير في إقامة ملتقى فرانز فانون استفدت من معلوماته واستقدمت بعض الأسماء التي اقترحها عليّ. رحمك الله أيّها الرجل الطيب وأيّها الباحث المجتهد والعالم المتواضع.

وعن الرّاحل دائما، يقول صديقه الناقد قلولي بن ساعد، أنّ ناصر خوجة، كان عاشقا لجان سيناك بنفس القدر الذي أحبّ به سارتر معبوده جان جينيه. ثم يتطرق لبدايات التعارف به: «عرفت الدكتور حميد ناصر مع منتصف التسعينيات من القرن المنصرم، كان آنذاك لا يزال بصدّد التحضير لأطروحته الجامعية التي سيناقشها لاحقا بجامعة السوربون حول -جان سيناك ناقدا-، اجتمعنا حينها مع ثلة من المثقفين لتأسيس جمعية ثقافية بمعية عدد من الأصدقاء منهم عبد الباقي هزرشي، سليمان جوادي وقويدري محمد الطيب، وعملنا على إصدار مجلة ثقافية (الحضور)، وكان الحميم ناصر خوجة أحد العناصر الفاعلة في المجلة التي لم تُعمِر طويلا، ولم يشكل حاجز اللغة بيننا أي عائق يذكر، فهو مثقف مفرنس لا يحسن اللغة العربية الفصحى ويتعامل بأخلاق عالية جدا، فكان هزرشي عبد الباقي يترجم بعض مقالاته وتدخلاته إلى اللغة العربية».
قلولي، أضاف: «الحق أنّي لأوّل مرّة أسمع من خلاله بشاعر جزائري اسمه جان سيناك، وعبر أستاذي ناصر خوجة بدأت أقرأ لبعض الكُتّاب الذين يكتبون باللغة الفرنسية، فكان النافذة التي نُطِل عبرها على الوجه الآخر من أدبنا الجزائري المكتوب بالفرنسية، ولم أنقطع عن الاتصال به لسنوات عديدة. تعلمت من الرجل ما لا يمكن أن أتعلمه في أيّة مدرسة في الكون، لقد كان مثقفا خجولا محترما يحسن الاستماع والانتباه لدبيب الأصوات الأخرى حتى ولو كانت دون مستواه، فهو لا يشعرك مطلقا بالتفوق لمجرّد أنّه أكثر أهمية منك نصا وسياقا كما يفعل البعض من المتهافتين على وهم الوصول». ثم يستدرك المتحدث ذاته: «والحق أيضا، أنّي عندما قرأت كتابه الرائع (كامي/سيناك أو الابن المتمرد) آمنت أنّ الرجل قامة فكرية عالية، يظهر ذلك من خلال قدرة هذا الباحث المجتهد التي لم تتوقف على تفكيك أطوار تلك العلاقة الملتبسة بين الشاعر التروبادور سيناك وأستاذه كامي، بل كانت تطال أيضا  دوال كبرى من المماحكات الإيديولوجية للنضال الثقافي الجزائري في لقائه المتوتر والتاريخي بأسئلة المثقافة واللقاء بالآخر ممثلة في المحمول الإيديولوجي والثقافي للغة الآخر التي استعان بها جيل الرواد من الكُتّاب الجزائريين وهم يتخذون من فن الرواية بوصفها وجها من أوجه -المرجعيات المستعارة- التي فكك صورها الكثيرة مفكر وناقد ثقافي هو الدكتور عبد الله إبراهيم في كتابه الذائع الصيت -الثقافة العربية والمرجعيات المستعارة-، ملجأ للتعبير عن آمال المثقف الثوري الحامل لهموم الإيديولوجيا الوطنية الثورية لإفتكاك الحرية وللقطع نهائيا مع كلّ رواسب الكولونيالية في فداحاتها المركزية والنتائج المترتبة عنها وعن عمليات الإستدماج والمحو الثقافي أو -إقصاء اللاحق- بتعبير إدوارد سعيد. و-هنا بالذات- يضيف قلولي: «تتجلى خصوصية وفرادة هذا الباحث والشاعر المجتهد  في الكتابة النقدية من زاوية البحث في كلّ ما يتصل بحياة ونصوص أستاذه الشاعر التروبادور جان سيناك، ولذلك كنا نعتبر سيناك محبوب ناصر بنفس الطريقة التي نعلق بها على محبة سارتر لمعبوده جان جينيه. لقد فقدنا حقا في شخصه شمعة من ضياء يصعب كثيرا تعويضها أو تقبل أنّ ناصر حقا قد غادر الحياة».

أما الروائي عبد الوهاب عيساوي، فقد كتب على جداره الفيسبوكي بنوع من الحميمية الحزينة: «كان حميد ناصر خوجة في أيامه الأخيرة متعبا من المرض، بعد أن فتك السرطان برئتيه وأقعده الفراش، لكن روحه كانت دوما مشتعلة، ولا تفارق الابتسامة شفتيه، كلّما أدخل غرفته أجده ممدا على سريره يحاول النهوض بتواضعه المعتاد لاستقبالي، ثم يقذف سؤاله المعتاد ببساطته عن جديد قراءاتي وكتاباتي، ويتكرر السؤال في كلّ زيارة. ومرّة أخرى أجده ينهل من معينه ويستجدي الذاكرة باحثا فيها عن مراجع يملكها، وكُتب قيمة يقترح أن يعيرني بعضها مشددا عليّ أن أعيدها. ولكن صديقي حميد يومها لم يكن في مقدوره أن يسير إلى مكتبته في الغرفة الأخرى ليحضر الكِتاب، حميد كان مريضا وهزيلا جدا، يكح بين الحين والآخر كحة حادة ومنهكة، ويحاول بعدها أن يلتقط أنفاسه ليكمل حكاية بدأها، لحظتها أبحث عن عذر لأرحل وأدعه يرتاح، ولكنّه يربت على يدي ثم يسحب يده ببطء ويمدني بصحن صغير به بعض الفواكه المجففة ومربى التمر، أتعلل بعذر أنّني أكلت خارجا بينما أمرر ناظري إلى نهاية السرير حيث كِتاب القرآن المفتوح، ثم يطالعني شبح الموت ماثلا أمامي، فأشيح بوجهي عنه».
صاحب «سينما جاكوب»، قال أيضا في نص منشوره: «الموت هو اليقين الوحيد لكنّنا إلى آخر لحظة من الحياة نظل ننكره، مع أنّه دائما يصدق وعده. لم يبدُ لي ناصر خائفا من الموت أو متشبثا بالحياة، حتى بعد أن عاد من رحلة العلاج في فرنسا حاملا خبر مرضه، أتاني صوته من خلف الهاتف في خفوت: (راهم قالولي عندك كونسار دو بومو). ارتخت رجلاي وشعرت أنّني يجب أن أكون معه في تلك اللحظة، غير أنّه انتقل إلى موضوع آخر بسلاسة وبنفس المستوى وربّما كان أكثر حماسة». عيساوي أنهى منشوره بتلويحة وداع: «في الأسبوع الأخير اتصلتُ به كي أزوره في بيته، وأجابني صوت متعب يعتذر لعدم قدرته على استقبالي، وفي يوم العيد لم يُجِبْ على اتصالي، غير أنّه رد على رسالة معايدتي، ومساء الجمعة اتصلتُ به ولكن الاتصال قُطع.. ثم بعد ساعات قليلة نُبئِتُ بالفاجعة. لطالما كان حميد نهرا من المعرفة، وقلبا كبيرا، وروحا شفيفة، طيبا وبسيطا وشغوفا بالكتابة وأهلها».

من جهته الشاعر والروائي إسماعيل يبرير، رثى صديقه الراحل في منشور مقتضب ومؤثر على صفحته على موقع الفيسبوك، كانت بدايته: «الحقيقة لا تموت وناصر خوجة ابنها، ناصر خوجة الشّاعر، الباحث، الأكاديميّ الجادّ، المختصّ في جان سيناك، الوطنيّ الغيور على الجزائر، المُحبّ المُخلص لمدينة الجلفة، الصوفيّ السريّ، القويّ في رحيله كما في خلوده، ترجّل نهاية الأسبوع». ثم يضيف يبرير: «ولعلّ القليل منّا يعرف ناصر مكتملا، فقد كان يمنح جزءا بسيطا منه لكلّ واحد، كان مجموعة من المعارف والطّرائق، والذين جالسوه يعرفون أنّه يسمعُ كأنّه يتعلّم ويتكلّم كأنّه يمزح ويسكنه المعنى». صاحب «وصية المعتوه»، قال أيضا: «ناصر خوجة الذي يشفي نهمك في سويعة، خوجة الذي سبق الإنترنيت واستقام موسوعة أدبية فنيّة، في غابر الأيّام سعيتُ في الكُتب والمراجع أبحث عن معنى كلمة –دادائيّة-  (dadaïsme)لا كحركة ثقافية أدبية فنية، ولكن كمعنى للكلمة ولم أعثر عليه، ولم يكن غوغل متاحا، سألته في شقّته المتواضعة بقلب مدينة الجلفة وأجابني وهو يصبّ لي مشروبا عن المعنى واجتزناها إلى حركات ومفاهيم أخرى، ما زال كتفي يحمل ضرباته الكثيرة في كلّ مرّة، وأكتاف الكثيرين معي». يبرير ختم في الأخير بقوله: «ناصر الذي يدفعُ الجميع إلى الأفضل، ناصر الذي يحملُ قلب طفلٍ وفكر شيخ وسلوك عارف، ناصر الذي غيّب الموت جسده باق بمعناه وعمقه، سيكون لنا الوقت لنعيد اكتشاف الشّاعر الكبير حميد ناصر خوجة، سيكون لنا الوقت لحرمانه التواضع الذي عاشه، والوقت كلّه لنعيد لخطاه المثقلة الخجولة كبرياء ووقع الحقيقة التي عرفها».

أما صديقه الكاتب عبد القادر حميدة، فحين اتصلنا به ليدلي بشهادته، وجدناه في بيت الراحل، يحضر العزاء مع أهل الفقيد، وقد بدأ حديثه من البدايات: «ذات صباح بعيد منذ أكثر من تسعة عشر عاما طرقتُ باب شقة عمي ناصر في الطابق العلوي من عمارة بالشارع الرئيسي في مدينة الجلفة، شارع الأمير عبد القادر، المُقابلة لمقهى اسكندر العتيق، بحثا عن رواية (الشمس تحت الغربال) للراحل رابح بلعمري، ففتح لي الباب رجلٌ كهل في الخمسينات من عمره مبتسما، مسلما، وبانحناءة التواضع الذي ظلّت سمته الكبرى أفسح لي طريقا للمرور إلى غرفة الاستقبال، مرددا بالفرنسية بيتا من الشعر: (لكن زهرة القنب البرية/ لم تولد إلا لتعود في النهاية إلى تربتها الأم). علمت فيما بعد أنّه لجان سيناك، الشاعر المغتال والمهمش في فترة ما والذي سيكون قدر هذا الرجل أن ينفض عنه كثيرا من الغبار. وما هي إلا لحظات حتى جاءني (عمي ناصر) بثلاثة كُتب أحدها الكتِاب المطلوب، والثاني لفرانسواز ساغان (صباح الخير أيها الحزن) والثالث (الغريب) لألبير كامو».المتحدث واصل: «كانت تلك بداية الصداقة الحقيقية معه، ربّما قبلها كنت أراه هنا وهناك في مختلف الأنشطة الثقافية، وخاصة تلك التي أقامتها جمعية (حضور) التي كان أحد مؤسسيها، رفقة المثقف المميز عبد الباقي هزرشي، والتي كان من أفضالها علينا أن عرفتنا بجان سيناك الذي لم نكن نعرفه من قبل، وبرابح بلعمري وآخرين، تلك الجمعية التي شكلت نقطة إضاءة في الواقع الثقافي الجزائري حينها والتي لم يُكتب لها الاستمرار، شأنها شأن جميع مشاريعنا المميزة وأحلامنا الجميلة».وفي نفس المنحى، أضاف حميدة قائلا: «أثناء رحلة الصداقة هذه تمخضت الكثير من المشاريع والأحلام، وأفرزت أيضا حوارا طويلا أمدني به مشكورا صديقي/عمي ناصر، والذي كان يجيب على أسئلتي بأريحية كبيرة، وبعمق أكبر، حوار هو الوحيد الذي أجريته معه، نُشر أوّل مرّة في جريدة اليوم الأدبي، على حلقتين، ثم أعاد نشره موقع مسارب الإلكتروني، ثم مجلة مسارات الصادرة عن مديرية الثقافة بالجلفة، وكان بعنوان نيتشوي (هكذا تحدث حميد ناصر خوجة). كان «عمي ناصر» يضيف حميدة: «في عامه الأخير يحدثني عن الترجمة، ويقترح عليّ أن أترجم ديوان مصطفى الأشرف، بعد أن قرأ مقاطع من ترجماتي المنشورة هنا وهناك، لآسيا جبار، ماكس أوب، أغوتا كريستوف، وغيرها، وكان آخر إيميل أرسله لي يقول: (اعتن بنفسك ولا تيأس..)، كانت رائحة كلماته الأخيرة غريبة، غربة رائحة الرحيل، هكذا أحسست.. ولما عدت بذاكرتي للأبيات الأولى التي قرأها لي عند عتبة بابه منذ تسعة عشر عاما، تفاجأت لأنّ المقطع غير مكتمل، واكتماله عند جان سيناك لا يكون إلا بالعبارة التالية: (وستعرفون كم إنّي أموت موتة متفائلة). أية نبوءة كانت تلك، وأي معنى للرحيل يختزنه الحضور، وأي حضور ذاك الذي يتركه الرحيل.. لتنم روحك بسلام صديقي ناصر، فقد وفيت لذاكرة سيناك، وذكراك لن تضيع أبدا»..

الرجوع إلى الأعلى