الشاعرة خالدية جاب الله تبحث في "تجليات الفضاء في الرواية المغاربية"
ناقشت الشاعرة خالدية جاب الله أطروحتها للدكتوراه بجامعة قسنطينة 1، يوم الثلاثاء الماضي، في موضوع (تجليات الفضاء في الرواية المغاربية)، أمام لجنة علمية كبيرة يتقدّمها الأستاذ الدكتور عبد الملك مرتاض (مشرفا مقرّرا)، والدكتور عزيز لعكايشي (رئيسا)، وبعضوية الدكاترة (الأخضر عيكوس، يحيى الشيخ صالح، محمد العيد تاورتة، آمال لواتي).
استهلّت المناقشة بعرضٍ مركّز حول الموضوع، قدّمتْه الباحثة بلسانٍ مبين نال إعجاب اللجنة والحضور؛ حيث عرضت زبدة المنجز العلمي الذي قامت به على مدار ثمانية أعوام كاملة (2008-2016)، والذي تمحور حول مقولة الفضاء من حيث هي أقّل المكوّنات السردية لفتا لانتباه نقاد الرواية مقابل اهتمامهم بعناصر أخرى أشبعتْها الدراسات السردية الحداثية بحْثا، إذ لم يبدأ الاهتمام بجماليات المكان إلا منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حين ترجم غالب هلسا كتاب غاستون باشلار الشهير، وحين بدأ الناقد العراقي ياسين النصير في نشر سلسلة من كتبه النقدية المكانية؛ ابتدأها بـ(الرواية والمكان) سنة 1980، واختتمها بـ (مدخل إلى النقد المكاني) سنة 2015.
استعرضت الباحثة جلّ الجزئيات النقدية النظرية المتعلقة بالفضاء ومرادفاته (المكان، الحيز،...)، ومقولاته (التقاطبات المكانية، الكرونوطوب، البروكسيميكا،...) وتناولت أشهر الممارسات النقدية في الكتابة النقدية العربية المعاصرة، قبل أن تنتقل إلى تطبيق تلك المقولات النظرية في الحقل الروائي المغاربي، من خلال مدوّنة مشكّلة من تسع روايات، تعمّدت انتزاعها من فئة روائية خاصة، هي فئة الروائيين الذين اشتهروا بأعمالهم العلمية والنقدية، أكثر ممّا اشتهروا بإبداعاتهم الروائية، فكانت تلك الشهرة العلمية نقمةً على شهرتهم الإبداعية، ممّا أدّى إلى تغييبهم عن المشهد الروائي لأسباب تخصّ شخوصهم ولا تخصّ نصوصهم، من هنا كان تركيز الأطروحة على روايات أولئك العلماء النقاد كالدكتور سعيد علوش (في روايته “مدن السكر”)، والدكتور محمد الصالح الجابري في روايتْه (“البحر ينشر ألواحه” و”ليلة السنوات العشر”)، والدكتور عبد الملك مرتاض في روايتيه (“مرايا متشظّية” و”كالسراب...وشيء آخر”)، فضلا عن روائيين آخرين غير أكاديميين (إبراهيم الكوني، محمد شكري، أحلام مستغانمي).
قسّمت الباحثة أطروحتَها إلى بابين اثنين، وخمسة فصول :
باب أوّل (يتكوّن من فصلين اثنين) حول :الفضاء-المفهوم الاصطلاحي والتوظيف النقدي، وباب ثانٍ يتناول أشكال الفضاء في الرواية المغاربية، عبر ثلاثة فصول (الفضاء الجغرافي، الفضاء الطباعي، الفضاء العجائبي).
وخلال المناقشة أثنت اللجنة ثناءً كبيرا على المجهود العلمي المبذول من حيث أهمية الموضوع وانسجام الخطة واختيار المدوّنة وسلامة اللغة وثراء مكتبة البحث (أكثر من 150 مصدرا ومرجعا)،...
كما آخذتْها مؤاخذات منهجية بسيطة.
ولأنّ المناقشة استغرقت وقتا طويلا (حوالي 04 ساعات) فقد كان ذلك باعثا للأستاذ المشرف (الدكتور عبد الملك مرتاض) كي يثور على نظام المناقشات العلمية في الجامعة الجزائرية، مقترحا تقليص عدد المناقشين (من ستة أعضاء إلى ثلاثة)، واختزال زمن المناقشة، مستشهدا على ذلك بما تفعله بعض الجامعات الأجنبية التي صارت تناقش الأطروحة في ما لا يتجاوز ربع الساعة! وكل مناقش يتحدّث في جانب علمي محدّد، خلافا لما يحدث عندنا حيث يخوض كلّ واحد في كلّ شيء، فتتداخل الأحاديث ويكثر اللغو والتكرار ...
ولا جدوى لكل ذلك (في نظر الدكتور مرتاض)، بعدما أجازت المجالسُ العلمية الأطروحة المقدّمة، وبعدما كُتبت تقارير علمية إيجابية حولَها، لأنّ المناقشة بعد ذلك كله لن تكون إلاّ شكلية.
الجمهور الغفير الحاضر (الذي كان جلّه من الأساتذة الجامعيين والطلبة) تجاوب تجاوبا إيجابيا مع اقتراحات الدكتور عبد الملك مرتاض ومع أجواء المناقشة بشكل عام؛ تلك الأجواء التي وصفها الرئيس بالجودة الفائقة؛ بتقنية الـ HD على حدّ تعبيره.
وبعد التداول السّري، قرّرت اللجنة منح الباحثة خالدية جاب الله درجة دكتوراه العلوم في الأدب العربي الحديث، بتقدير : مشرّف جدّا، مع تهنئة اللجنة والتوصية بطبع الأطروحة.
ق.ث
في أطروحة دكتوراه ناقشتها الأسبوع الماضي
- التفاصيل
-
هــل يمكــن للمثقـــف أن يكــــون صانــــع محتـــــوى؟
هل بإمكان المُثقف أن يكون من صُنّاع المحتوى المؤثرين؟ وهل يمكن أن يكون مُبدعاً لمحتوىً مُؤثر هادف ومسؤول، خاصةً وأنّه من الضروري أن يحدث هذا في زمن...
الكاتب والإعلامي الدكتور محمّد بغداد للنصر
ما تمّ اِنجازه في مشهد الإعلام الثقافي مشاريع أفراديعتقد الكاتب والإعلامي محمّد بغداد، أنّ الإعلام الثقافي يتجاوز المستوى الأدبي، ليشمل كلّ معاني ونشاطات الإنسان في الحياة، بدايةً من الأسماء التي نطلقها على أبنائنا، مروراً...
قصائد لعبد الحميد شكيل
#عبور.. سأعبر الغابة..دون أن تراني الأشجار..سأعبر النهر..دون أن تعاندني طيور الماء..سأعبر البحر..دون أن يراني القراصنة،وهم يغتصبون نساء الزبد..سأعبر الوقت..ممهورا بنمش...
#نايات غيم..!!
الوقت..وهو يتسرب بين أصابعنا؛ يشعرنا بذلك الزخم الكثيف من العفوية ، والتمحل اللذيذ، في سريانه السريع صوب فجوات مفتوحة على كشف الوردة ، وهتف الأغاني...
أمام تطبيقات الترجمة و منتجات التكنولوجيا
أي جدوى للمعاجــم في زمــن الخوارزميـــــات؟ تأتي المعاجم غنية بمفردات اللغة، حيث تحمل بين دفتيها الكلمات ومعانيها، كما تحيل إلى الحقل الدلالي للمفردة فيكون المؤلف والباحث قادِرَيْن على إنتاج أخرى في مختلف المجالات، عدا عن توظيفها في سياقها المناسب داخل...
الشَاعر والناقد الدكتور عبد القادر رابحي للنصر
التحوّلات التي تمرّ بها الجزائر المُعاصرة تقترح عوالم شِعرية رهيبةيعتقد الشاعر والناقد الدكتور عبد القادر رابحي، أنّ المدونة الشِّعريّة الجزائرية المُعاصرة بالنظر إلى ما تُعايشه من تحوّلات بنيوية، شهدت إضافات جديدة، لا على مستوى التفكير...
الفنانة التشكيلية فازي بوعوني للنصر
أعمالي تشبهني وأعيد صياغة القصص بالألوان تحاكي لغة الفنانة التشكيلية فازي بوعوني، تفاصيل الموروث الثقافي الجزائري، و تعبر عن ذلك الزخم الكبير بألوان زاهية تعكس عشقها لتفاصيل الحياة، وجمال وأناقة نساء الجزائر و لباسهن التقليدي من الشمال إلى الجنوب ومن...
تحت شعار: "الرّواية وتشكّلات الفضاء... الذاكرة، المدينة، المنافي": الجلفة تحتضن ملتقى الجزائر الدولي للرواية
تحتضن ولاية الجلفة ابتداءً من اليوم الثلاثاء 20 فبراير، «ملتقى الجزائر الدولي للرواية»، ويتزامن تنظيمه مع اليوم الوطني للمدينة المُصادف لـ20 فيفري،...
الباحث وأستاذ التاريخ الدكتور محمّد بن ساعو للنصر
الدراسات المو نوغرافية تمكن من تجاوز التعميم الذي يعتبر من عاهات التأريخ * التاريخ المحلي يُشكّل قاعدة ومُرتكزاً للتاريخ الوطني يعتقد الأستاذ والباحث المختص في التاريخ، الدكتور محمّد بن ساعو، أنّ المسوغ الابستمولوجي...
باتنة تحتضن مشاريع ثقافية خاصة
أروقة الفن .. استثمارات تبحث عن سوق في عمق الجزائرتشكل أروقة الفن الخاصة، استثمارا جديدا بدأ الاهتمام به يزيد على المستوى الوطني، ورغم أنها ثقافة مدت جذورها الأولى في الجزائر العاصمة، إلا أن باتنة صنعت الاستثناء، فصارت هذه الأروقة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)