عبد الحميد شكيل / عنابة

امرأةٌفارعةٌ ..
امرأةٌ شبيهةٌ بشجرِ
صفصافْ ..
يُطلُّ على شرفةِ بحرٍ ..
له أفقٌ من دُخَانِ الصَّواعِقِ ..
المرأةُ ذاتُهَا ..
أقْصِدُ شجرةَ صفصافٍ ..
زئيرُ جسدِهَا يفوحُ كأزهارِ النِّسيانْ ..
يئِنُّ شاهقًا في غطيطٍ ..
متفاخِمٍ بانتعاظَاتِ وهجٍ ماكرٍ ..
يتكوكَبُ على عجيزتِهَا الهاطلةِ ..
ناثرًا غبارَ التَّطاحُنِ ..
يُشيرُ إلى رشْحِ حصواتٍ في اتِّساقِهَا المُرْتَطِمِ ..
فراشاتٌ .. تُساوقُ البرقَ ..
شهواتُ امرأةٍ في تجردِهَا القشيبِ ..
زَوَغَانُ طيفٍ يرنُو إلى نزقِ شجرةٍ ..
تَتَوَطَّنُ في شرقِ أرضٍ ..
غربَ جسدٍ
يثْغُو بأعاصيرِ العشقِ - النسيانْ ..
امرأةٌ مِغْنَاجٌ ..
امرأةٌ مزلاجٌ ..
تُسرِّب أفانينَ جسدِهَا وأيائِلُهُ ..

صوْبَ محدَّدَاتِ بلاغةٍ
في نصِّ التَّوْحِيدِيِّ ..
يقولُ بالهتكِ العاصفِ ..
الكفافُ الذِّي ..
أراهُ.. متلصِّصًا على غبشِ ضوءٍ ..
آن انبلاجِهِ بإقواءِ امرأةِ النسيانْ ..
وَهْيَ تُمشِّطُ شَعْرَهَا برذاذِ اللَّطَافةِ ..
مهرولةٌ صوبَهَا ..
كلَّمَا هرَّ ذكرُ ورْدٍ ..
يتشمَّسُ تحتَ عُبُوقِهَا اللاَّفِحِ ..
عابرةً مضائقَ السَّفادِ مصفَّحَةً ..
تَهْرسُ ورقاتِ عصْفٍ ..
الخشاشُ الضَّامِرُ..
يتحلَّبُ ريقُهُ النَّاشفُ ..
إذْ يَرَى إلى ضبْحِ امرأةٍ ..
تتمايَسُ .. تَيَّاهَةً ..
بفرادِيسِ البضاضَةِ ..
غير عابئةٍ بطرقِهِ الذي غمرَ أوْجَاقَ الوقْتِ ..
غارقًا في اَنْهِماراتِ امرأةِ النسيانْ..
مُطلَّةً على ماءِ الذُّكورةِ ..
علَّهُ يصيرُ أفُقًا ..
أو جسدًا فلقًا ..
يُعمِّدُها بنسائمِهِ التي ،
في كمونِ الأزيزِ الضَّدِيدِ.. !
امرأةٌ وحيدةٌ ..
امرأةٌ مشْدودةٌ إلى فروةِ الريحِ ..
تُدرك –بحدْسِهَا الإهْلِيلِيجِيِّ –
أنَّ شفاعتهَا ..
غيرُ قادرةٍ على إرباكِ ماءِ التَّوجُّسِ ..
آن خروجِهِ من قُمْقُمِ نظرٍ ..
إلى لحظةِ الاحتواءِ المُدْلَهِمِّ بفضائلِهِ ..
ناثرًا ملذَّاتِهِ ..
 حدائقَ بوْحٍ على شرفاتٍ ..
متفجرةٍ – بنجاعةٍ – على أثباجِ جسدٍ ..
يتضوَّعُ بالشَّبقِ ..
الدَّفْقُ البليلُ في تناسخِهِ الدَّاهِمِ ..
غيرُ مكْترثٍ بضمورِ
أجسادٍ لها في الأفقِ ،
طنينُ فنارٍ ..
 في خرائبِ سمرْقَنْدَ الضليعِ ..
امرأةٌ فارعةٌ ..
امرأةٌ ضارعةٌ ..
تُطِلُّ على بساتينِ أجسادنَا ..
مترعةً بماءِ التجاذُبِ ..
مهَرْوِلَةً إلى جناتِ النسيانْ .. !
بونة : 20 من شهر جانفي 2016

الرجوع إلى الأعلى