«عَالِيًا يَمْضِي قَمَرُ الرَّبِيعِ فِي السَّمَاءِ»
FERNANDO . PESSOA
عبد الحميد شْكِيَّلْ
السَّمَاءُ ..
التي نَرَاهَا في السَّمَاءِ ..
لَيْسَتْ هِيَ السَّمَاءُ التي نُحِبُّ رُؤْيَتَهَا ..
ثَـمَّةَ سَـمَاءٌ ..
خَلْفَ السَّمَاءِ ..
وَ سَـمَاءٌ لا سَـمَاءَ لَـهَا ..
سِوَى في غَفْلَةِ الوَقْتِ ..
و طَوَى الأَغَانِي ..
جَـمِيعُنَا سَنَظَلُّ في شَوْقٍ عَارِمٍ، و مَـحَبَّةٍ جَارِحَةٍ ..
لِرُؤْيَةِ السَّمَاءِ الـمَحْفُورَةِ في جُغْرَافْيَا الذَّاكِرَةِ، و طُوبُوغْرَافْيَا الكَلاَمْ ..!
سَـمَاءٌ مِنَ: الزَّبَرْجَدِ، و البَرَدِ، و الغَيْمِ، و الظِّلاَلِ،
و الـهَمْسِ الشَّفِيفِ الذي في أَقَاصِي اللُّغَاتْ ..!!
هَلْ بِالإمْكَانِ النَّظَرُ إلى أَمْدَاءِ سَـمَاءٍ، زَرْقَاءَ، جَميلَةٍ،
و هِيَ تُزَخْرِفُ: الـمَآلاتِ، و تَـجْتَرِحُ الاحْتِمَالاَتِ ..
و تَذْهَبُ بَعِيدًا، و عَميقًا في: الرَّشْقِ، و الصَّبَابَةِ، و الهَيَمَانْ ..!!
يَالَـهَا مِنْ زُرْقَةٍ مُـحَبَّبَةٍ إلى أَنْفُسٍ: مَـجْرُوحَةٍ، و خَوَاطِرَ مَكْبُوحَةٍ،
وَ هْيَ تَطْلُبُ: الحُبَّ، و الإسْعَادَ، و الاسْتِوَاءَ البَليلْ ..!!
عَلَى حَوَافِّ زُرْقَةٍ، لَـهَا هَيْئَةُ قُطْعَانٍ مَنْثُورَةٍ
عَلَى أَدِيـمِ الـمَرَاعِي التي في مَهَاوِي الطَّوَى ..!!
كَيْفَ .. نَذْهَبُ إلى سَـمَاءٍ مُتَفَلِّتَةٍ، لا انْـوِجَادَ لَـهَا
سِوَى في أُفُقِ مِـخْيَالٍ، و نَزَقِ خَيَالٍ ..!!
لِلسَّمَاءِ .. سَمَاءٌ، و أَسْمَاءٌ، و سِيمْيَاءٌ، و مُسَمَّيَاتٌ ..
سَنَظَلُّ نَتَرَغَّبُهَا في كُلِّ لَـحْظَةٍ، و آنْ ..!!
ذَلِكَ: سِرُّ السِّرِّ، الذي في السَّرَائِرِ، الـمُسَيَّرَةِ إلى مَسِيرَاتِ السُّرُورِ،
التي فَتَّحَتْ أَزْرَارَ البَهْجَةِ، و هْيَ تَـحُلُّ عِقْدَهَا مِنْ فَرْطِ:
الهَشَاشَةِ، و ضَبْحِ البَشَاشَةِ،
و نَدَى الفَرَحِ الذي يَتَجَاسَرُ في خَوَابِي الرِّيحْ ..!!
لِرُؤْيَةِ: السَّمَاءِ، التي في السَّمَاءِ .. عَلَيْكَ – بَدَاهَةً – أَنْ تَكُونَ مَشْمُولاً:
بِالرَّحَابَةِ، و النَّبَاهَةِ، و صَفَاءِ الماءِ الذي يَتَفَجَّرُ
في يَبَابِ الشَّسَاعِ، و خَوَاءِ الـمَتَاعْ ..!!
في فَصْلِ الصَّيْفِ .. فَصْلِ السَّمَاءِ، و السُّمُوِّ، و السَّعَادَةِ:
نَـجْلِسُ على أَرِيكَةِ الوَقْتِ السَّعيدْ ..!!
نَرَى إلى أُفُقٍ لَهُ شَكْلُ حَيَوَانٍ غَرِيبٍ .. نَرَاهُ ..
نَتَلَمَّسُهُ، لَكِنَّنَا لا نُـحِبُّهُ لِأَنَّهُ يُشْعِرُنَا:
بِالغَرَابَةِ،و الدَّهْشَةِ، و الفَزَعِ الـهَشِيمِ ..
و نَـحْنُ نُطِلُّ على فُسْحَةِ صَيْفٍ، يُغَادِرُ إلى عَوَالِـمَ،
و سَـمَوَاتٍ، سَتَظَلُّ خَفِيَّةً، هُلاَمِيَّةً،
تَبْدُو في غَايَةِ الإبْـهَامِ، و الغُمُوضِ الكَظِيمْ ..!!
لَيْسَتْ لَنَا القُدْرَةُ الكَافِيَةُ، و الرُّؤْيَةُ الصَّافِيَةُ، و الإحَاطَةُ الضَّافِيَةُ
كَيْمَا نَتَحَسَّسُ زَغَبَ القُبَّرَةِ، و نَرَى إلى لَوْنِـهَا ..
و هْيَ تَـخْرُجُ مِنْ رَحِمِ التَّكْوِينِ، و أَمْشَاجِ الخَلْقِ البَهِيجِ ..
إلى فَظَاعَةِ الوَقْتِ، و كَآبَتِهِ التي لها شَكْلُ مِطْحَنَةٍ ..!
كَيْفَ نَرَى إلى سَـمَاءٍ زَرْقَاءَ، مُفَلْطَحَةٍ، و نَـحْنُ نَعيشُ:
العَطَبَ، و الخَيْبَةَ، و الانْكِسَارَ، و الدَّيَاثَةَ، و الصَّغَارَ ..
نَثَارًا يُبْرِقُ هُنَاكَ حَيْثُ: الاغْتِرَابُ،و الغُرْبَةُ،و الغَرَابَةُ،
و الغُرُوبُ الذي يَطْفُرُ مِنْ سَمَاءِ النَّشِيجْ..!!
كَيْفَ نُـجَمِّلُ وَقْتَنَا القَاتِـمَ،
و وَضْعَنَا الشَّاتِـمَ،
و بُؤْسَنَا الدَّائِمَ ..؟
و هُمْ يَطْعَنُونَنَا: بِالقَهْرِ، و السِّفَادِ، و الخِيَانَةِ الطَّاغِيَةِ ..؟!
كَيْفَ نَرَى إلى أُفُقٍ، سَيَبْقَى في وَعْيِنَا أُفُقًا:
غَيْرَ قَابِلٍ للتَّحَقُّقِ، و التَّرَقْرُقِ،
و البَهَاءِ الذي في أعَالِي القَصِيدْ ..!!
كَيْفَ نَرَى إلى رَوْنَقِ الوَرْدَةِ، و بَـهَائِهَا، و شَذَاهَا العَالِي،
و هُمْ يَرْشُقُونَنَا: بمَاءِ الذُّلِّ، و الهَوَانِ، و الكُمُودِ النَّاعِبِ ..؟
كَيْفَ نَذْهَبُ إلى صَفَاءِ الـمَعْنَى، و سِيَاقِ الـمَبْنَى،
و نَـحْنُ نُعَانِي انْفِصَامَ الذَّاتِ، و تَشَظِّيهَا، و قَهْرَ الـخَاطِرِ و تَدَنِّيهِ،
و رَفَثَ الـمَرَايَا، و هَسِيسَهَا الـهَادِرَ ..؟
الرِّيحُ .. إِذْ تَعْبُرُ إلى شَـمَالِ الـجَسَدِ ..
تَكُونُ مُرْتَاحَةً، زَاهِيَةً،
مُزَرْكَشَةً، مُطَعَّمَةً، مِقْوَالَةً، بِأَعَاجِيبِ اللُّغَةِ، و فَضَائِلِهَا ..
تَتَزَيَّا في شَكْلِ شَكْلٍ غَيْرِ مُتَشَكِّلٍ
في مِـخْيَالِ شْكِيَّلْ و وَعْيِهِ .. تُـهَرْوِلُ إلى جُنُوبِ القَلْبِ،
الذي يَهْفُو إلى سَمَاءٍ في بَرْزَخِ الخَفْقِ الـمُبينْ ..!
ثَـمَّةَ أُفُقٌ مَفْتُوحٌ، و خَطُّ سَيْرٍ مَرْجُوحٌ ..
يَشِي بالإشْرَاقَاتِ الكُبْرَى .. التي لا تَعْزُبُ عَنْ وَعْيِ اللَّوْنِ، و فَدَاحَةِ أُنْطُولُوجِيَّتِهِ،
و هُوَ يَتَكَامَلُ في سَمَاءِ لُغَةٍ لَهَا: سَـمْتُ السَّيْرِ
في وَسْـمِهِ الـمُتَمَاهِي، كَصِيغَةِ اقْتِرَابِ الـمَاءِ مِنْ غَطْرَسَةِ النَّهْرِ،
و هُوَ يَتَدَبَّرُ حِكْمَتَهُ النَّهْرِيَّةَ، التي أَفْرَطَتْ في صِيَغِ التَّعَجُّبِ، و التَّحَبُّبِ، و الاشْتِهَاءَاتِ النّجِيبَةِ، التي يَقُولُ بـِهَا الكَتَبَةُ الـمَهْوُوسُونَ بِالصِّيَغِ الغَريبَةِ، في زَمَنِ تَدَابُرِ الفَرَاغِ، و تَعَالِيهِ ..
الذي غَرَّبَنَا في غَرْبِ الرِّيحِ .. و هْيَ تَتَمَشَّى على حَافَّةِ طَريقٍ،
تَقُودُ إلى وَرْطَةِ الأَشْيَاءِ، و صَدْمَةِ السَّمَاءِ،
و هْيَ تَتَهَاطَلُ في سِيمْيَاءِ الأَشْيَاءِ مُعَلَّقَةٍ في تَـجْويفَاتِ القَلْبِ ..
مُنْسَلاًّ مِنْ مِيقَاتِ لُغَةٍ لا تَـخُونُ جِبِلَّتَهَا الـمَنْذُورَةَ: لِلصَّفَاءِ، و الـمَحَبَّةِ، و البَهَاءِ الـجَليلْ ..!!
السَّمَاءُ ..
سَمَاءٌ ..
و أَسْمَاءٌ ..
و مُسَمَّيَاتٌ ..
و سِيمْيَاءٌ ..
مِنَ العِهْنِ، و الـحُزْنِ، و الاصْطِفَافِ الذي يَدْفَعُنِي إلى بُكَاءٍ تَالٍ و عَويلٍ عَالٍ ..
كَيْمَا تَكْبُرُ في دَوَاخِلِنَا الرَّغْبَةُ الـمَـجْبُولَةُ، التي هي سِرُّ الكَيْنُونَةِ،
و مَبْعَثُ الكَائِنِ الـحَزِينِ، الذي يَتَكَوَّرُ على قَارِعَةِ وَقْتٍ، و سَـمَاءِ مَقْتٍ ..
لَهُ سَـمْتُ سَـمَاءٍ وَاهِيَةٍ، رَاعِشَةٍ ..
تَكَادُ تُلَامِسُ شُرْفَةَ الرِّيحِ، و هِيَ تَعْلُو في ازْرِقَاقِ مَدَى،
لَهُ سَـمَاءَ سِينِيَّةٌ مِنْ سَنَاءِ الفَيْرُوزِ،
و حِدِّيَّةِ الكَلاَمِ، و سَرَابِ الـمَآتِي الشَّبِيهَةِ ..!!
لا أُحِبُّ أَنْ أَرَاكِ في كَامِلِ فِتْنَتِكِ، و زَاهِي فُتُونِكِ،
الذي يُشْعِرُنِي بالـهَتْكِ، و يَـجْعَلُنِي أَنْسَحِقُ – عَبَقًا- في أَجَـمَاتٍ مِنْ خَشْخَشَاتِ النُّورِ،
الذي يَشْرَئِبُّ إلى ثَجَاجِ سَـمَوَاتٍ لا ضِفَافَ لها
سِوَى في مَعِينِ مِعْرَاجِ نُورِكِ السَّارِي،
في أَزْمِنَةِ: الظَّعْنِ، و الغُبَارِ الذي لا حُدُودَ لَهُ في احْتِدَامِ الدَّمِ،
الذي لَهُ صَوْتُ هَدِيرِ الأنْـهَارِ الخَالِدَةِ ..!!
أُحِبُّ أَنْ تَكُونِي: بَـهِيَّةً، مُشْرِقَةً، ضَحْضَاحَةً ..
و أَنْتِ تَنْسَلِّينَ مِنْ سـَمَوَاتِكِ التي خَلْفَ السَّمَواتِ ..
في طَرِيقِكِ إلى عَطَشِ اليَقِينِ، و يَقِينِ العَطَشِ ..
تَتْبَعُكِ: الـمَشَارِقُ، و الـمَغَارِبُ، و الدَّرَاوِيشُ،
و العُشَّاقُ الذين يَـجْأَرُونَ في سَاحَاتِ القُرَى الكَافِرَةِ،
و الـمُدُنِ الـمَوبُوءَةِ بـِجُذَامِ الأَيْديُولُوجِيَّةِ، و فُوبْيَا الفَرَاغْ ..!
يا سَـمَائِي التي في السَّمَاءِ ..
سَأَظَلُّ مُعَلَّقًا بَيْنَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٍ ..
أَطْلُبُ طَيْفَكِ،
و أَرْنُو إلى طَرْفِكِ،
و أَطْمَحُ إلى كَيْفِكِ ..!
و أَنْتِ تَكْبُرينَ في دَوَاخِلِ الرِّيحِ:
صَفْصَافَةً، عَالِيَةً، مُونِقَةً ..
تَتَمَنْطَقِينَ أَزْهَارَ البَرْوَاقِ، و هْيَ تَتَهَاطَلُ
على سَفْحِ نَبْعٍ يَلُوحُ هُنَاكَ في نِـهَايَاتِ الأَرْضِ الـمَرْشُوشَةِ بِكُرَاتِ البَرَدِ،
الذي يَتَفَصَّدُ مِنْ أَزْمِنَةِ: القَيْظِ، و الصَّهْدِ،
و الرَّمْضَاءِ التي تَطْلُعُ مِنْ فَحِيحِ رَمْلٍ
آنَ شَطْحِهِ في مُـحْتَدَمِ الزَّوْبَعَةْ ..!
أَنْتِ الجَمِيلَةُ .. مُتَوَّجَةً بِبَهَائِكِ، و صَفَائِكِ، و رَوْنَقِكِ ..
و أَنْتِ تُشْرِقِينَ في أُفُقِ سَمَاءٍ، لها شَكْلُ سَحَابَةٍ تَئِنُّ بـِمَائِهَا،
تُـهَرْوِلُ صَوْبَ قَبْرٍ مَـجْهُولٍ تَـحُومُ حَوْلَهُ حَمَامَاتٌ مُرَقَّطَةٌ ..
تَصْدَحُ، و تَـهْدِلُ بِأَصْوَاتٍ شَجِيَّةٍ، حَنُونَةٍ، جَارِحَةٍ ..
قِيلَ إِنَّهُ لِعَاشِقٍ يَسْتَرِيحُ هُنَاكَ .. في حُدُودِ اللُّغَةِ، و أَقَاصِي الكَلاَمْ ..!
عَسَى أَنْ تُضِيءَ سَـمَاؤُهُ، و يَشِعَّ بـَهَاؤُهُ،
و تَجِيءُ التي لها شَكْلُ سَمَاءٍ، و وَسْمُ سَنَاءٍ،
و صِفَاتُ وَقْتٍ، لَهُ وَقْعُ النَّغَمِ الذي في أَعَالِي الـمُكُوثْ ..!
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي مِشْكَاةً في سَقْفِ سَمَائِي ..
قَدَرِي، يَا قَدَرِي ..
أَنْ تَظَلِّي ثَجَّاجًا في نَبْعِ مَائِي ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي كُلَّمَا:
أَشْرَقَتْ شَمْسٌ ..
و تَعَالَى صَوْتُ هَمْسٍ ..
و تَهَاوَى تُرَابُ رَمْسٍ ..
و تَدَاخَلَ يَوْمٌ بِأَمْسِ ..
و امْتَزَجَ أَمَلٌ بِيَأْسٍ ..
قَدَرِي أَنْ تَكُونِي قَدَرِي ..
الذي يَلُوحُ في سَمَوَاتٍ مِنَ الِحيرةِ،
و الضَّنَكِ، و الشُّمُولِ الهَضِيمْ ..!
كَيْفَ أَكُونُكِ ..؟
كَيْفَ تَكُونِينَنِي ..؟
هَا .. زَبَانِيَّةُ الوَقْتِ اللاَّغِطِ،
و أَبَالِسَةُ اللُّغَةِ الـجُدُدِ ..
يَتَعَقَّبُونَ خُطُواتِنَا: في شَسَاعِ سَمَواتٍ مِنَ القَحْطِ، و العَمَاءِ النَّاشِبِ ..!
أَيَّتُهَا الـمُونِقَةُ، في أَعَالِي الوَقْتِ، و ذُؤَابَاتِ اللُّغَةِ ..
لا تَثْريبَ عَلَيْكِ ..
الرَّبِيعُ – هَذِهِ السَّنَةَ – سَيَكُونُ عَالِيًا ..
و الطُّيُورُ الضَّوَوِيَّةُ سَتُحَلِّقُ في عِنَانِ السَّمَاءِ:
مُنْشِدَةً أَهَازِيجَ الفَرَحِ، و الـمَحَبَّةِ، و السَّلامِ المـجِيدْ ..!
إِنِّي أَرَى مَشَاعِلَ، و أَضْوَاءً، و غُبَارًا، و لَغَطًا،
و ضَوْضَاءً .. خَلْفَ سَمَاءٍ، و سَمَاءٌ مُغَشَّاةٌ، و مُغَطَّاةٌ بِوَابِلِ غَيْمٍ،
و طَلَائِعِ ضَيْمٍ، يَطْلُعُ مِنْ هَشَاشَةِ وَقْتٍ،
و صَفَاقَةِ مَقْتٍ، مُتَهَاوِيًا على جُرْفِ لُغَةٍ و ظِلالِ مَلاَذٍ
لَهُ صَدَى في مَغَانِي الـخُفُوتْ ..!
السَّمَاءُ زُجَاجِيَّةٌ ..!
أَقْبَعُ في مُنْحَدَرِ الـهَتْكِ ..!
أَرَى إلى ظِلِّكِ ..!
أَرْنُو إلى كُلِّكِ ..!
تَائِهًا في وَادِي السَّالِكينَ ..
مُنْهَمِرًا في حَمَإِ صَوْتٍ يَتَوَزَّعُنِي أَمَالِيدَ
على وَبَرٍ مِنْ قَوْلٍ مَلَاذْ ..!
يَتَنَاسَلُ جَلاَمِيدَ في مَنَاطِ كَلاَمٍ رَذَاذْ ..!
السَّمَاءُ تَلَّةٌ مِنْ فَصْلِ القَتَامَةِ ..
مُكَوَّرَةٌ على مُنْخَفَضٍ طَاعِنٍ في نَـجِيعِ السَّوَادْ ..!
يَعْلُو على كَوَّةٍ لها صَدَى مَدٍّ في أَغَانِي الغِيَابِ البَعيدِ ..
صَوْتًا يَنِزُّ: بِالقَهْرِ، و الآهِ،
و السُّكُونِ الذي لَهُ طَعْمُ اللُّغَةِ الـخَئُونْ ..!
إِذْ تَتَجَشَّأُ في مُتَّسَعِ الـهُوَّةِ النَّافِرَةْ ..!
السَّمَاءُ، لا تَقُولُ فُصُولَ السَّمَاءِ التي في السَّمَاءِ ..
لَكِنَّهَا في آخِرِ مَوْسِمٍ لِلْقِطَافِ تَقُولُ الماءَ مُتَشَاخِبًا مَدَدًا على حَوَافِّ حَيَاةٍ ..
و هْيَ تَلْبَسُ قَطِيفَتَهَا الزُّمُرُّدَ، في طَرِيقِهَا إلى عُرْسِ الجَبَلِ،
الطَّالِعِ مِنْ بَيْنِ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ ..!
مُعَوِّلا على قَنَاعَاتِ نَـخْلٍ يَطْفُرُ مِنْ حُزْنِ قَصيدَةٍ لها أَلْفُ نَبْرَةٍ، و نَشيجٍ،
و فَمٌ، لا يَقُولُ سِوَى وَحْوَحَاتٍ لها في الصَّمْتِ .. صَلَوَاتٌ،
و مَنَاطُ عِشْقٍ هَديلْ ..!
السَّمَاءُ تُرَابِيَّةٌ ..!
و المَدَى لَطْخَةٌ مِنْ سَرَابْ ..!
كَيْفَ ..
أُوَارِي جُثَّتَهَا المَغْدُورَةَ ..
قَدْ خَانَ ..
مَوَاثِيقَهُ، صِنْوَ ذَاكَ الغُرَابْ ..!!؟
صُ دُ و عٌ ..!!
- التفاصيل
-
طقس موغل في الثقافة الأمازيغية: الوشم ..احتفالية الخصوبة ولغة التمرد والألم
تغنى الجزائريون في تراثهم " بزرقة الوشام" كوصف للمرأة الجميلة التي تميزها علامة على الوجه أو منطقة من الجسيد وذكره الرجال كعلامة للوفاء والألم، فالوشم عند الأمازيع...
الكاتب والروائي عبد الوهاب بن منصور للنصر: الرواية تكتب التاريخ غير الرسمي والشفوي
uالكثير من الروائيين حاولوا اِستلهام التراث الصوفي رغم مخاطرهيعتقد الكاتب والروائي عبد الوهاب بن منصور، أنّه مهما قِيل عن الرواية التي اِعتمدت أو اِستندت على...
المكتبات الرقمية.. هل أصبحت بديلا للمكتبات التقليدية؟
يحتفلُ العالم اليوم (23 أفريل)، باليوم العالمي للكِتاب وحقوق المؤلف والملكية الفكرية، ففي مثل هذا اليوم من كلّ عام، تحتفل منظمة الأُمم المتحدة للتربية...
أي دور للجامعة في الفضاء الاجتماعي؟
ما مدى اِرتباط الجامعة بالفضاء الاِجتماعي وبالواقع الفعلي للمواطن الجزائري، وما مدى أهمية وضرورة إدراك الجميع بمدى أهمية هذا الشريك الحيوي والجوهري «الجامعة»...
رؤية حداثية أساسها التنوير: الوجــه الآخــر لنضـال بن باديــس
إيناس كبير خص العلامة عبد الحميد بن باديس النشء باهتمام بالغ، فقد اقترب من مشاغل الجيل الجديد وأصغى لاهتماماته، حيث كان يرى فيه البذرة التي يجب أن تُروى على...
قراءة في رواية « باب القنطرة» للكاتبة نجية عبير: «السّيّــدات» .. انظر ما يوافق تربة قلبك وانثره فيها
إلهام بورابة معابر مفاتيح: الترجمة خلق جديد/ حزن الكاتب وحزن المترجم متشابهان ، لكن الفرح يكسبه القارئ./الرواية انتهت لكن الإطناب في إعادة التدوين لوضع كل شيء...
"نوافـــذ علـى الآخــر" كتابٌ جديـد للدكتور أزراج عمـــر
صدر منذ أيّام، عن دار «اسكرايب» في مصر، كتاب جديد للشاعر والمترجم والأكاديمي الدكتور أزراج عمر، وحمل عنوان «نوافذ على الآخر»، وهو عبارة عن مجموعة...
هــل يمكــن للمثقـــف أن يكــــون صانــــع محتـــــوى؟
هل بإمكان المُثقف أن يكون من صُنّاع المحتوى المؤثرين؟ وهل يمكن أن يكون مُبدعاً لمحتوىً مُؤثر هادف ومسؤول، خاصةً وأنّه من الضروري أن يحدث هذا في زمن...
الكاتب والإعلامي الدكتور محمّد بغداد للنصر
ما تمّ اِنجازه في مشهد الإعلام الثقافي مشاريع أفراديعتقد الكاتب والإعلامي محمّد بغداد، أنّ الإعلام الثقافي يتجاوز المستوى الأدبي، ليشمل كلّ معاني ونشاطات الإنسان في الحياة، بدايةً من الأسماء التي نطلقها على أبنائنا، مروراً...
قصائد لعبد الحميد شكيل
#عبور.. سأعبر الغابة..دون أن تراني الأشجار..سأعبر النهر..دون أن تعاندني طيور الماء..سأعبر البحر..دون أن يراني القراصنة،وهم يغتصبون نساء الزبد..سأعبر الوقت..ممهورا بنمش...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)