المسـرح الجزائـري في تراجـع  ومـا عُرض كـان مقبـولا
يتحدث علاوة جروة وهبي رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثانية عشرة في هذا الحوار الذي خص به النصر عن تقييمه للأعمال المقدمة في هذه الطبعة، ونظرته لواقع المسرح الجزائري الذي قال عنه بأنه تراجع للخلف لعدة أسباب مختلفة ربطها بغياب الأسماء القديمة، ونقص التكوين والتسرع لدى الأجيال الجديدة، كما تحدث عن حركة التجديد في المسرح وطرق النهوض به حتى يساهم في رقي وازدهار الإنسانية.
حاوره: نورالدين عراب
النصر: ما هو تقييمك للأعمال المسرحية التي عرضت في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثانية عشرة؟
وهبي: الأعمال المسرحية المعروضة طيلة هذه الأيام كانت بشكل عام مقبولة، ولهذا عملنا على تطبيق ما هو معمول به من مقاييس ومعايير في اختيار الأعمال الفائزة، والفوز سيكون بدون شك للأعمال التي تكون ملائمة وموافقة للمعايير العالمية في هذا المجال.
كيف تقيم الحركة المسرحية في الجزائر بصفة عامة ؟
وهبي: الحركة المسرحية في الجزائر تعرف تراجعا إلى الخلف، ويرجع ذلك لعدة أسباب  وعوامل تدخلت في المجال المسرحي، منها غياب وذهاب الأسماء الكبيرة التي تمثل الأجيال القديمة في الحركة المسرحية الجزائرية، إلى جانب نقص التكوين والتسرع لدى الأجيال الجديدة، ومحاولة الوصول إلى المراتب العليا دون الأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة، ومحاولة الاستفادة مما كان موجود من قبل في هذا المجال.
ونعرف كيف كانت الحركة المسرحية رائدة من قبل بشكل خاص، وكيف كانت لها أصداؤها وسمعتها، وتحصد الجوائز في المهرجانات الدولية.
أما حاليا فهي تشهد نوعا من التراجع، ونأمل أن تستعيد هذه الحركية نشاطها وحيويتها وتستعيد مكانتها ضمن الحركة المسرحية في الوطن العربي، وخارجه.
النصر:  ما هو المطلوب في نظرك لتحسين هذا الوضع الذي يعيشه المسرح الجزائري؟
وهبي: هناك أشياء كثيرة يمكن قولها في هذا المجال، حيث أن الوضع الذي يعيشه المسرح مرتبط بالجانب المادي والبشري والتكويني، وكل هذه الأمور تدخل في ترقية الحركة المسرحية في الجزائر، فإذا لم يكن هناك تكوين فالحركة المسرحية تبقى ضعيفة، وإذا لم يكن هناك تشجيع مادي تبقى أيضا هذه الحركة ضعيفة، وإذا لم يكن هناك اختلاط واحتكاك بالحركات المسرحية خارج الجزائر تبقى أيضا هذه الحركة ضعيفة، وبذلك لا بد من توفير مجموعة من الشروط حتى تكون الانطلاقة فعلية وحقيقية نحو الرقي بحركة المسرح بشكل عام.
 النصر: بالرغم من حديثك عن تراجع الحركة المسرحية في الجزائر، إلا أن العديد من الأعمال المسرحية استطاعت أن تحقق نتائج وتحصد جوائز بكل من تونس، مصر، الأردن، ووزير الثقافة وصف هذا الموسم بموسم المسرح نتيجة الانتصارات التي حققها عربيا، ما تعليقك على هذه النتائج المحققة؟
وهبي: كلما يكون هناك فوز هو تشريف للجزائر أولا، قبل أن يكون تشريفا لصاحب الجائزة، ولهذا نحن نسعى بكل ما نملك ليكون المسرح الجزائري في أحسن وجه وتكون الأعمال المسرحية الجزائرية منتشرة في كل الدول الأخرى، وأن تكون دائما في مستوى رفيع وعال.
النصر: وزير الثقافة عزالدين ميهوبي انتقد أيضا مضمون المسرح الجزائري، وطالب المختصين في هذا المجال بضرورة تجديده، كيف ترى حركة التجديد في المسرح؟
وهبي: في البداية لا بد أن نحدد أي مضمون نريد تجديده، هل التجديد يتعلق باللفظ، أم يتعلق بالسينيوغرافيا، أم بالإخراج، وهناك مجموعة من الأمور يجب أن توضع كلها على بساط البحث مع الأخصائيين في الحركة المسرحية، ويجب أن يكون البحث جديا وفعليا، وعلى السلطات أن تأخذ بما يتم الخروج به في الورشات من أعمال بجدية، وعليها أيضا أن تمد يد المساعدة ماديا ومعنويا لكل العاملين في الحركة المسرحية.
النصر: إلى أي مدى تعالج الأعمال المسرحية الواقع الجزائري ؟
وهبي: ليس بالضرورة أن يعالج المسرح الواقع الجزائري، وليس شرطا أن يكون مرتبطا بواقع معين، والمسرح العالمي له مفهوم إنساني، ولا بد أن يعمل مضمون المسرحي على رقي الإنسان، ويقدم معلومات ومعارف للفرد تساعده نحو الأحسن والأفضل، وهذا ما نريده، أما أن يعبر عن الواقع وغير الواقع، فهذا يرجع للكاتب فهو حر في ما يكتبه، بشرط أن يدفع نحو الرقي والأحسن للحياة الإنسانية.    
ن ع

الرجوع إلى الأعلى