صدرت في الآونة الأخيرة، رواية بعنوان «امرأة لا تجيء» للكاتبة والناقدة الأكاديمية غنية كبير. وهي العمل السرديّ الأوّل للكاتبة، وهذا بعد إصدارات واشتغالات وكتابات كلّها في النقد والدراسات والمقاربات النقدية.  
الرّواية، صدرت عن دار «الوطن اليوم» وجاءت في 227 صفحة، وهي مكونة من خمسة فصول تحكي واقع الجامعة الجزائرية و واقع المثقف الذي انزوى في مقاعد الصمت وانخرط في أدوار المصالح والفساد الأخلاقي، كما تحكي عن تراجع القيم في المجتمع الجزائري مما أثر على كلّ شرائحه بما فيها المرجعيات التي كانت رمزا تنويريا .
تعاني البطلة على طول ومدى صفحات الرّواية من محاولات استغلال من طرف أستاذ جامعي منتفع لعب دور المتدين في مرحلة العشرية السوداء ثمّ تحوّل بعدها ليصبح مسؤولا عن الدراسات العليا في الجامعة ويقوم بابتزاز الطالبات الجميلات إلى أن يلتقي بابنة صديقه المقتول من طرف الإرهاب ويصر على ابتزازها لكنّها تتجاوز المحنة بنجاحها في مسابقة الماجستير دون خضوع.
يتنوّع السرد داخل الرّواية ويتبادل أهل السرد الأدوار في حبكة مدروسة لخدمة عملية فضح المجتمع بكلّ تناقضاته كما تفتخر الكاتبة ضمنيا بتضحيات المرأة الأمازيغية منذ الإستدمار إلى اليوم وتشيد بشجاعتها وقوتها في تخطي الظروف القاسية. وتختم الكاتبة الرّواية بنهاية مفتوحة تبعث على الأمل.
الرّواية كُتبت بجرأة كبيرة، جرأة غير مهادنة، إذ تناولت في سياقات الأحداث الكثير من الشخصيات السلبية والانتهازية في المجتمع، وسلطت الضوء على عدة إشكالات تنخر الوسط الجامعي على وجه الخصوص، برؤية فيها الكثير من الوعي ومن النضج والإلمام بخفايا وخبايا ما يحدث في الحياة الجامعية. كما لم تغفل تناول المثقف الجزائري، مسلطة الضوء على تخاذله عن أداء دوره التنويري، واستقالاته من وظيفته بشكل أو بآخر أمام مغريات المناصب وأحيانا أمام مغريات الجنس والعلاقات والمنافع الشخصية الضيقة.
الرّواية تعدّدت فيها الأصوات، وتعدّدت فيها مستويات السرد، وهذا ما جعلها تظل من بداية الصفحات الأولى تحافظ على خيط التشويق إلى نهايته.
للإشارة الكاتبة والأكاديمية، غنية كبير، من مواليد العام 1985، متحصلة على شهادة البكالوريا لخمس مرّات متتالية شعبة علوم الطبيعة والحياة. -شهادة ليسانس لغة وأدب عربي جامعة المسيلة 2008 -شهادة ماجستير تخصص مدارس النقد الأدبي المعاصر جامعة سطيف -تحضر لنيل درجة الدكتوراه جامعة قسنطينة -أستاذ رئيسي للتعليم الثانوي. أستاذة مؤقتة بالجامعة.
إلى جانب كونها تربوية وأكاديمية، فهي أيضا روائية وكاتبة صحفية، درست مقاييس النقد الأدبي المعاصر والآداب العالمية. نشرت دراساتها في مجلات عربية مُحكّمة، وشاركت في عديد الملتقيات الوطنية والعربية، تكتب العمود الصحفي، ولها إسهامات في الصحافة الجزائرية والمصريّة. وإلى جانب روايتها الأولى «امرأة لا تجيء»، التي صدرت عن دار «الوطن اليوم» للنشر والتوزيع، نهاية خريف 2017، أصدرت أيضا وعن نفس الدار، كتابها النقدي الأوّل «الرّواية الجزائرية في النقد الأدبي» 2016، وكتابها النقدي الثاني «إشكالية وعي الحدّاثة الشّعريّة العربيّة» 2017.                            
نوّارة لحــرش

الرجوع إلى الأعلى