ووري الثرى بعد ظهر أمس الأول بمقبرة القطار بأعالي باب الوادي في الجزائر العاصمة جثمان شيخ الأغنية الشعبية الفقيد محمد بوجمعة المعروف في الوسط الفني باسم بوجمعة العنقيس الذي وافته المنية ليلة الأربعاء إلى الخميس بالمستشفى العسكري عين النعجة إثر مرض عضال عن عمر يناهز 88 سنة .
و حضر جنازة المرحوم إلى جانب أفراد عائلته حشودا كبيرة من محبيه و الأسرة الفنية و الثقافية الذين رافقوه في موكب جنائزي مهيب انطلق من مسكنه العائلي ظهر أمس الأول بحي سوريكال في باب الزوار ليودعوه إلى مثواه الأخير بمقبرة القطار.
 وكان رئيس الجمهورية قد وجّه برقية تعزية إلى عائلة الفقيد بوجمعة العنقيس أثنى فيها على أعمال و خصال المرحوم واعتبر رحيله خسارة كبيرة  للفن الشعبي و للساحة الفنية الجزائرية وأشار في رسالته إلى أن «المرحوم أدى رسالته الفنية على هدي أخلاق عالية وسلوك مطبوع بالتفاني من أجل بلوغ الاتقان في عمله الفني، وشهد له بأنه لم يبخل قط بمد يده إلى المواهب الشابة والكفاءات الصاعدة في سبيل ترقية الثقافة الوطنية عموما والفن الغنائي خصوصا وهو ما أهله ليكون ويبقى أسوة حسنة للناشطين في حقل الغناء الشعبي الذي صار وسيظل واحدا من أعلامه البارزين في بلادنا».
وتأسّف محبو بوجمعة العنقيس على فقدان الساحة الفنية الجزائرية لهذه الشخصية المهمّة والمميزة، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للفن الجزائري، وأشادوا من جهة أخرى بأعماله التي ستبقى راسخة وخالدة في السجّل الثقافي الجزائري.
جدير بالذكر أن المرحوم بوجمعة العنقيس الذي تنحدر أصوله من قرية آث أرهونة بدائرة أزفون ولاية تيزي وزو قد انتقل إلى جوار ربه ليلة الأربعاء إلى الخميس بمستشفى عين النعجة العسكري بعد صراعه مع المرض، و قدم في حياته أعمالا فنية خالدة في مجال الأغنية الشعبية امتدت لأكثر من 65 عاما.
ولد الفنان الراحل بوجمعة العنقيس سنة 1927 بأعالي القصبة في الجزائر العاصمة، عشق الفن في سن مبكرة وكان من أبرز تلاميذ الراحل الحاج محمد العنقى الذي تعلم على يده مبادئ الفن الشعبي ولقيت أغانيه رواجا كبيرا و حظي بشعبية كبيرة وسط الجمهور داخل و خارج الوطن ومن أبرز ما غناه «راح الغالي راح» و»نار الهوى قادت في قلبي» و «يا المقنين الزين» و «يا بحر الطوفان» و «يا الغافل» وغيرها وترك وراءه إرثا ثقافيا خالدا  يضم أكثر من 300 أغنية لن تندثر.
سامية إ

الرجوع إلى الأعلى