فضل وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن تبقى المعالم الأثرية على وضعها الحالي، أفضل من أن تسند اشغال تهيئتها ورد الاعتبار لها لمكاتب دراسات ومؤسسات انجاز لا تقوم أكثر من تشويه هذه المعالم وتفقدها منظرها ومظهرها وبعدها الثقافي والتاريخي، مؤكدا على أنه لا يريد اجتهادات على معالم حساسة لها قيمتها التاريخية  .
و أشار  الى أنه بوزارة الثقافة مديرية مختصة بها خبراء يؤول إليهم وحدهم معاينة المعالم التاريخية والأثرية وتقديم المقترحات الخاصة بكيفية ترميمها وصيانتها، مضيفا بأن الجزائر أصبحت ورشة مفتوحة لما بها حاليا من مشاريع كثيرة هي قيد الترميم والتهيئة والتصنيف، ويكفي التذكير بأن قسنطينة وحدها  تضم أكثر من 30 مشروعا قيد الانجاز، أما قصبة العاصمة فتمثل مشروع القرن.
ميهوبي في تصريحاته الصحفية التي قدمها على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادته عشية أمس لعدد من مشاريع قطاعه بولاية ميلة، قال أنه علينا الانتهاء من أشغال المشاريع المبرمجة للمعالم الأثرية والثقافية والتاريخية قبل التفكير في الوجهة التي تؤول إليها هذه المعالم والوظيفة التي تسند لها، رافضا في ذات الوقت تحويل هذه المعالم ذات القيمة والبعد التاريخي لمكاتب إدارية يتم اللجوء إليها لسد العجز الذي تعيشه الولايات في هذا المجال.
 أما بخصوص إشكالية المطالبة الدائمة بمراجعة الأغلفة المالية و إعادة تقييم المشاريع، فأكد الوزير على أن هذا السلوك أصبح ثقافة، وهي ليست مرتبطة بالمفهوم الاقتصادي للمشروع بقدر ارتباطها بعقلية التسيير الممارسة، مؤكدا على أنه لا مجال وليست هناك نية للجوء إلى إعادة تقييم مشاريع القطاع وإنما الاجتهاد سيقتصر على المسائل الاستثنائية المرتبطة بكل مشروع.
      ولأن بعض الولايات عرفت تنظيم تظاهرات ثقافية وملتقيات علمية لم يكتب لها الدوام والاستمرارية (مثل ملتقى كتامة الذي احتضنته من قبل مدينة فرجيوة بولاية ميلة )، فإن الوزارة تعمل على بعث مثل هذه التظاهرات التي هي على قدر من الأهمية.
 وفي المقابل – يقول الوزير – فإنه تجري حاليا عملية تقييم واسعة وعميقة للمهرجانات الثقافية التي تقام سنويا بالولايات، من أجل معرفة جدواها ومدى رضا الجمهور عنها، حيث ستتم مراجعة هذه التظاهرات إما بوقفها نهائيا أو بتغيير محافظيها أو مراجعة دوريتها أي تاريخ ومدة انعقادها ،مؤكدا في ذات الوقت على مديريات الثقافة بالولايات من تمكين أصحاب المكتبات بتلبية حاجيات القطاع من الكتب دون البحث عن موردين من خارج كل ولاية.
و أضاف بأن الباب مفتوح  أمام رجال الأعمال والمستثمرين الخواص لتنظيم التظاهرات الثقافية والكسب منها، والمؤسسات الاقتصادية مدعوة للاستثمار في قطاع الثقافة وتعزيز التنمية الوطنية فيه، خاصة إذا علمنا بأن كل من السينما والكتاب كلاهما يمثل صناعة قادرة على تحقيق موارد مالية لهذه المؤسسات وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني ورفع مردود الدخل الوطني، وهذا يشكل جانبا أساسيا والوكالات السياحية مدعوة بدورها – يضيف الوزير – بأن لا تكون وكالات سفر فقط،  وإنما عليها توسيع مجال الرؤية ليشمل المعالم والمدن السياحية الجزائرية وتاريخها الذي يمتد لأكثر من 10 آلاف سنة وتدخلها في حساباتها أسوة بوكالات الدول المجاورة وهذا سفير بريطانيا يقول الوزير التقى بي مؤخرا وحدثني عن مشروع فيلم سينمائي عن مدينة تيمقاد،  فالجزائر على قدر أهمية موروثها السياحي فإنه تنقصها ثقافة التسويق والترويج والاستثمار وهذا الذي دفع بقطاعي الثقافة والسياحة يكشف السيد ميهوبي الى العمل على توقيع اتفاقية بين الوزارتين والعاملين بهما قريبا لخدمة هذه القضية لدعم السياحة الثقافية وإضافتها لعناوين السياحة الأخرى.
برنامج زيارة وزير الثقافة أمس لميلة تضمن تفقد كل من قصر الأغا بفرجيوة ومسجد الصحابي أبي المهاجر دينار بمدينة ميلة القديمة، و قالت صاحبة مكتب الدراسات بأن مخطط حماية المدينة سيكون جاهزا شهر أكتوبر الداخل، في حين قام الوزير بتدشين المكتبة الرئيسية للمطالعة التي أطلق عليها اسم الشهيد أمبارك بن صالح، قبل أن يحول وجهته لدار الثقافة مبارك الميلي، أين أعطى إشارة انطلاق فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة التي يعقد هذه السنة تحت شعار البعد العربي للفن العيساوي.

إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى