مريضات بالسرطان يكسرن جدار الصمت بالشعر
التقين أمس في عيدهن العالمي لكسر الصمت الذي يلف مرضهن، جامعيات، طبيبات محاميات، مدرسات، متقاعدات، ماكثات في البيوت بكل بساطة، كل واحدة منهن تحدثت عن ألم المرض، ألم نظرات المجتمع لمريض بالسرطان.
جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان، بالتعاون مع المركز الثقافي محمد يزيد بالخروب حاولت أمس أن تجمع مختلف الشرائح في جلسة مكاشفة و بوح ، بدون برتوكولات، أعطت الكلمة للمريضات للتعبير من معاناتهن من هذا المرض ، الرحلة الشاقة في التداوي، بعضهن اخترن الشعر للحديث عن الصمت، للتحرر من ثقل المرض ، غير أن المرض لم ينل من عزيمتهن ، حيث ظللن واقفات في وجهه، صامدات ، في مجابهة مستمرة كما تقول سليمة درواز في مقطع شعري بعنوان جميلات الجزائر :» اسمها جميلة  قدرها الكفاح، جميلة بوحيرد قضيتها الاستعمار أما جميلة فقضيتها السرطان « ويمتد الألم إلى غاية أن تتخلى المرأة عن أنوثتها، عن أمومتها لتبقى هيكلا بدون روح  كما تتكلم السيدة منغور التي تبقى رغم ذلك صامدة  بفضل تضامن أفراد أسرتها، شهادة من مجموعة شهادات قدمت في هذه الجلسة، وكانت اللحظة المؤثرة جدا عندما رثت إبتسام ( 18سنة) والدتها التي توفيت بهذا المرض.
وكان الشعر حاضرا بقوة في هذه الجلسة، حيث قدمت بعض أعضاء الجمعية مقاطع شعرية من إبداعاتهن، عبرن فيها عن صمودهن، عن تحديهن لهذا المرض الذي يكسر النفس من الداخل ويزلزل كيان الأسر، وقدمت خلال هذه الجلسة شهادات مؤثرة من مريضات عانين و عائلاتهن من هذا المرض الذي لا يفتك فقط بالجسد و إنما حتى بالروابط الأسرية، أخرجهن من حياتهن الاجتماعية، وانغلقن على أنفسهن داخل المرض، كما تقول الأستاذة هندة، التي أدخلها المرض في صمت طويل و أخرجها من محيطها العائلي ، كما عبرت أخريات عن رغبتهن في مواصلة الحياة دقيقة بدقيقة، وترفضن شعور الشفقة في نظرات المجتمع
من جهته، قدم الكاتب و الناشر لزهاري لبتر، شهادة حية عن معايشته لهذا المرض من خلال زوجته، و ترجم ذلك من خلال « سيمفونية أصوات النساء ضد السرطان « الذي جمع فيه أشعار مريضات يتحدثن عن هذا الداء،  معتبرا في مداخلة له أن جمع هذه الأصوات يكسر الصمت وأن الشعر أحسن وسيلة للقفز على كل هذه الحواجز، أما الكاتبة ليلى حموتان فقد عبرت من جهتها عن استعدادها للإشراف على ورشات للكتابة للمهتمات بكاتبة الشعر ، كما قدمت هبة بعشرة نسخ من روايتها الأخيرة « شال زينب «، و حدا حدوها لزهاري لبتر الذي وعد بتقديم نسخا لكل إصداراته و العناوين التي أصدرتها دار نشره.
كما كان هذا اللقاء فرصة لعرض الخطوط العريضة للمخطط الوطني لمكافحة داء السرطان الذي أعده مجموعة من الأخصائيين تحت إشراف البورفسيور مسعود زيتوني حيث تطرقت الدكتورة بوزيدة، إلى ضرورة احترام المريض و انسنة عملية العلاج ، كما دعت إلى الإسراع في الكشف المبكر الذي يؤدي إلى العلاج السريع، بينما عبرت ناشطات و نساء عن استيائهن و غضبهن  من المعاملة السيئة التي يتعرضن لها في سواء في المستشفيات أو في قاعات التداوي بالأشعة كما تطرقت المحامية بغدادي لحالات الطلاق التي تعرضن لها بسبب هذا الداء حيث طردن من بيوتهن، لسبب بسيط أنهن تعرضن لمرض مازال ينظر له على انه عار.
وصبت مختلف التدخلات على ضرورة، مرافقة المرضى في رحلة التداوي الطويلة من خلال توفير الرعاية النفسية وتكوين الأطباء في هذا المجال، كما أكدت على ذلك البروفيسور حورية حويشات، التي ألحت على الوقاية و ترجمة كل القرارات التي اتخذت على أرض الواقع.
ع - قد

الرجوع إلى الأعلى