صراع العواطف مع حب الذات في العرض الأمازيغي "أزقـن أنقــارو"
شرع المسرح الجهوي بأم البواقي في جولة فنية لعرض عمل مسرحي جديد ناطق بالأمازيغية والذي وسم بـ"النصف الأخير" وتهدف إدارة المسرح من خلال جولتها إلى استقطاب أكبر عدد من المشاهدين لعملها الجديد الذي تطرحه للمتابعة في قالب فني شيق.
إدارة المسرح الجهوي كشفت بأن جولتها الفنية بدأت أول أمس و  تستمر لـ8 أيام، وسيزور خلالها العمل المسرحي الجديد قاعات بولايتي أم البواقي وخنشلة، وهو عرض كتب نصه طارق عشبة وأخرجه زعفون عبد القادر، فيما أشرف على السينوغرافيا مراد بوشهير وأبدع في وضع الموسيقى سليم حمدي، وتضيف الإدارة بأن المسرحية أنتجت في إطار المشاركة في فعاليات الطبعة السابعة للمسرح الأمازيغي بباتنة  و توجت خلالها فرقة المسرح بجائزة أحسن أداء رجالي و عادت للممثل زروال نجيب.
ويشارك في العمل المسرحي 4 ممثلين ويتعلق الأمر بجواني يونس من أم البواقي وزروال نجيب من باتنة إلى جانب بوناب سمية من بلدية سدراته بسوق أهراس وأمال كرفة وهيبة من باتنة، ويروي النص المسرحي قصة دكتور جد طموح لدرجة استغلال كل الطرق لتحقيق أهدافه، -مثلما كشفت عنه إدارة المسرح الجهوي-، فالدكتور يحيى هو باحث ودارس في مجال القانون قام بدراسة معمقة ويريد أن يستكمل جزءها الرابع، فتنشأ لديه العديد من المحاورات مع ذاته التي يغلبها على قراره حين يبدي استعداده لخوض التجربة الأخيرة، والتي تعبر في حد ذاتها عن تلك الرغبة الجموحة في لحظة إنصات وانصياع تام لتلك الذات الأنانية وكسر كل الحواجز، واستغلال العلاقات الإنسانية أين يصبح الشعار المرفوع «الغاية تبرر الوسيلة» ويسعى من خلال ذلك كله لخوض التجربة الأخيرة في مجال اختصاصه، وتجيب المسرحية عن ماهية هذه التجربة التي سيخوضها الدكتور وكذا مبتغاه منها وهل ستنجح أم لا؟.
النص المسرحي الذي شرع في تقديمه بولايات الشرق جاء في مشهدين اثنين يتضمنان العديد من اللوحات الفنية، ويجمع بين الأنانية والمأساة في قالب درامي اجتماعي، فيما يحاول المؤلف من خلاله إبراز تعثر العواطف والعلاقات الإنسانية حال تصادمها مع حب الذات وتغليب كفة المصلحة الخاصة بشكل أناني، ومن جهة أخرى يهدف إلى إبراز هشاشة رابط الثقة أمام مطلق الاستغلال إذ يكون الفرد بحسب كاتب النص  له رغبة جموحة للانتصار، في حلقة رهيبة تكاد تشل عقله من كثرة التفكير، فيما تعتمد الحبكة على الحوار الدائر بين الذات وشخصها وبين حوار الشخصيات أين تتباين ردود الأفعال، وترتسم أساليب الإقناع للانصياع لرغبة دكتور طموح وتبلغ العقدة ذروتها بطلبه من إحدى الشخصيات تنفيذ التجربة على أرض الواقع وحل هذه العقدة يخضع لفكرة الغاية تبرر الوسيلة.

أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى