محمد حسين طلبي  يستعيد طفولة ضائعة في " جبانة اليهود أقوى من الدمع"
نشط الكاتب والباحث محمد حسين طلبي، زوال أمس، ندوة أدبية بعنابة، لتقديم إصداره الجديد " جبانة اليهود أقوى من الدمع" تناول فيه ابن مدينة بونة المغترب في دولة الإمارات العربية المتحدة، حياته كطفل في حي شعبي تحول إلى ساحة للنضال ومقارعة الاستعمار الفرنسي.  
حضر الندوة المنظمة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، أمس، مثقفون أطباء وطلبة جامعيون، مجاهدات معروفات بمنطقة عنابة، إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي ومدير الثقافة إدريس بوديبة الذي كان منشطا للندوة.  
وقال طلبي في دردشة قصيرة مع النصر، على هامش عملية البيع بالتوقيع، بأن فكرة انجاز كتابة " جبانة اليهود أقوى من الدمع" جاءت بعد تنظيم عدة ملتقيات تتناول الثورة الجزائر على مدار سنوات طويلة بالإمارات العربية المتحدة التي أعمل فيها كمهندس، وفي سنة 2010 بالضبط خطر في بالي أن أُنظم أمسية خاصة بالأطفال، فجمعت أبناء الجالية الجزائرية، تناولت معهم تاريخ الثورة التي عشتها طفلا، كنت أروي لهم قصصا جميلة عن حينا، فوجدت بأن الذاكرة تفيض بكثير من الصورة، وبالتالي مع الوقت حولتها إلى كتاب سميته  " جبانة اليهود أقوى من الدمع" لان الكتاب يتحدث عن أطفال كانوا يقاومون ليس بالدمع بل بجهود أبائهم وأمهاتهم". ويتضمن هذا الكتاب الصادر عن دار النعمان للطباعة والنشر صورا ووثائق تعود بعضها لحرب التحرير، و للحقبة الاستعمارية.
وكتب طلبي على الصفحة الأخيرة للغلاف " مفارقة عجيبة أن يكون اليهود أبناء عمومتنا وجيراننا منذ القدم، في صف جلادي فرنسا وزبانيتها الذين يفتكون بكل جميل في وطننا، ومع ذلك مازلنا نُصر على الاعتزاز بـ ( جبانة اليهود) حينا الذي يذكر دائما بهم.. بل ونسعد دائما بالعيش فيه كأعظم أحياء مدينتنا عنابة، وأكثرها مقاومة وصمودا، وإبداعا في النضال والتحدي حتى غدا مضربا للمثل وأسميناه أوراس الثاني".    
وبذات المناسبة قال الأستاذ الجامعي الشاب سيف الإسلام بوفلاقة، الذي قام بدراسة مستفيضة حول كتاب " يسألني بوعلام عن حال البلد" عن كاتبه محمد حسين طلبي " بأنه من المثقفين والإعلاميين الجزائريين الذي قدموا خدمات جليلة للثقافة الجزائرية في الخليج العربي، يرى فيه الكثير من المثقفين مثالا رائعا للتواصل الثقافي بين الجزائر ومنطقة الخليج العربي، يسعى للتعريف بالثقافة الجزائرية من خلال تنشيط ندوات أدبية، يساهم في الحركة الثقافية، ويركز دائما على الثورة التحريرية والتعريف بها، قال في حقه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي " لا يمكن أن يتكرر هذا الرجل في أيامنا هذه، فهو قضى حياته في منشات البناء، رغم ذلك لا يتوقف بكتاباته التي تعرف بالجزائر".
ابن مدينة بونة له 18 اصدرا، أربع منها لا تزال في طور الإعداد، جزء كبير منها صادرة في دول الخليج والمشرق العربي، هو من مواليد 1948 بعين ملوك، تلميذ جمعية العلماء المسلمين بعنابة، تلميذ ثانويتي القديس وأغستين وعبان رمضان بالجزائر العاصمة، تلميذ ثانويتي أمية بدمشق والمأمون بحلب، خريج كلية الهندسة الميكانيكية بحلب عام 1976، عمل في مركب الحجار حتى عام 1981، عمل بالكويت، عمل بوزارة التكوين المهني 1993، في ذات السنة هاجر إلى الإمارات العربية المتحدة ولا يزال مقيم فيها، يهتم محمد حسين طلبي إلى جانب وظيفته كمهندس بالكاتبة والبحث في التاريخ الجزائري.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى