أتمنى تجسيد دور المرأة الشريرة و أحلم بإخراج مسرحية حول العشرية السوداء
أعربت الممثلة سميرة صحراوي عن رغبتها في تجسيد دور المرأة الشريرة في أعمالها التلفزيونية القادمة، و التمرد على شخصية المرأة الهادئة، الرصينة و الحنون التي عرفها بها الجمهور و كذا شخصية  الأم التي ظهرت بها في العديد من المسلسلات و الأعمال التلفزيونية، مؤكدة بأن لديها طاقات فنية هائلة و يمكنها تقمص أي دور يسند إليها، المهم أن تقتنع به، كاشفة في لقائها بالنصر عن مشروع مسرحي تحضر له منذ سنوات سيرى النور قريبا، إذا توفرت مصادر التمويل، يعالج ركحيا و دراميا قضية اغتيال 11 معلمة بولاية سيدي بلعباس خلال العشرية السوداء، و من المنتظر أن تخوض من خلاله تجربة الإخراج المسرحي تخليدا و تكريما للضحايا، كما أشارت إلى أنها بصدد دراسة عروض للمشاركة في مسلسل تلفزيوني درامي و سيت كوم، لتلتقي بجمهورها مجددا على شاشة رمضان المقبل ككل عام، و تحدثت عن نقاط أخرى عديدة في هذا الحوار.
. النصر: ما هو جديد الفنانة سميرة صحراوي ؟
ـ سميرة صحراوي: كل ما يمكن قوله الآن أن هناك مشروع مسلسل لشهر رمضان، ربما سأشارك أيضا في سيت كوم، لقد اتصل بي مخرجون و اقترحوا علي أعمالا، لكن لا يمكنني تقديم تفاصيل أكثر حولها في الوقت الراهن، لأنني لم أقرر بعد و لم أمض العقد، لكن لا أخفي عليكم بأنني أرغب في أن أطل على جمهوري في عمل جديد أو أكثر عبر شاشة رمضان ككل عام. إن الأعمال التلفزيونية في تراجع مستمر لأسباب عديدة، ونجد أنفسنا نحن الممثلون القدامى اليوم على الهامش، بسبب قلة العروض التي نتلقاها من المخرجين الذين أصبحوا يتعاملون أكثر مع الهواة، كونهم لا يستطيعون دفع مستحقات المحترفين و حتى يدخروا أموالا لصالحهم، لكن رغم ذلك فإننا نحاول الصمود و نعمل، حتى لا نبقى مكتوفي الأيادي و لا نُحال على النسيان، فنحن نحب مهنة التمثيل و نحب الجمهور. علما بأن آخر عمل تلفزيوني شاركت فيه كان عبارة عن مسلسل درامي اجتماعي عنوانه “فصول الحياة “، السيناريو كتبه سفيان دحماني و الإخراج لعمر شوشان و قد شاهده الجمهور خلال شهر رمضان الماضي و يعاد بثه حاليا في كنال ألجيري.
. ماذا عن المسرح؟
ـ آخر عمل مسرحي في رصيدي هو مسرحية “طرشاقة” التي كتبها و أخرجها أحمد رزاق و أنتجها المسرح الوطني محي الدين بشطارزي في جوان  2016.و ربما سأشارك في مسرحية أخرى قريبا جدا. علما بأنني أحضر منذ سنوات لمسرحية، لكن لحد الآن لم أتمكن من تحقيق حلمي بسبب قلة الموارد المالية. المسرحية لا تزال مجرد مشروع في مرحلة الكتابة و جمع المعلومات، فهي تتطلب الكثير من الطاقات البشرية و المادية و التحضيرات المكثفة، كما أنني لم أحدد بعد المسرح الذي سينتجها.
. ما هو الموضوع الذي تعالجه هذه المسرحية؟
ـ هي مسرحية في قالب درامي تتحدث عن قضية اغتيال 11 معلمة في ولاية سيدي بلعباس خلال العشرية السوداء،  أريد من خلال هذا العمل الجديد الذي أتمنى أن أجسده في القريب العاجل،  تخليد و تكريم هؤلاء المعلمات اللائي غدر بهن و هنّ في طريقهنّ للقيام بأنبل مهنة.
. نرى سميرة صحراوي في دور الأم في عدة أعمال درامية، لماذا؟
ـ و الله صدقيني لا أعرف السبب بالضبط، و لا أفهم لماذا أتقمص دور الأم كثيرا، ربما بسبب إبداع المخرجين الذين يطلبونني في هذا الدور بالذات،  أظن أنني نجحت في تجسيده، كما أكد لي المشاهدون الذين التقيت بهم، هذا الدور صعب في معظم الأحيان، ففي بعض الأعمال أجد نفسي أما لممثلين في نفس سني تقريبا،  و علي أن أتعامل معهم كأنني والدتهم، و رغم كل شيء، أنا قادرة على العمل و إبراز طاقاتي الإبداعية.
.ما هي الشخصية التي تتمنين أن تجسدينها مستقبلا؟
ـ هناك الكثير من الشخصيات أتمنى تجسيدها ، لكن المهم بالنسبة إلي أن يتوفر في أي دور أؤديه البعد الإنساني ، كل سيناريو أجد فيه بعدا إنسانيا أسعد به، لكنني أتمنى أن أتقمص دور امرأة قاسية و شريرة و أغير من الأدوار التي ألف الجمهور مشاهدتي أؤديها ، لقد تعودت على تكريس كل طاقاتي في ما أقدمه من أعمال، رغم ذلك فإن الجمهور يفضل مشاهدتي و أنا أؤدي أدوار المرأة الهادئة. لقد سبق لي و أن مثلت مرتين أو ثلاث في مسلسلات أدواري فيها كانت بعيدة جدا عن شخصيتي. و أقول بهذا الخصوص بأنه كلما كان الدور بعيدا عن شخصية الممثل، كلما دفع به ذلك إلى بذل جهد أكبر لإبراز طاقاته، و سيضيف له ذلك خبرات و معارف في مساره الفني و سيثري مشاعره على الصعيد الشخصي.
. هل تختارين أدوارك ؟
ـ في أغلب الأحيان عندما يتصل بي المخرجون للمشاركة في مسلسلات تلفزيونية يختارون لي الدور مباشرة دون استشارتي و يقولون لي لقد اخترناك لتتقمصي الدور الفلاني، لأنهم أدرى بما يليق بي. هناك مخرجون لدي ثقة بهم، لأنني تعاملت معهم، أعرفهم و يعرفونني جيدا و لدي تجربة معهم،  لذلك أثق في اختياراتهم للأدوار، لكن هناك سيناريوهات أرفضها، كما  أرفض تقمص بعض الأدوار التي تسند إلي، لأنني غير مقتنعة بها، خاصة مع المخرجين الذين لم أتعود التعامل معهم و لا أعرفهم جيدا. إن السيناريو مهم جدا و كذا الكاستينغ ، لمعرفة من هم الممثلون الذين ستمثل إلى جانبهم. إذا كانوا بعيدين عن الاحتراف، لا يمكنني أن أغامر بنفسي و أمثل معهم، لأنني أعرف من البداية بأن ذلك العمل لن ينجح و لن نذهب بعيدا. أفضل الانسحاب و المشاركة في عمل واحد في السنة يكون جيدا، على خوض المغامرة مع فنانين بعيدين عن ميدان الاحترافية،  لأن ذلك سيخفض من مستواي. السيناريو بالنسبة إلي هو القاعدة أقرأ مضمونه جيدا، قبل أن أقرر المشاركة في أي عمل، فليس لدي الحق في الخطأ و يجب علي أن أنتبه جيدا لاختياراتي. تقريبا كل المخرجين الذين تعاملت معهم متفتحين على التغيير و يفهمونني جيدا، إذا لم يعجبن أمر في السيناريو أغيره ، أقوم بتحليل الشخصية التي تسند إلي، لأعرف كيف سأتقمصها ثم أعرض عليهم اقتراحاتي، سواء تعلق الأمر بالمخرج جعفر قاسم أو عمار تريباش أو عمر شوشان و غيرهم. أكون دائما مرتاحة معهم  لأنهم منحوني ثقتهم و يعرفونني جيدا. في البداية كان من الصعب علي إقناعهم بالتغيير لكن بعد مشاهدتهم للنتائج أصبحوا يقبلون اقتراحاتي، قد أعدل أو أغير السيناريو مثلا، دون المساس بالخط الدرامي للمسلسل أو الحكاية و مضمون العمل الذي سننجزه.
. أي الأعمال ترتاحين أكثـر لها الدرامية أم الفكاهية؟
 ـ ليس لدي مشكل تقريبا مع كل الأعمال سواء الدرامية أو الكوميدية، لكنني أميل أكثر إلى الأعمال الكوميدية. لقد قدمت أعمالا  كوميدية كثيرة في المسرح و في سلسلة “جمعي فاميلي”. هناك جمهور يفضل أن يشاهدني في الأعمال الكوميدية و آخر في الدراما. و عادة يطلبني المخرجون في الأعمال الدرامية الطويلة لأتقمص الأدوار الحزينة التي تحتوي على مشاهد البكاء. في الواقع أفضل السيت كوم و جمهور اليوم يحب الفرجة و الاستمتاع بوقته. كما أنه يفضل أن تكون هذه الأعمال التي ترفه عنه قصيرة و جيدة.
 أين تجدين نفسك أكثـر في المسرح أم في التلفزيون؟
ـ هل تريدون الصراحة؟ إنني أجد نفسي في المسرح أكثر، و ما يجذبني فيه هو الخشبة و مواجهة الجمهور الذي يشعرني بالمسؤولية فأتجنب الخطأ. قبل أن أكون ممثلة تلفزيونية كنت في المسرح الذي علمني أصول التمثيل الصحيح. من المسرح كانت انطلاقتي الفنية الحقيقية في بداية التسعينيات عندما كنت طالبة في السنة الثانية قبل أن أتخرج في دفعة 1992  من معهد باتنة للفنون الدرامية. أحببت التمثيل و بدأت أصعد فوق الخشبة و أقابل الجمهور وهو ما ساعدني في تربصي و في التكوين و منحني الثقة في النفس. إن التكوين الحقيقي لأي ممثل هو الخشبة و مواجهة الجمهور ، المسرح يُحيي الفنان،عكس التلفزيون الذي يُضعفه عندما يغيب عنه لفترة معينة. الفنان عليه أن يمر أولا بالمسرح حتى يقدم الجديد بعد ذلك، سواء للتلفزيون أو للسينما، فالمرور من أبي الفنون ضروري جدا لصقل الموهبة و النجاح .
 سامية إ

الرجوع إلى الأعلى