جائزة الإبداع فتحت لي الأبواب وجعلتني أنتقل من الأفلام القصيرة إلى الطويلة
يعكف المخرج الشاب عبد الحفيظ قليل، الحائز على جائزة فخامة رئيس الجمهورية للإبداع علي معاشي خلال العام الفارط، على وضع آخر  التحضيرات قبل الانطلاق في تصوير مشاهد فيلمه الجديد، فقد قرر الانتقال من إنتاج و إخراج الأفلام القصيرة إلى الأفلام الطويلة، مستفيدا من مزايا الظفر بجائزة الإبداع و ما وفرته له من التفتح الإعلامي على تجربته السينمائية التي برزت إلى العلن.
و اعترف المخرج في حديثه لجريدة النصر، بأن جائزة الإبداع علي معاشي التي تحصل عليها كأحسن مخرج كان لها طعم خاص، رغم حصوله على جوائز وطنية و دولية منذ بداية رحلته مع الإخراج، نظرا لما وفرته له من مكانة في الساحة الفنية و الثقافية الجزائرية، ناهيك عن بروز تجربته من خلال استضافته في العديد من البلاطوهات و الحصص الثقافية للقنوات التلفزيونية الخاصة، ما زاد من إقباله على العمل السينمائي بحماس و فتح له - كما أضاف- أبواب العمل على مصراعيها، و جعله يقرر إنجاز فيلم طويل لا يزال في طور التحضير، لم يشأ الكشف عن تفاصيله، بعدما كانت تجربته تقتصر على إخراج الأفلام القصيرة. و أشار ابن مدينة برج بوعريريج، إلى أن خطوته الأولى في مجال الإخراج السينمائي، بدأت بالبحث عن فرصة التكوين في مجال السمعي البصري بالجزائر، قبل أن يسلك طريق التكوين المباشر عبر الأنترنت في المؤثرات البصرية، حيث وقع اختياره على ندوة تكوينية «ورق الشات» عبر الأنترنت من مصر، كان يديرها دكاترة في السينما و الدراما، و تعرض عن طريق الشات الجماعي في كل ليلة.  و يضيف أنه استفاد كثيرا من هذه الورشة و قام بعديد التمرينات في مجال التصميم و الإخراج، إلى أن تحصل على دعوة للتنقل إلى مصر من قبل رئيس ورشة التصميم لمواصلة التكوين، لكن الدعوة تصادفت مع حدوث الانفلات الأمني بمصر، ما جعله يتراجع عن الفكرة، و يقرر إنجاز أول فيلم قصير بالجزائر بعنوان «الدنيا رينغ» نهاية سنة 2012، وهو الفيلم الذي توج بجائزة التاغيت الذهبي لأحسن مخرج و أحسن فيلم قصير، من بين 60 فيلما مشاركا في المسابقة في تلك الطبعة التي شهدت مشاركة مخرجين بأفلام من حوالي 14 دولة، ليتحصل بعدها على الجائزة الثالثة بوهران عن مسابقة جائزة الجمهور عدسة التفاؤل في سنة 2013. و لم تمر سوى سنتين عن بداية تجربته مع الإخراج، حتى تحصل في سنة 2014 على جائزة رئيس الجمهورية للإبداع علي معاشي بقسنطينة عن فيلمه القصير «ناكست» والجائزة الثالثة في المهرجان الدولي للفيلم القصير بسطيف .عن تجربته التي لم تكن سهلة، قال عبد الحفيظ قليل أن الشاب الجزائري يمكن له أن يتعايش مع نقص الإمكانيات من خلال الجدية و عدم الفشل، فدائما ،كما أضاف، تكون الأمور صعبة في البداية، لكن بالإرادة والجدية يتم التفوق و تجاوز جميع العراقيل والصعوبات، و أردف أنه أصبح باستطاعته اليوم إخراج فيلم طويل، رغم أن هذا النوع من الأفلام لا يمكن أن ينجز بإمكانيات الفليم القصير الذي أصبح محترفا فيه، لكن طموحه جعله يبحث عن الإمكانيات و الدعم من خلال الاتصال بأصدقائه و الاحتكاك بكبار المخرجين و المنتجين، فقد فتحت له جائزة الإبداع الأبواب، و زادت من شهرته في الجزائر.
ويرى المخرج الشاب أن السينما الجزائرية تتوفر على طاقات شبانية هائلة، لا تزال بحاجة إلى الدعم من الجهات المختصة و وزارة الثقافة، داعيا المسؤولين على القطاع إلى مد يد العون لجيل الشباب لأنه المستقبل.                                
عثمان/ب

الرجوع إلى الأعلى