«اتفاقية وهران» شراكة عربية - غربية لبلورة قوانين ضمان حقوق الفنانين
  حققت الجزائر نهاية الأسبوع المنصرم «نجاحا ديبلوماسيا فنيا»، بعد توقيع الفيدرالية الدولية للممثلين والهيئة العربية للمسرح على اتفاقية شراكة و تعاون، من أجل استفادة  الممثلين، و منهم ممثلو المسرح العربي، من قوانين و تشريعات، من شأنها ضمان حقوقهم وحمايتهم اجتماعيا وفنيا.
أشرف مستشار الهيئة العربية للمسرح يوسف العايدابي و ممثل الفيدرالية الدولية للممثلين دومينيك ليكارودونيس أول أمس الخميس، خلال فعاليات الدورة التاسعة للمسرح العربي المقامة بفندق الميريديان بوهران، على توقيع اتفاقية بين المنظمتين، أطلق عليها «اتفاقية وهران»، وستتبع لاحقا باتفاقيات أخرى تفصيلية حول كيفية التعاون والشراكة بين الهيئتين لتشريع قوانين تخص الممثلين والفنانين في الوطن، لحمايتهم وضمان حقوقهم، خاصة في ظل التحولات التكنولوجية الحديثة المتسارعة التي ساهمت بشكل كبير في هضم حقوق العديد من المبدعين العرب، وفق ما خلصت إليه مداخلات جلسة التوقيع. من جانبه ثمن المستشار يوسف العايدابي عقد الاتفاقية في وهران، واصفا إياها بالمكسب الذي يشرف اسم الجزائر ضمن إتفاقيات الهيئة، موضحا أن هذه الإتفاقية ستفسح المجال للمسرحيين العرب للاستفادة من مركز خبرة دولي وهو الفيدرالية الدولية للممثلين، في صياغة قوانين ونظم تسمح بترقية وضعيتهم وخدمة الفنان المسرحي في الوطن العربي، الذي لا يتوفر حاليا على هذه الخبرة الأوروبية في مجال الخدمات والاعتراف بحقوق الفنانين الاجتماعية، مضيفا أن القوانين في البلدان العربية لا تزال محصورة في مجالات ضيقة، مثل الرقابة وحقوق الملكية الفكرية في أضيق الحدود. لتدارك هذه النقائص والإستفادة من الخبرة الغربية، ستبرمج الهيئة العربية للمسرح، بالتنسيق مع النقابات أو الاتحادات العربية للمسرح، مجموعة نشاطات وورشات ولقاءات تكوينية لترقية الخدمات الفنية و العمل لتطوير آليات عمل تشريعات وقوانين، من شأنها أن تكفل للمسرح العربي الشروط الواقية له ولمستقبل المهنة، مثلما أوضح العايدابي، الذي وصف القوانين العربية المتعلقة بحقوق الفنان والمسرحيين بالتحديد، بأنها قوانين جائرة و قديمة ولا تواكب التطورات في المجال الفني، مبرزا في نفس السياق، أن القوانين الجديدة التي تصدر في البلدان الغربية، تصل للعرب بعد 20 سنة، بعد أن يتجاوزها الزمن وتفقد صلاحيتها، مما يجعل حقوق الفنان العربي مهضومة.
أما عضو أمناء الهيئة العربية للمسرح ومنسق العلاقات الخارجية بها، حسن النفالي، فأكد أن الإتفاقية ستختص بحماية حقوق الممثلين وتوعيتهم وتحسيسهم بضرورة الدفاع عن حقوقهم، من خلال تكتلات و نقابات أو جمعيات أو أي صيغة تسمح لهم بتنظيم صفوفهم وحسن المطالبة بحقوقهم وارساء قواعد قانونية تصب في مصلحتهم، مشيرا إلى أن الاتفاقية تسمح أيضا  في إطار الشراكة،  بإقامة مجموعة من الأنشطة التي ستنجزها الهيئة مع الفيدرالية، من خلال محاور محددة، مذكرا أن الفيدرالية، هي منظمة غير حكومية تهتم بحقوق الممثلين، حيث تعمل على القوانين التي تحمي حقوق الممثلين، مثل الاتفاقيات الجماعية بين الممثلين و المؤسسات الفنية وتضم أكثر من  105 نقابات من عدة دول. واعتبر دومينيك ليكار، نائب رئيس الفيدرالية، أن لقاء وهران فرصة سمحت بالتفاعل المباشر مع العديد من المسرحيين العرب، موضحا أن الفيدرالية تهتم بالقانون الأساسي والحقوق الأساسية والمعنوية  للفنانين في كل المؤسسات، للسماح لهم بالعيش في كرامة، مشيرا إلى أن الفيدرالية تربطها إلى حد الآن، علاقات فقط بالنقابة المغربية لعمال المسرح والتي بفضلها توسعت العلاقة لتربط الفيدرالية بالهيئة العربية للمسرح.
وذكر المتحدث أن الفنان الجزائري له نقابة منذ عدة سنوات ساهمت في بلورة قوانين وحماية الأسرة الفنية في جميع المجالات، مضيفا أنه تعرف على هذه التجربة الجزائرية عندما شارك منذ سنوات مع الفنان المسرحي الراحل امحمد بن قطاف في أعمال مسرحية بالجزائر، داعيا بالمناسبة هذه النقابة وغيرها من الجمعيات، للاستفادة من الاتفاقية لتحسين إطارهم المعيشي عبر قوانين جديدة تضمن لهم تحصينا، خاصة من غزو التكنولوجيات الحديثة.  بينما قال نائب رئيس الفيدرالية، الممثل الكوميدي دونيس فوكراي، أن إبرام الاتفاقية في وهران له رمزية كبيرة، كونها مدينة أسد المسرح الجزائري عبد القادر علولة،  كاشفا بأن كل فناني العالم دون استثناء، يعانون من مشكل الاعتراف بعملهم، و هذه المهنة تتطلب قوانين وتشريعات تضبطها وتحمي حقوق المنتمين اليها.                             
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى