غيب الموت ليلة الجمعة إلى السبت مخرج أول حصة كاميرا خفية جزائرية في سبعينيات القرن الماضي حاج رحيم، عن عمر ناهز 83عاما، إثر إصابته بنوبة قلبية، تاركا وراءه رصيدا كبيرا من الأعمال الكوميدية و الدرامية التي تحمل بصماته الإبداعية المميزة.
الفقيد الذي ووري أمس الثرى بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة، يعتبر من أشهر المخرجين الجزائريين وقد ارتبط اسمه لسنوات طويلة بحصة الكاميرا الخفية التي استطاع من خلالها، أن يرفه عن  المشاهدين و يثير ضحكهم بذكاء و مهارة و خفة دم نادرة،  دون استفزاز أو تخويف للضيوف.
و قد سبق للمخرج حاج رحيم و أن قال في اتصال بالنصر، بأن الكاميرا الخفية من أصعب الأعمال التي أنجزها طيلة مساره في التليفزيون الجزائري الذي التحق به في سبعينيات القرن الماضي، و صنفها في خانة السهل الممتنع، لأنها تتطلب البحث و الدراسة و التمتع بقدرات خاصة لتجديد مواضيعها و الارتقاء بها، و انتقد بشدة حصص الكاميرا الخفية الحديثة التي ارتبطت برمضان في بلادنا، لأن الغالبية العظمى منها ، حسبه، شعارها الضحك من أجل الضحك، و يستعملها بعض المخرجين كأداة رعب و استفزاز و إهانة للضيوف، فأصبحت مستهلكة و جوفاء.
و يعتبر سيت كوم «زواج ليلة تدبيرو عام» الذي أخرجه الفقيد في 2010  آخر أعماله، و قد طرح من خلاله موضوعا اجتماعيا لم يطرح من قبل في التليفزيون الجزائري و التليفزيونات العربية عموما و هو زواج الأقزام، مركزا على رحلة بحث القزم عن نصفه الآخر و المغامرات التي يعيشها في تلك الرحلة و كل ذلك في قالب هزلي، و أسند بطولة العمل للفنانة عتيقة طوبال و الممثل نواري راجعي، فحقق نجاحا مدويا آخر في مساره الفني الطويل.
و في 1976 أخرج حاج رحيم فيلم «رحلة شويطر»، فكان ثاني تجربة كوميدية له بعد حصص الكاميرا الخفية، و بعد ذلك خاض تجربة الدراما من خلال فيلم «سركاجي»في 1982 ، و تلاه مسلسل»حكايات الناس «في 1985 ، ثم فيلم «نهاية إضراب « في 1992 ، و في 1994  أخرج «بورتريه»، و العديد من الأعمال الأخرى التي أبدع المخرج الراحل في تجسيدها للتليفزيون و السينما .
أكد أمس وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي أن المسار المهني للمخرج السينمائي الحاج رحيم  «حافل بالعطاءات و الإبداع» ،مما «يدل على احترافيته و اهتماماته بما يجري في الواقع الاجتماعي الذي نعيشه».
وقال الوزير في برقية تعزية أن «مسار المرحوم السينمائي و التلفزيوني  ثري وإنتاجاته قيمة وهادفة، اشتهر بالكاميرا المخفية في السبعينيات  التي كانت له فيها بصمته الخاصة ، إلى جانب عدد من المسلسلات في الدراما الاجتماعية.  هذا المسار الحافل بالعطاءات و الإبداع،  يدل على احترافيته و اهتماماته بما يجري في الواقع الاجتماعي الذي نعيشه».وتقدم وزير الثقافة بهذه المناسبة الأليمة بخالص التعزية لعائلة الفقيد و الأسرة  الثقافية، راجيا من المولى عز و جل أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه و يلهم ذويه الصبر و السلوان.                                                         
ق,ث

الرجوع إلى الأعلى