الصحفية علجية عيش تكتب حول اللغة النضالية  في الأفلان
“حزب جبهة التحرير الوطني بين الانقلابات و الثورية..خطابنا السياسي و لغتنا النضالية في زمن التغيير”،  هو مؤلف جديد يضم عدة مقالات تتناول بالنقاش و التحليل، واقع الحزب العتيد من خلال منظور الصحفية بجريدتي صوت الأحرار والأمة العربية و المناضلة بالحزب علجية عيش، التي اختزلت في 130 صفحة تجربتها مع النضال الحزبي و التمثيل السياسي في المجالس المنتخبة، لتقدم رؤيتها الخاصة لمنطق التغيير و التجديد في صفوف الآفلان و استراتيجياته.
الكتاب صدر في 2016 عن دار النشر “ الأوطان”، وهو عبارة عن كوكتيل سياسي، أو كليشيهات تعد خلاصة تجربة  صحفية و مناضلة،  كان لها الحظ في أن تكون عضوة في المجلس الشعبي الولائي عهدة 2007-2012 ، حضرت المؤتمر التاسع للأفلان  كمشاركة ، فضلا عن مشاركاتها في ثلاث طبعات للجامعة الصيفية بكل من ولايات بومرداس، بجابة، و تيبازة، و هي  تجربة  مكنتها من اكتساب بعض المعارف السياسية، التي قدمتها في هذا الإصدار البعيد عن التوثيق التاريخي، على اعتبار أنها حاولت أن ترسم من خلاله لوحة للنضال اليومي، الذي قالت بأنه ثمرة تجربة لم تكتمل بعد.
الكتاب وبالرغم من أنه لا ينتقد  الجبهة نفسها ككيان سياسي ذي خلفية تاريخية متجذرة، إلا أنه يطرح بالمقابل، أفكارا و يستعرض أحكاما فيها انتقاد للممارسات اليومية داخل الحزب،  هدفها، كما حاولت الكاتبة إيضاحه، الدفاع عن الكتلة السياسية و حمايتها و كشف تلاعبات من لا يؤمنون بمبادئ جبهة التحرير الوطني.
وقد ذهبت صاحبة الإصدار في انتقادها لواقع الحزب اليوم بعيدا إذ تحدثت عن تكريس الجهوية داخل صفوفه، و تطرقت كذلك إلى الصراع بين جيلي الشباب و قدماء المناضلين، وهو صراع أرجعت أسبابه، إلى الرغبة في التموقع و التحكم في القرار، مستشهدة في ذلك بتجربة الجامعة الصيفية التي قالت عنها بأنها ناجحة من حيث التكوين، لكنها لا تكلل بتفعيل ميداني حقيقي يسمح لشباب الحزب بالمساهمة الحقيقية، لأنهم لا يمنحون مفاتيح التسيير، كما تطرقت أيضا إلى ما وصفته بالمال الفاسد، و من قالت عنهم بأنهم دخلاء انتهازيون، يعتبر كتابها سبيلا لمحاربتهم لأنهم، حسبها، “ أساءوا للجبهة و شوهوا صورتها التاريخية و نضالها الطويل، بل أساءوا إلى روح نوفمبر المجيدة و مسيرة الرجال الذين عاهدوا الشهداء و لم يبدلوا تبديلا”.
الكاتبة الصحفية تنقل القارئ، من خلال العمل، إلى قلب الحياة السياسية داخل الحزب، من خلال توظيفها لشهاداتها كمنتخبة سابقة و كمناضلة ،  تهدف لإحداث التغيير الايجابي في الحزب، بالخوض في مفهوم المسؤولية المتطرفة و انعدام الثقافة السياسية التي تساعد، حسبها “على خلق الروح الإقطاعية السياسية أو على بعثها من جديد”، مشيرة إلى إلزامية طرح تساؤلات حقيقية، هدفها تصحيح مسار النضال الحزبي ، كالتساؤل عن  ماهية “النضال” و “المناضل” وهل يكفي أن يكون المناضل مناضلا بحمله بطاقة مناضل وكفى؟ وما هي المقاييس التي تقاس بها واجبات و حقوق المناضل في أي حزب كان؟ و ما هو مفهوم الانضباط لدى قادة الحزب؟ هل يعني التقيّد بقواعد الحزب و الصمت عن التجاوزات أو عدم الخوض في النقاش و غيرها من الأمور؟، خصوصا في ظل ما وصفته بالصراعات و الانتهاكات في حق الجبهة وأبنائها المخلصين على مستوى المجالس المحلية التي يعكسها  «مسلسل التراشق بالكلمات البذيئة التي أوصلت الأمور إلى العدالة في محطات عديدة، خاتمة طرحها بالتساؤل كم عدد الكتابات التي تدافع عن جبهة التحرير الوطني، حتى لو لم تكن في مناصب المسؤولية وكم عدد الأقلام الحاقدة على الجبهة و كم عدد المؤلفات
 الموضوعية.                      

ق.ث

الرجوع إلى الأعلى