وثائقي يخلد  مسيرة الشيخ   عبد الكريم دالي
احتضنت أمس دار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو فعاليات اليوم التكريمي على شرف الشيخ عبد الكريم دالي، صاحب الأغنية المشهورة « من زينو نهار اليوم» التي أداها بداية خمسينيات القرن الماضي و التي لا تزال مرتبطة في ذاكرة الجزائريين بالاحتفاء بالأعياد الدينية.التكريم الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الثقافة للولاية، بمعية مؤسسة عبد الكريم دالي ، كان بمناسبة مرور الذكرى 39 عن رحيله، و قد استهل الحفل بتدشين معرض للصور يروي مسيرته الفنية ببهو دار الثقافة ، و تم على مستوى المسرح الصغير عرض فيلم وثائقي خاص بالراحل، تطرق فيه المخرج إلى أهم المحطات التي عاشها الفقيد.
و في تدخلها أكدت مديرة الثقافة لولاية تيزي وزو نبيلة قومزيان، بأنه شرف كبير أن تحتضن عاصمة جرجرة حفل تكريم أحد قامات الفن الجزائري الذي ترك بصمته في السجل الثقافي الجزائري،  خاصة و أن الذكرى 39 لرحيله  تتزامن مع ذكرى عيد النصر، مشيرة إلى أن الفنانين الجزائريين هم سفراء بلدهم، و قالت «أتمنى أن تكون لدينا فرص في المستقبل من أجل تكريم القامات الفنية و التاريخية في تيزي وزو».
من جهته رئيس المجلس الوطني للفنون  و الآداب عبد القادر بن دعماش عاد إلى المسيرة الفنية للشيخ عبد الكريم دالي، و الذي قال بأن اسمه  اقترن دائما بأغنية العيد  التي لا تزال راسخة في ذاكرة كل الجزائريين، و أكد بأن الراحل أدى العديد من الطبوع الموسيقية الجزائرية، خاصة بعدما استقر في الجزائر العاصمة في سنة 1945 و فرض نفسه في الميدان الفني و استقبلته مريم فكاي في باب عزون، كما التقى بالشيخة طيطمة و الشيخ نور الدين المعروف في الأغنية القبائلية، و كان محل إعجاب المسؤولين بالإذاعة، مشيدا بالدور الذي لعبه في إثراء التراث الثقافي الجزائري.و قال بن دعماش أن عبد الكريم دالي تمكن من المزج بين المدرستين الغرناطية التلمسانية  و مدرسة الصنعة في الجزائر العاصمة ، و أبدع في الطابع الأندلسي الذي تميز به و الحوزي و العروبي، كما أنه يتقن العزف على جميع الآلات الموسيقية و لم يخف أي شيء لنفسه، لأنه كان دوما معطاء و سيبقى مثالا تقتدي به أجيال من الفنانين، لافتا إلى أن هذه الصفة تركت أثرا كبيرا لدى الجزائريين الذين يفتخرون به، داعيا من جهة أخرى، إلى ضرورة جمع جميع أعمال هذا الفنان و كل مؤلفات الفنانين الجزائريين الآخرين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الفنية الجزائرية ، لأن الفنان هو الهوية و من واجبهم اليوم ، الاعتراف و العرفان لما قدمه المبدعون الذين سيخلدهم التاريخ .حفيدة الشيخ عبد الكريم دالي وهيبة دالي التي تترأس مؤسسة جدها الفنية، أكدت للنصر بأنه تم تسطير إستراتيجية جديدة للاحتفال بالذكرى 39 لوفاة عبد الكريم دالي و التي انطلقت أمس من ولاية تيزي وزو و ستجوب مختلف ولايات الوطن، مشيرة إلى أنه تم اختيار عاصمة جرجرة لتكون أول محطة للاحتفال بالذكرى، لأن المرحوم احتك بالفرقة الموسيقية للإذاعة الجزائرية الناطقة باللغة الأمازيغية و الأوركسترا التي ترأسها الشيخ نور الدين المعروف في مجال الأغنية القبائلية و الشيخ الناموس، و قالت « نريد أن نبين بأن الشيخ عبد الكريم دالي غنى مختلف أنواع الموسيقى الجزائرية و يتواجد على مستوى كافة القطر الوطني و هو أب و جد كل الجزائريين و الجزائريات».
و حول عدد الأغاني التي تركها عبد الكريم دالي أكدت المتحدثة أن جدها ترك أرشيفا فنيا ثريا من بينه 700 ساعة مسجلة في الإذاعة و التلفزيون الجزائري، مشيرة إلى أن المؤسسة التي تحمل اسمه تسعى للحفاظ على الموروث الثقافي للشيخ، و تقوم بإصدار أسطوانات ليسمعها كل من لا يعرفها، خاصة و أنه كرس حياته للفن إلى غاية وفاته.و قالت بأنه و بعد محطة تيزي وزو ،ستشد  الرحال نحو فرنسا يوم 27 أفريل تحديدا إلى  المركز الثقافي الجزائري في باريس، للالتقاء بالجالية الجزائرية التي ستتعرف أكثر على أعمال و مسيرة الشيخ و سيرافقها عبد القادر بن دعماش، ثم تعود إلى ولاية باتنة وولاية تلمسان بعد شهر رمضان و غيرها من الولايات الأخرى.         
سامية إخليف   

الرجوع إلى الأعلى