«موني» ينقـل الجمهور في رحلة عبر ماضي قسنطينة الجميل
استمتع مساء أمس جمهور القاعة الصغرى لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بعرض فيلم وثائقي بعنوان» موني»،  و الذي يصور حياة العائلة القسنطينية بكل عاداتها و تقاليدها  خاصة المتعلقة بالمرأة و ذلك من خلال شخصية «موني».
الفيلم الذي أنجز من طرف دائرة التراث اللامادي للمخرج سعيد بولمرقة ، تم عرضه في إطار فعاليات شهر التراث وعيد المدينة السنوي: تقطير الزهر والورد، التي تشرف على تنظيمهما مديرية الثقافة لولاية قسنطينة، فالفيلم يؤرخ لحقبة تاريخية بقسنطينة ، بحيث يروي عادات سكان المدينة و الطقوس التي يقومون بها عند استقبال مولود جديد و الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية، كشهر رمضان المعظم وعيد الفطر، تقطير الزهر والورد، وحفلات الأعراس، و كذا تحضيرات العائلة القسنطينية لموسم الشتاء بتحضير المؤونة و العجائن التقليدية من فتل الكسكسي و تحضير الشخشوخة و التريدة و غيرها.
عادات وتقاليد أخذت الحضور في رحلة عبر ماضي مدينة الجسور المعلقة، إذ تناول الفيلم  كل ما تتميز به العائلة القسنطينية،  من خلال شخصية موني، حيث تنطلق أحداث الفيلم من ولادة موني،  من خلال إبراز طقوس استقبال المولود   في تلك الفترة،  بقدوم قابلة للبيت و هي إمرأة كبيرة في السن مختصة في توليد النساء  تكون مرفوقة بامرأتين   لمساعدتها وبعض الإستعدادات التي يحضر لها قبل الولادة ، كما برز من خلال أحداث الفيلم  طريقة الاهتمام بالأم من خلال تقديم  أكلات خاصة مباشرة بعد الوضع ك «الزرير» وطبق «السلاك»، و كذا كيفية إقامة «السبوع» بقدوم أهل الأم الذين يحضرون لابنتهم كل مستلزمات العشاء و هدايا للمولودة.
و مع  مختلف مراحل حياة  موني ، تبرز مظاهر حياة البنت القسنطينية قديما و التي تبدأ بدخولها للمسجد بحفظ القرآن و خروجها للعب مع الأطفال إلى أن تكبر و «تُحجب» في البيت، و تبدأ والدتها في تعليمها شؤون المنزل و طريقة تقطير الزهر و الورد و كل ما يخص المرأة ، إذ تبرز مشاهد الفيلم الذي دامت مدة عرضه نحو ساعة من الزمن،  أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية للعائلة القسنطينية، من طقوس الخطبة و الزواج، مبرزا خصوصية «السينية» القسنطينية في الأعراس و نوعية الحلويات التي تتميز بها  من «مقرود» و «غريبية» و «بقلاوة» و غيرها، و اللباس التقليدي من قندورة القطيفة و كذا الحلي ، و اختتمت مشاهد الفيلم بإنجاب موني لمولود أطلقت عليه اسم «محمد» و تربيتها له إلى أن تزوج لتزور هي البقاع المقدسة  أين يوافيها الأجل.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى