محمد الصديق بن يحيى نموذج للمناضل المثقف  والدبلوماسي المحنك
دعا، أول أمس،  مشاركون في ملتقى وطني حول محمد الصديق بن يحيى إلى ضرورة الحديث عن مسار ومسيرة الرجل العظيم ليس من باب التمجيد فقط، ولكن من باب الاستلهام من سيرته العظيمة وأخذ العبر والدروس من نبعه الوطني الصافي للمحافظة على الوطن وثوابت الأمة، و نقلها للجيل الصاعد، و أجمع الحاضرون بأنه كان أحد أبرز الشخصيات الجزائرية التي رفعت راية الدبلوماسية الجزائرية عاليا.
 وبمناسبة  الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 61 لعيد الطالب،  تم  تنظيم ملتقى تحت عنوان» محمد الصديق بن يحي: الطالب الثائر....الوزير الرمز»،   إحياء للذكرى الـ 35 لوفاته.   حيث تحدث أول أمس رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك في قاعة المحاضرات بالقطب الجامعي تاسوست  مطولا عن المسيرة الطويلة التي رافق فيها شهيد الواجب الوطني محمد الصديق بن يحيى، و أشار المتحدث  إلى  دوره في جمع الطلبة الجزائريين، الذين كانوا مشتتين عبر دول العالم،  و تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين سنة 1955، حيث ذكر المتحدث واقعة تاريخية حول محاولة انشقاق بعض الطلبة في المؤتمر التأسيسي للاتحاد، لكن حنكة و ذكاء بن يحي و من معه، عملت على لم الشمل،  و عرج رئيس الحكومة الأسبق للحديث عن نضاله الدبلوماسي، ودوره التكتيكي في المفاوضات،  مؤكدا أنه كان يحمل مبادئ الجزائر في قلبه و تفكيره،  و لعب دورا كبيرا في التأثير على مسار المفاوضات، نظرا لميزته في توقع و فهم ما يحاول ان يصل له المستعمر الفرنسي ،  وأشار رضا مالك إلى أن شخصيات فرنسية، كانت تخاف من وجود الصديق بن يحي ضمن طاولة المفاوضات، معترفة في نفس الوقت بحنكته، حيث لقبته جريدة فرنسية بثعلب الصحراء، لما أظهره من قدرة على الجدل و الإقناع، كما تطرق المتحدث  إلى قيادة ابن جيجل لوساطة الجزائر في موضوع الرهائن الأمريكيين بسفارة واشنطن في طهران بعد الثورة الإيرانية،  «وهو   موضوع   استعصى على الكثير من القوى الدولية، وتمكنت الجزائر تحت الإشراف والتوجيه المباشر لمحمد الصديق بن يحيى  الذي تمكن من  إيجاد الحل المناسب له»  وهو ما كان محل تقدير عالمي كبير وقتها زاد  من رصيد الجزائر وأداء دبلوماسيتها وفق رضا مالك.وأوضح الاستاذ محي الدين عميمور الوزير و المستشار الرئاسي السابق بأن محمد الصديق بن يحي كان رجل دولة، و يعرف الفرق بين موقفه الشخصي، و موقف الدولة  عبر مختلف القضايا التي طرحت أمامه، و وصفه المتحدث باليقظ لدرجة لا يمكن تصورها أو وصفها، و يتصرف بذكاء في حل الأزمات الدبلوماسية ما بعد الاستقلال، و أشار الأستاذ محمد عباس في مداخلته إلى الدور الذي لعبه ابن جيجل في وضع القانون الأساسي للصحافيين في الجزائر، لما تقلد حقيبة وزير للثقافة و الإعلام، إذ لم يكن آنذاك إطار تنظيمي للصحافيين، ووصفه بالرجل البحر في تعاملاته.
 أما الأستاذ بلال لعيساني من جامعة جيجل فتطرق إلى أهم الشخصيات المحلية الجيجلية التي سمحت بصقل موهبة بن  يحيى ، و أغفلت تماما لدى من تناولوا حياة الرجل ومسيرته النضالية والسياسية، و تتمثل هذه الشخصيات في المناضل الجيجلي الشهير رولة العربي الذي اشتهر بنضاله المستميت ضد المستعمر ودفاعه المشهود على الطبقات الفقيرة والمهمشة وهو ما جعله عرضة للاعتقال في كثير من المرات، و قال  المتدخل أنه ممن جعلوا الفتى محمد يتأثر بأفكارهم التحررية وحسهم الوطني،  تأثرا انعكس فيما بعد على شخصيته الكاريزمية وروحه التحررية، كما تأثر محمد الصديق بن يحي بأستاذ اللغة العربية،  وعضو جمعية العلماء المسلمين عمر بوالدوحان، وأخذ منه مقومات الشخصية الوطنية والعمل على صونها.كما عرف الملتقى تكريم اسرة الفقيد محمد الصديق بن يحيى، و عدد من المجاهدين و ابناء الشهداء، كما عرفت تقديم تكريمات خاصة للطلبة العشرة المتحصلين على منحة الدراسة في الخارج من جامعة جيجل، وكذا تدشين جدارية محمد الصديق بن يحيى بمبنى رئاسة الجامعة، و معرضا متنوعا، تضمن صورا ووثائق عن المجاهد.    
كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى