"منمنمات ثقافية" تحتفي بالروائي كمال قرور والشاعر ناصر معماش
احتضن المسرح الجهوي لمدينة العلمة، أوّل أمس السبت، ندوة تكريمية مزدوجة، جمعت بين الروائي كمال قرور والشاعر ناصر معماش، وهي الثالثة من برنامج «منمنمات ثقافية» التي تشرف عليها الدكتورة ليلى بن عائشة، بدعم ورعاية من مسرح العلمة الجهوي. وقد شهد برنامج الاحتفالية، جلسة أولى، احتفت بإبداعات وكتابات الروائي كمال قرور، من خلال قراءات ومقاربات في رواياته، قدمها أساتذة ونقاد من بعض الجامعات الجزائرية.
البداية كانت بتقديم بورتريه عن الأديب وإصداراته وكذا نشاطاته المختلفة. بعدها فُتح المجال للمداخلات، حيث كانت المداخلة الأولى بعنوان «تجليات التجريب في رواية التراس» قدمتها الدكتورة زهيرة بولفوس من جامعة قسنطينة، تناولت فيها التجريب في روايته، وطرحت إشكالية التجريب عند قرور، وكيف أنّه بهذا التجريب يحاول أن يحقق التجاوز. مؤكدة أنّ المسار التجريبي للكاتب كان موفقا، خاصة في رواية «التراس»، التي اعتبرتها الموجز الذي استطاع أن يتناسل في رواياته الأخرى. وهي أي «التراس» تُنسب -كما قالت- إلى «الميني رواية» أو الرواية القصيرة. الدكتورة خلصت إلى أنّ ثمة مسار في كتابات قرور، ثمة مشروع، ثمة رؤية. وأنّه لا يكتب من فراغ، إنّما يكتب من إيمان وفاعلية، فكتاباته تعري الواقع والمسكوت عنه، وهي في ذات الوقت تبدع شخصيات تتحرك على الورق وتغوص في مساءلة الواقع.من جانبه الدكتور سليم بركان، من جامعة سطيف، قدم مداخلة بعنوان «جينيالوجيا الخطاب السردي في كتابات كمال قرور». وفيها قارب الأنساق التاريخية وكيف تنتج الخطاب السردي عند قرور، مؤكدا أنّ قرور مهووس بالتاريخ، لكنّه ليس التاريخ الرسمي أو تاريخ المؤسسة، إنّما التاريخ الجديد، التاريخ الذي أهمله التاريخ الرسمي.بركان قال من جهة أخرى: «إذا كانت كلّ روايات السبعينات والثمانينات تتكئ على التاريخ الرسمي، فإنّ قرور لم يتكئ على هذا التاريخ، إنّما اتكأ على التاريخ الجديد، ويمكن اعتبار رواياته بالروايات الأطروحة، وهو يشتغل على الخطاب المضّاد. فكلّ رواياته أطروحات قائمة على الخطاب المضاد. رواياته تختصر الواقع الإنساني وليس الجزائري فقط، وهي مشروع فكري وحضاري بامتياز».
أمّا الدكتور العربي عبد القادر، فتناول في مداخلته الموسومة بــ»آليات الكتابة عند كمال قرور»، استلهام الروائي من الموروث الشعبي والتراث، موضحا أنّ الكاتب يشتغل على الموروث الشعبي، كما يستعمل بعض الملفوظات والأمثال الشعبية في متونه السردية. مؤكدا أنّ رواياته تجتمع فيها: الأسطورة، الواقعية، التاريخ، السياسة، التراث، السيرة. وهي تنتمي إلى الأدب الفنتازي، ومع هذا فهي لا تقف عند تحديد أجناسي معين.
أما الدكتور مومني بوزيد، من جامعة جيجل، فتناول في مداخلته تجليات الطغيان في رواية حضرة الجنرال، محاولا شرح أسباب صناعة الدكتاتور في الرواية، معرجا على أسباب ودوافع وخلفيات وتمظهرات الطغيان أو الدكتاتورية في روايته، وأنّ هذه الدكتاتورية تمظهرت من مصادر واقعية، إلى مصادر كارتونية وأخرى خيالية. موضحا في الأخير أن قرور هو صاحب مشروع ممارس لما يحدث في الواقع.
أما الدكتورة هداية رزق من جامعة سطيف، فقاربت الرواية من عدة معطيات، فنيا وسرديا وتراثيا وحتى من صورة الغلاف، وهذا كلّه تناولته في مداخلتها المعنونة بــ»كاريزما الموازيات النصيّة في رواية حضرة الجنرال».كما كانت الندوة فرصة تحدّث فيها الروائي قرور، عن تجربته في الكتابة والصحافة. وهذا في الفسحة المخصصة له، حيث قال أنّه لا يجيد الحديث عن نفسه، وأنّه سيكتب يوما كتابة على كتاباته، لأنّ النقاد قالوا أشياء وأمورا لم يكن منتبها لها. مضيفا: «سأعيد اكتشاف نفسي، سأكتب على قرور وحول كتاباتي، كتابات أعيد فيها قراءة ذاتي. كلّ كتاباتي كانت نِتاج حالات معينة، حالات اجتماعية، سياسية، إنسانية. في كلّ حالة هناك فضاءات ذاتية». كما تحدث قرور عن التجريب: «أنا مولع بالتجريب، مازلت أجرب وسأبقى أجرب». قرور اعترف أن رواياته المطبوعة هي مهربة كلّها، لأنّه لم يكن يملك الوقت لكتابتها: «لا وقت لديّ للكتابة، أسرق وقتا لأكتب، وحين تكتمل رواية وتطبع أتفاجأ حقا وأشعر بالفخر، وأقول كيف وجدت الوقت لكتابة هذا العمل». كما اعترف صاحب «سيد الخراب» أنّ الصحافة هي التي جعلته يتخلص من خجله وانطوائيته، إذ يقول: كنت خجولا جدا وغير اجتماعي، لكن الصحافة خلقت مني الإنسان التواصلي الاجتماعي». وفي الأخير قال: «أريد الخوض في الكتابة على الكتابة، وبالمناسبة أنا أكتب بعفوية، وبتلقائية ودون مسطرة، من أجل إخراج ما بداخلي».أمّا الجلسة الثانية، فخُصصت للاحتفاء بالشاعر ناصر معماش، وكانت البداية أيضا بتقديم بورتريه عن الشاعر، ضم لقطات ولمحات من سيرته العلمية والأدبية وإصداراته وبعض مشاركاته في ملتقيات وطنية وعربية.بعدها فُتح المجال لتقديم المداخلات، إذ قدمت الأستاذة وسيلة بكيس، مداخلة بعنوان مغاير لأغلب العناوين التي تقارب الشعر، إذا جاء هكذا: «يقين الشعر في ديوان هكذا تكلم الشيخ بوطاجين». وقد أشادت بتجربة الشاعر في هذا الديوان، الذي حسب قولها أعاد خلط الأوراق، أوراق الشعر بالسرد، في عالم الكتابة، إذ تناول الكثير من تيميات وموضوعات الأديب بوطاجين وصاغها شعريا على لسان بوطاجين، وكأنّه أراد أن يجعل بوطاجين شاعرا في ديوانه، هو الذي عُرف بالسرد في قصصه ورواياته. الشاعر يعيد اكتشافه في هذا الديوان، وحسب الأستاذة بكيس دائما فإنّ الشاعر معماش وصل إلى أعلى مراحل الشعر وهي مرحلة يقين الشعر.
بعدها مُنحت مساحة للشاعر المحتفى به ليقدم بعض المحطات من تجربته في الكتابة الشعرية والنقدية، وقد قال بداية أن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع منا أناسا، كما تحدث أكثر عن علاقته ببوطاجين أكثر من حديثه عن تجربته الأدبية، وقال بهذا الشأن: بدأت أقرأ الرجل شكلا وكتابة، وهو شاعر في الأساس، حتى عندما تنظر إليه، ستجد الشعر في ملامحه.معماش، قال أيضا: «هناك شيء آخر في حياتي، هو أنّني لا أكتب إلاّ عن تجربة أعيشها». كما دافع عن الشعر، مؤكدا أنّه لم يمت وأنّه حاضر وبشكل كبير في مشهدنا الأدبي الجزائري، وأنّ الأزمة ربّما في القارئ العربي الذي عموما تربكه هذه النقلة المتسارعة والسريعة بين الأجناس الأدبية من شعر ورواية على وجه الخصوص. مؤكدا أن الكثير من الشعراء الذين كتبوا الشعر بامتياز وإجادة، قد أصبحوا في أغلبهم ساردين بشكل جيّد وممتاز، وهناك نماذج كثيرة لا يتسع المقام لذكرها، لشعراء تميزوا روائيا.كما تحدث عن كتابته لأدب الطفل، مؤكدا أنّها كتابة صعبة جدا، ومع هذا يحبها ويسعى لأن يقدم ما هو أجمل وأفضل في هذا الفن. والحقيقة –حسبه-: «أنّ الكتابة للطفل تجبرك على أن تكون أو على أن تعود طفلا». وفي الأخير قرأ بعض قصائده من ديوانه الأخير «هكذا تكلم الشيخ بوطاجين». نوّارة لحـرش
في ندوة تكريمية مزدوجة بالعلمة
- التفاصيل
-
عرض الفيلم وسط حضور كبير في ذكرى استشهاد البطل
- العربي بن مهيدي -.. قصة مناضل قهر فرنسا بابتسامةاحتضنت دار الأوبرا «بوعلام بسايح» بالجزائر العاصمة، سهرة أول أمس الاثنين العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس، والذي...
الطبعة 13 للمهرجان الثقافي للشعر النسوي بقسنطينة: بحـــور للعــــزة و قــــواف لفلسطيـن الصامـــدة
انطلقت مساء أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، تحت شعار «...
ختام أيام برج بوعريريج المسرحية
- سيفار - رسالة الشعوب المستضعفة للتحرر من القيود اختتمت ليلة أمس الأول، فعاليات التظاهرة الثقافية أيام برج بوعريريج للعروض المسرحية المتوجة، بدار الثقافة محمد بوضياف بتقديم عرض «سيفار»، وتكريم عائلة فقيد...
مقهى ثقافي جديد يصنع الحدث بعنابة
- الجبـل السحري - خلـوة ثقافية بأعالـي سيرايـدي افتتحت مؤخرا، سيدة من عنابة مشروعا ثقافيا بنكهة سياحية بمنطقة سيرايدي، وهو عبارة عن مقهى ثقافي أسمته السيدة كريمة شيبان «لامونتان ماجيك» أو الجبل السحري، مستوحية...
فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية بميلة: «ثلاثة أيام في غزة» يتوّج بجائزة أفلام الموبايل
اختتمت يوم أمس، فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية لأفلام الموبايل، بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، بتتويج فيلم «ثلاثة أيام في...
لإحياء الموقع السياحي ضريح ماسينيسا بقسنطينة
إطلاق مشروع المسابقة الوطنية - الفارس النوميدي - أطلق ناشطان ببلدية الخروب في ولاية قسنطينة، مشروع مسابقة وطنية تحت شعار «الفارس النوميدي»، لإحياء الموقع السياحي ضريح ماسينيسا، ينتظر انطلاقه فعليا في شهر التراث لهذه...
ضمن المسابقة العربية الكبرى للرسم: 70 فنانا تشكيليا للرسم على جداريات الابتدائيات بميلة
انطلقت بميلة، أمس، فعاليات المسابقة العربية الكبرى للرسم على الجداريات، بمشاركة 70 فنانا تشكيليا من مختلف مناطق الوطن، بالإضافة...
وسط حضور مميز للفنانين والممثلين
عاصمة البيبان تحتفي بالمتفوقين ركحيااستعادت، عاصمة البيبان، بريقها الثقافي والفني، باحتضانها لتظاهرة أيام العروض المسرحية المتوجة، التي افتتحت فعالياتها عشية أمس الأول بدار الثقافة محمد بوضياف، وستستمر إلى غاية...
تنافس 20 فيلما قصيرا على الجائزة الأولى: انطلاق فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية لأفلام الموبايل بميلة
انطلقت نهاية الأسبوع، فعاليات المسابقة الوطنية الجامعية لأفلام الموبايل، في طبعتها الثانية، بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة،...
حسب مشاركين في الطبعة أولى لأيام الفسيفساء بسطيف
الجزائر أكبر متحف إفريقي للفسيفساء انطلقت أمس، بالمتحف الوطني العمومي سطيف، فعاليات التظاهرة الوطنية لأيام الفسيفساء، بعنوان الفسيفساء الإفريقية التقنيات والمواضيع أين يعمل عدد من الأساتذة والمختصين في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)