المسرح الروماني بتبسة تحفة أثرية تتحول إلى وكر للمنحرفين ومكب للقمامة
 تحول المسرح الروماني بمدينة تبسة  إلى وكر للمنحرفين و المدمنين ممن وجودوا بين صخوره المنهارة ملاذا لممارسة كل أنواع المحرمات، وهي جريمة في حق الموقع التاريخي الذي يتعرض يوميا لانتهاكات سافرة من طرف مواطنين حولوه إلى مكب للقمامة، فالموقع بات مفرغة رئيسية بالنسبة لتجار السوق المغطاة القريبة.
 أول ما يشد انتباهك وأنت تقف أمام هذا الصرح المهمل هو جمال هندسته، فالمخطط العام للمسرح لا يزال يحتفظ بمعالمه رغم التخريب الكبير الذي طاله بسبب عاملي الزمن و البشر، فهؤلاء لا يجدون حرج في رمي قمامتهم بين حجارة عمرها آلاف السنين يمكن لكل واحدة منها أن تروي قصصا عن بطولات الرومان الغابرة، بالمقابل طمرت الأتربة و الردوم جزء هاما من الهيكل العالم لهذا المعلم الأثري الذي يفتقر للصيانة و الاهتمام، وهو وضع يتخبط فيه المسرح منذ سنوات بالرغم من أن جمعية أحباب البيئة بتبسة، قد نظمت عدة حملات تطوعية لتنظيفه بالتعاون مع عدة أطراف،أين تم رفع أطنان من النفايات المنزلية المرمية بجانبه ،والتي  تسيء إليه ولسكان الولاية. ويأمل المهتمون بالفعل الثقافي في تبسة من جمعيات و متطوعين، أن تتحرك السلطات المحلية في هذا الاتجاه ،من خلال ردع كل التجار الذين لا يتوانون عن رمي نفاياتهم داخل هذه التحفة الأثرية ،كما يطالبون بتخصيص فرق خاصة بالنظافة تشرف دوريا على صيانة المكان في انتظار إطلاق دراسة أركيولوجية متخصصة لإعادة الاعتبار له، و يقترحون أيضا ضبط مخطط حراسة خاص لمنع المنحرفين من الدخول إليه و لما لا ترقيته إلى معلم سياحي يمكن للعائلات و الزوار قصده بغرض الاستجمام و استكشاف خبايا تاريخ المنطقة.
للإشارة فأن المدرج المسرحي هو من البنايات الأولى التي شيدها الرومان بالمنطقة، فقد تم بناؤه في عهد القنصل الخامس الإمبراطور فسباسيانوس سنة 75 ميلادي ،و استعمل هذا المدرج كملعب و مسرح وحلبة لمنافسات المصارعة بين الفرسان وأسرى الحرب أو مع الحيوانات المفترسة، بحسب ما أكده الباحث في الآثار سيري دوروش ، مشيرا إلى أن المعلم دائري الشكل اكتشف أثناء عمليات التنقيب و الحفر التي باشرها الاستعمار سنة  1859، حيث يقدر قطره بـين 50 ــ 65 مترا، و لهذا المدرج أربعة مداخل وحجرات للفرسان والعبيد والحيوانات لمفترسة ، ويتسع حسب المختص لقرابة 7 آلاف شخص، وهو مصنف وطنيا كما يعتبر أحد المتاحف المفتوحة على الهواء الطلق ، فموقعه مسيج لكنه للأسف يتعرض يوميا لكل أنواع الانتهاكات، كما أنه مغمور بالأتربة ويتطلب دراسة شاملة لإعادة تهيئته. و قد أوضح مصدر من مدرية الثقافة بهذا الخصوص، بأن الوزارة تسعى  إلى  دعم الحركة الثقافة أكثر في المنطقة من خلال إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية بما في لك هذا المسرح ،حيث يحصي المخطط  الشامل للمناطق الأثرية بولاية تبسة، تراثا أركيولوجيا غنيا يظم حوالي 500 موقع أثري منها آثار تعود لعصور ما قبل التاريخ، ثلاثون موقعا من بينها مصنفة كتراث وطني على غرار السور البيزنطي ،وقوس النصر (كركلا) ،ومعبد مينارف ،والمعصرة الرومانية بمنطقة برزقال·
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى